استيقظ كل مساء في الثالثة والنصف صباحا، كل يوم منذ ثلاثة أيام، الخطيئة تعبث بعقلي للكتابة وقول ما لم أعبر عنه، أهرب منه ومن جلدي بكل ما اوتيت من قوة، احافظ على حياتي الجديدة من الألم وأغلفها بمناعة التناسي، حبيبي الجميل معي كل ليلة..وكل صباح... اعود مبكرة من عمل مسائي ليحتضني ويخبرني معلش ...كلهم ولاد كلب، ويكره كل من يكرهني بحماس. نستيقظ كل صباح على ٤ منبهات ونواجه الحياة سويا...نقضي أياما اخرى في حمام دافىء بالبابل باثز وأملاح للبحر، نصنع طعاما طيبا ونتشارك حياة كاملة ببيت ملجأ لأصدقاء كثيرين.
أبي أصيب بالسرطان للمرة الثانية في ثلاث سنوات. علمنا قبل زواجي بأسبوعين، للمرة الأولى لم أخض الحرب من موضعها، أحمد الله وأشعر بالخجل من الحمد...وبالذنب من أنني بخير ولم يصيبني العطب...
أمي وجدت يومياتي المخبئة تحت سريري مع بكائي، تحلم أحلاما سيئة وتخبرني أن أفعل ولا أفعل، تترك صوتها في أذني بعد أن تركتني!
أحاول أن أجد نفسي، كل يوم في الثالثة صباحا، حين تتوقف الحياة عن الدوران. والأصوات كلها، تغفو.