28.2.12

غريبان


تستيقظ من حلم آخر بعد منتصف الليل
تتردد الكلمات بأذنيها..أنانية ، حب ، تضحية.
ثم تتبعثر من جديد تاركة صدى مدوِ في الحجرة والأقلام والهاتف وجهاز ال آي بود ، يبدو الصدى سيئاً للغاية فيكسر شيئاً ما بداخلها ،تحاول جمع بقايا الكسور فتجرح يديها بقوة ، تضغط على الجرح فيزداد النزيف..تتوقف وتغمض عينيها بقوة ،فقط تستمع للصدى وتنفسها الحاد المختنق.

لا نقص حكايانا للأصدقاء، المؤلم منها ، لا نبحث عن تفسيرات معهم ولا نُحَملهم أوزار الألم معنا ، نحمل خطايانا فقط...ونسير معها كمحبوبين هائمين ننسى الكون..وننغلق على أنفسنافي فقاعة مغلفة بالصمت.


تمتلك قدمين..تفكر بالرقص..ترتدي فستاناً قصيراً لن يراها أحد به، تضع الحزن فوق (الكومودينو) وترفع صوت الأغنية
Tell me I'm a screwed up mess
That I never listen, listen
تتجاهل مدى صعوبة الرقص وهي لا تعلم الخطوات بالضبط، فتخترع رقصتها وتستمر معها
Spare me what you think and
Tell me ,,Tell me a lie!!
تفيق عندما تشعر بدموعها تنتحر من فوق الكنبة...فتخلع الفستان وتستبدله بآخر ، وتعود لتحمل أحزانها من جديد حيث تركتها، فوق الكومودينو.
ثم تخرج هائمة إلى أي مكان تسحبها قدميها إليه..

نبحث عن الغرباء..نقص الحكايا ، يستمعون ونبكي ، ننتظر تلميحات جديدة من السماء لتخبرهم عنّا فيخبرونا بها، لعلنا ندرك واقعنا ..

يجدها، أو تجده...يجلس بجوارها، يخبرها عن زوجته ، ابنه ، وأصدقائه ، يخبرها عن الكون والحب والوحدة ، تستمع بانتباه وتخبره عن أحلامها المتكررة الذي يلعب أحدهم دور البطولة فيها، تراها فتحاول تفسير غموضها كل ليلة ولملمة شظايا ما حاول أخبارها به ، تعتصر عقلها لفهم الحلم ومع هذا تفشل بقوة ، يفهمها تماماً وهو لا يعلم اسمها، يساعدها في التفسير والتبرير ،
يراها ...ويجعهلها ترى ،تبتسم وتتمسك بابتسامته في ذاكرتها حتى تستمر من بعد تلك اللحظة ،هي فقط تريد أن تكون سعيدة.

نتناسى آلامنا مع الغرباء...ونعود لأصدقائنا مألوفين ،نعود لطواحين الذكريات والآلام من جديد


عزيزي...التقينا غرباء وسنبقى رفقاء للأبد وإن لم نلتقِ ثانية في الواقع


(To the Unknown old man and the young girl)