12.3.18

إلى ميم...


Drawing by: Pam Steenwijk

الناس بتحارب حروب العالم كله حتى لو من ورا شاشة كمبيوتر، وأنا قاعدة هنا في ركن صغير بحارب نفسي، بحارب الوقوع في حفرة طويلة، اتعاملت معاها زي ما بتتعامل مع لمبة العربية لما بتنور، بتحط علبة الكلينكس فوقيها وبتكمل لحد م العربية تعطل وبعدين توديها للميكانيكي...أنا مش متأكدة أنا عطلانة ولا لأ، بس متأكدة إني مش في أحسن حالاتي، أنا بحارب طول الوقت نفسي وهي بتصوت وتولول على كل منعطف غلط عشان هيأخرني على البيت مع إنه على فكرة عادي لو اتأخرت، القيود اللي محطوطة عليا بقت مفروضة مني، مش منهم، مش منك، مش من أي حد. ومفرضتهاش غير في أكتر وقت كنت عارفة إني فيه قوية أقدر من بكرة آخد بيت بعيد من غير دوشة ولا وجع قلب...العالم علمنا نبقى ضعفا مع إنها مش فطرتنا.

من كام يوم كنت بقلب في النوتس ولاقيتني كاتبة عنك، إنك كنت موجود هنا في حياتي أكتر ما أنا نفسي كنت موجودة، أكني بتعامل معايا كشيء مش ضروري أبقى موجودة فيه/معاه...زي فيلم شغلته وفضلت أروق الأوضة وأنا بسمعه بس مش بتفاعل معاه بأي شكل تاني، بسمعه وحاضراه بس نص نص...الكتابة بتأكد حضوري وفهمي ووعي، وجايز أنا زهقت من الوعي
كل العالم بيأكد لي إن الوعي بيتحول لأداة تعذيب لو مش في إيدينا الريموت كونترول اللي ممكن نغيّر بيه حاجة، عمر وعيّ الدكاترة ما منعهم من الموت ولا العيا، وعمر خبراء الأرصاد ما عرفوا يغيروا مكان زلزال، ولا أنا عمري هعرف أغير حاجة وأنا حاسة إني مش involved  بيا!

أنا عارفة إني المفروض أتحرك عند نقطة معينة،بس بفضل أستنى إحساسي بالكآبة الفترة دي يتحسن، وفاتحة الكاونتر اللي بيعدّ أيام بمر بيها تحت خط الفقر النفسي، والحقيقة إن مفيش حاجة سانداني أكتر من معرفتي إنك موجود في حياتي، أكتر ما أنا قادرة أبقى موجودة فيها.