تسللت بداخلي ليلة أمس مستغلاً بكل طاقتك في الكون نظرية "الفرخة"
النظرية تنص على أن امتلاكك لفرخة ما ورغبتك ف وضعها وسط قن متعفن مليء بـ(الهراء والسخافات)والفراخ الأخرى .. لا يسمح لك أن تضعها في منتصف النهار وسط هذا الكيان المكتمل والمتأقلم، فبلا شك ستشعر بالغربة وسيشعر باقي الفراخ( والهراء والسخافات) أنها غريبة عن القن مما سيؤدي لاكتئابها وإضرابها عن الطعام ونبذها حتى الموت..
هذا يفسر أنك تسللت ليلة أمس بعد منتصف الليل لقلبي..لأنك تعلم أنها الطريقة المثلى لإدخال أحدهم بلا سابق إنذار وبلا موعد، فحين يستيقظ في الصباح التالي قلبك مبكراً، ويجد الشيء الساكن في أحد أركانه سيقول لنفسه.. لابد من أنه كان هنا طوال الوقت وأنا لم ألاحظ..! لا يمكن أن يكون غريباً حين يبدو أن هذا موطنه منذ قديم الأزل..
استيقظت بعد تسلل افتقادك بكل عناد ليلة أمس..وهكذا قضيت ما يفوق الساعتين أحاول التحرك وأفشل في طردك من خيالاتي ..
الروح تشتاق يا من تسللت خارجاً في وضح النهار وعبث بي افتقادك في منتصف الليل ، البرد يشتد وتتجمد أطرافي بلا هوادة..
الوحدة تنخر في العظم والقلب لم يعد يحتمل المزيد من تحامل الآخرين وخوفهم مما لا أعلم ،وأنا لم أعد أمتلك خوفاً من أي شيء منذ مدة وأستبق بخطوة دائماً حيث تفوق رغبتي خوفي فأنطلق.. معلنة أنه لا مزيد يمكنني خسارته !
كان العجوز المتحضر يوماً ما يخبرني عن الاتزان الذي يطاله بعد قضائه فترة طويلة وحيداً، عن السعادة والبيس أوف مايند والتركيز الذي يملأه حتى حافته ، كنت أستمع له جيداً كالعادة ويعترض شيء بداخلي على كلماته..
أظن أنني أتفهمه اليوم.. بعد أن وصلت هناك ..أظن أنني لا أبالغ إن قلت أنك لم تعد تشغل الحيز المتاح وتوزعت طاقات الحب على الفقراء المكللين بالفقد والهائمين في الأرض بانتظار تغيير درامي.
أظنه كان محقاً وهذا لا يمنع تماماً أني -رغم الإيجو والعناد والقوة- .."إتوحشتك اوي".
.
