قضيت يومي بأكمله في
محاولة الهروب من المحبة، نظفت الشبابيك وأزلت الستائر المليئة بالغبار، نفضت
التراب عن المكتب، وخبئت الكراكيب في أماكن لا تصل إليها عيني، تحت السرير، تحت
الكرسي، في الدرج الأخير من المكتب...في كل مرة حاولت إزالة الغبار طاردتني المحبة
المهدرة بعناد وصبر، وقاومتها بمشاهدة موسمين كاملين من فريندز، اتجنبها وتطاردني،
أغفل عنها فتدوس على قدمي بقوة أو تمد يدها بالسلام...أقرر بصوت مرتفع أن المحبة
قوية كالموت، وهشّة كالرياح.
والآن أجلس في غرفة نظيفة
بالكامل مما يسعد أنفي وحساسيتها، أفكر في إمكانية أكل المحبة، ابتلاعها بالكامل،
أتغذى عليها كما يتغذى الحزن على جسدي في هجماته القاسية..
الحب الذي يهديه الآخرون،
الحب الذي كان يجب علينا إهدائه لأنفسنا، الحب الزائد عن حاجة من أحببناهم أكثر
مما ينبغي، والحب الذي لم يقدمه البعض لكي نبقى...
.................
Draft, Aug2018