25.7.10

جدي وقماشتي البيضاء


لا اعلم تماماً

كثيرا ما تفاجئني تلك الحياة بتصرفاتها

منذ صغري

كنت طفلة فوضوية ومنطوية ..وكما يقولون

برّاوية بسبب عدم انجذابي لعائلة أبي

ولا اجد متعتي وراحتي سوى مع جدي من ناحية والدتي

لم ادرك يوما ما سر اقترابي منه هكذا او تعلقي به

برغم حبه القليل لي والشديد لأخي الاكبر سناً مني..

فقد كان يدرس له اللغة العربية

كان ضليعا بها..وكاتباً ممتازا..وباحثا رائعا

ربما عشقته ولا ازال اعشقه لحنانه الشديد

و لأني عندما شكوت من جرح في ركبتي اخذني

وقبلني وقال بصوت يملأه دفء:

يللا نحط مكروكروم وننضف الجرح
بعدها نحط بلاستر ..


واذكر استيائي وسذاجتي عندما اخبرته:

بس ديه بقت حمرا خاااالص
ومش هتتصلح تاني ولا هترجع طبيعية...
وحتى مازن هيجري اسرع مني بعد كده وكلهم يسبقوني


فابتسم:

كل حاجة جوا الانسان ممكن ترجع طبيعية..عشان ربنا خلقنا كده
زي القماشة البيضا..مهما تتوسخ ممكن نغسلها تاني


جدي..لم افهمك حينها وظللت جالسة بجوارك تحفظني سورة المطففين..

وتقرأ لوهلات كتاب كبير قديم

وانا اشاهدك واخشى اللعب

لكي لا يقع البلاستر او اجرح قدمي الاخرى

تذكرتك حين قرأت اهداءك في كتابك الاخير ..

كان اهداء مخصص لأخي فقط

وبررت عدم كتابة الاهداء لي بانني كنت صغيرة جدا..

خمس سنوات فقط

وابتسمت لأنني شعرت انه اهداء لي..حفيدتك..

التي حفظت على يديك سورة المطففين وسمعت لها جزء عم بأكمله

لكنك لم تبقى لتسمع ترتيلي لجزء تبارك..وبعد وفاتك لم اكمله

حتى يومي هذا تركته غير منتهي..

لا ادري لماذا ؟؟ وانتقلت لأجزاء وسور اخرى

تذكرتك ثانية حينما أردت ان اسامح شخص اذاني بشدة

ورجوته لاعطائي سبب واحد لمسامحته

وعندما لم اجد...كنت انت سبب مسامحتي له

وعندما سامحته

عادت قماشتي البيضاء بنفس نقاءها..

لأجلك... سأكتب واهدي كتبي لأحفادي..

ليظلوا يذكرونني


.......