أنا عندي تلك المشكلة الصغيرة الشبيهة بالأمراض الخبيثة، بتنتشر بسرعة وفجأة في اتجاهات مش مدروسة..
مبعرفش أمشي! مبعرفش أستوعب إن الدنيا بتستمر مع إنها فعلاً مستمرة !
هفهمك بصورة تانية من كام يوم صحيت قررت ألبس فستان وصندل وأنزل أروح أشوف شغلي كالعادة، يومها اشتغلت، عملنا سربرايز بارتي للهيد بتاعي، لعبنا أفلام، كنت هروح سينما، مشيت مع صحابي في وسط البلد وأكلنا آيس كريم وجبت كتاب كان نفسي فيه ،قابلت إبراهيم وغادة ودينا وآخرون، الفلاشة اتفيرست عديت على عُمر بوك ستور وبلا بلا بلا ..
المهم وانا راجعة في المترو شوفت ولد شبهه أوي أوي.. عمري ما تخيلت إن رقبتي عندها مرونة تخليها تقدر تلف بالسرعة ديه مقارنة بحجم جسمي عشان تلمحه مرة كمان..
كان نفسي كل حاجة تطلع حلم، كان نفسي أقنع نفسي إن الحياة مينفعش تستمر بعد ما عبد الرحمن مات، مع إنها مشيت كل حاجة حصلت في اليوم بتقول إنها فعلاً بتتحرك..كل يوم بأكد لنفسي عبد الرحمن مات وبقراله الفاتحة .. إيه الداعي إني أقف مندهشة وفاتحة بوقي بعد ما وصلت طور الـ acceptance !!
جايز خايفة لو يوم نسيت عبد الرحمن ، تيجي الدنيا تستمر وتنساني وأنا واقفة، زي ما نسيوا البنت في فيلم ليتل ميس سانشاين مع إن الرحلة كانت علشانها أصلاً..وبعدين برجع أفتكر إني مش كائن بتلك الأهمية، وإن الناس بتنسى العايشين، يبقى مش هينسوا اللي ماتوا؟ وإني مهما عملت من مشاريع عظيمة لنفسي ولغيري أنا فعلاً مضفتش حاجة للعالم ولسه دايماً فيه أكتر (من غير فلسفات وكلام هابط)..
يعني حقيقي..هو أنا محتاجة أفقد كام حد في حياتي عشان عقلي يكبر ويستوعب إن اللي بيروح مبيرجعش؟؟ ولا محتاجة أظلم كام حد معايا في التعامل لحد ما اللاشعور عندي يبطل ألعابه الصبيانيه ديه؟؟ يا ترى أصلاً الكام يوم اللي خططت فيهم دول هيكونوا كفايا عشان ألاقي حاجة أبص لها لما الاقيني مش قادرة؟؟
خططت مع إني عارفة إن الحياة مش زي الخطط الهندسية وكل الكلام ده هراء مجرد ترتيب لفوضى خلاقة.. وعارفة إنك كبني آدم ساعات بتحتاج حد من بعيد يقول لك أنت ماشي صح.. بس مفيش كاتالوج عشان يقيس الصح ده فانا بدور في نفس الدايرة أبقى أنا النسخة الأصلية ولا أبقى أنا النُسخة المُعدلة لتقبُل الواقع؟
أووه جاد، آي نيد أ بريك
مع سيجارة ماكبيث بالكرز
وشوية عياط كتير