2.10.13

الغريب الأدورابل


“..كان النهار”
ولم أكن قد هيأت نفسي لاستقبالك
ولكنك دخلت قلبي
بلا دعوة ولا سابق معرفة” *

الصديق الجديد/

أتعلم كيف ينتهك الغرباء مساحتك الخاصة؟ أتعلم كيف يفرضون أنفسهم بمعاندة وثقة ظناً منهم أنها "مودة" منهم أو"لُطف" زائد؟
أنت لم تكن كذلك حقاً، كنت أخف بدرجة تسمح لي بأخذ خطوات صغيرة تجاهك كلما رأيتك تمر وحدك أو بابتسامة تحية حينما تصحب تلك الفتاة الصغيرة باتجاه الشاطيء..

تفاجئت حقاً من جلوس أحدهم بجواري - لأكثر من نصف الساعة كما أخبرتني لاحقاً - وأنا منهمكة في القراءة لدرجة لم تسمح لي بملاحظته، إلى أن باغتتني بالــ (احم احم) خاصتك لأصطدم بك.. بابتسامتك المبهرة ومظهرك الهادئ مقارنة بطول شعرك الأسود. لا أخفي عليك للوهلة الأولى أعتقدتك صديق أعرفه حتى أبديت اعجابك بالكتاب الذي اقرأه وتحدثت فأيقنت أنك لست هو..وأني لست سوى أنا..ومن ملامحك وطريقتك في الحوار لم يمكنني سوى نعتك منذ الدقيقة الأولى بلقب "الغريب الأدورابل" الذي أتى من السماء لتحسين يوم سيء، أضعت فيه الهاند فري وفردة اللينسز اليمين ولا يمكنك تخيل الحياة بدون لينسز في مكان لا تحفظ ملامحه جيداً.

ستنبهر أيضاً بذاكرتي المعطوبة إن أخبرتك أنني لا أتذكر تفاصيل ما تحدثنا عنه ارتباطاً بالكتاب ومرات قدومك للمكان مع أصدقائك وسؤالك المُتعمد عن أشياء بسيطة مختلفة كأكثر الكتب التي تشبهني وكيف فتحت إجابتي الطريق لك للتمادي في الحديث.. لا تعلم كم أحب الغرباء في الأماكن الغريبة وخصوصاً الذين يتحدثون عمن يحبون بروح وتعبيرات سعيدة طوال الوقت، دون الضغط على أعصابك أو سحبك إلى أماكن غرقك أو دفعك لكره ذكر سيرة من يحبون، ولعنهم خمسين ألف مرة في سرك طبعاً.. ولن تعلم كم سعدت بالاستماع لصوتك الهاديء والبهجة التي تطل من عينيك حينما تحدثت عنها..

لم تعلم أني رأيتها لاحقاً معك ذلك اليوم هي أيضاً جميلة وتشبهك حد الكمال، ربما لم تكن كذلك قبل أن تلتقيها بعدة شهور، المحبون يلتقطون الكثير من صفات من يحبوهم، في انتقاء الكلمات، الضحك، الأغاني، تشابه الردود، وحتى طريقة ارتداء الملابس.. ليس كل المحبين لكن كنتما كذلك على الأقل .

أذكر جيداً حين أخبرتك برغبتي في معرفة نفسي وملامسة روحي الملقاة في أحد الأدراج المنسية بحجرتي، سألتني :" من غير ما تفكري.. مين أكتر حد كان نفسك يكون معاكي دلوقتي".. 
رددت عليك بتلقائية :".. صحابي!"
فاستدركت :" قولي أسماء صحابك دول وأنتِ تعرفي حاجة جديدة عن روحك النهارده"
ربما انتظرتني أن أخبرك عن الحبيب الغير موجود بحياتي.. أو أخي القابع ف القاهرة .. ربما أخبرك عن الأصدقاء المقربون لحد يجعلهم يعلمون تحركاتي اليومية وما إلى ذلك.. لم أُرضِ أحد هواجسك ..
أتعلم في أعماق أعماقي كل ما أردت وقتها أن أكون وحدي لم أجد أي اسم يطفو فوق السطح، ألقيت كل ما أعرفه وما لا أعرفه إلى بئر ووقفت لا أستمع سوى لصوت البحر بلا هواجس.. ما الذي تحتاجه فتاة مثلي سوى القليل من الهدوء والشعور بسلامة قلبها وأوصالها وهدوء مشاعرها على عكس الأمواج أمامها !.. لا شيء يا عزيزي ولا أحد.. فقط نفسي تكفيني ..
لم أكن أفكر بأحد أو بشيء الأُوفر ثينكينج اللعين أتحبس في قمقمه في أعماق البحر، حينها رددت بكل ثقة "أنا كويسة.. حقيقي كويسة !"

لم أخبرك أبداً بأنني لا أمتلك هؤلاء الذين يقفون على درجة معينة من القرب تسمح لي بالاندماج معهم، من دون أن يقتربوا بشدة تمنعني من الطيران، لكنهم يقتربون بما يكفي للاهتمام وإبداء الحُب والطمأنينة .. أنا أخشى القرب يا صديقي أكثر من البُعد، ومع هذا حين أقترب من أمثالي لا أتوقف عن امتصاص أرواحهم وهم لا ينفكون يهربون بما تبقى منهم..
لا أعلم حقيقة الأمر، لا أعلم من أنا حتى بهذا العمق.. كل ما أعلمه أنني أقوى مما سبق ولن استبقي من لا يستحق البقاء وسأفتح الأبواب لاستقبال المزيد من هبات السماء..يوماً ما ستراني أشبه أحدهم في انتقاء الكلمات والضحكات والموسيقى وسأخبرك أني بكل فخر استطعت تخطي الألم لأننا كبشر قابلون للتصليح بفعل الوقت وأكثر.. 


*طاغور

............

* ملحوظات خارجية من باب الـ هيييييح والرغي
صحابي وحشوني ببشاعة / عندي شغل يارب يطلع حلو/ الحياة هادية وأنا ممتنة لذلك بشدة/ عاوزة أشوف هند وأقعد معاها/ محتاجة كتاب مبهر مبحبش الكتب النص نص/ بحب الكلية والمذاكرة/مبحبش مواقع التواصل الاجتماعي/ قايمة البلوجز راحت معرفش ازاي وده باعث على البكاء دلوقتي/ أنا بقيت بكره بالليل عشان مبعرفش أنام/هبدأ في الكتاب بشكل جِدي وهروح لدعاء ولبنى لما احتاج زقة ;) /هرجع الروابط القديمة مع العلاقات الجديدة/ هحكي حواديت للناس/ هحاول أبطل رغي وزن في ودان ميم قبل ما يسيب البلد/ هشتري فستان عشان كتب كتاب أخويا/ هقص شعري عند مريم / هحاول أخد موقف أقل حدة مع الالكترونكس والهيت.