17.12.16

في ديسمبر المشاعر بتتشحت عادي!

Drawing by: Marianne Engedal 


النهارده...درجة الحرارة بره البيت 13 ...فصحيت بردانة من جوا.
الحزن زارني الليلادي وضلوعي الشمال كلها وجعاني، أو الوجع مراحش منها بقالها شهر ونسيته لأنه محتمل...مقصدش الوجع، الحُزن.

فكرت أبدأ الحكي بإني أقول تفاصيل مقاطع صغيّرة من امبارح، زي: أكلت كويس وكان بقالي فترة مليش نفس للأكل، قررت أعمل نظام يجبرني آكل وجبات كتيرة لأني مباكلش كميات كبيرة، جات لي رسالة منه خفت أفتحها، ولما فكرت إنه مسابليش وسيلة للرد بنفس الطريقة اتعصبت تاني! اشتكيت لمروة وسوو، لكن مفكرناش بالعقل، ضحكنا على عصبيتي وقالولي اعملي اللي يريحك، قلتلهم مش هفتحها. 
أخدت بلوزة من سوو واكتشفت اني باخد لبس صاحبتي اللي بتلبس اكس سمول، رحت خطوبة رفيف وجالي شِبه حالة فزع لما فكرت في خطيبها وإنه مش مناسب، وأد ايه الموضوع مخيف وإني مش عاوزة برضه أعيش لوحدي للأبد، فكرت إن الرجالة حلوين بس النِفس، وافتكرت الرسالة تاني فقعدت لوحدي ع الطريق في البرد لابسة الجاكيت الجلد مستنية عربية هيونداي آكسنت رمادي تاخدني من هناك.

****

لو كتبت ده كنت هسمع صوت داخلي متمثل في غادة خليفة بيقول لي، إنتي بتستخبي ورا الكلام دلوقتي...

أنا كتبت ده....بس مش هستخبى.

****

لما جيت أتكلم عن الولد اللي حبيته في أول سنتين في الكلية، لمّا طلبوا مني في ورشة الكتابة...كتبت إني مش ماسكة حاجة في قلبي عليه، هو مشي صحيح، وساب أوضة واسعة بحري هواها يرد الروح، سابها مكركبة بعد ما أخد منها التُحف الفنية والكثير من أوائل الأشياء، ومن بعده الفيران والعناكب سكنتها...فضلت كده فترة لحد ما كتبتُه، في كل مرة حسيت بوجع، سواء نشرت الكلام أو لأ كتبته وخلصت من الحِمل...كل مرة كنت بنضف جزء من الأوضة، كل ما بكتب عنه... هو مدانيش closure للقصة وسابني محتاسة في نهاية سخيفة مفتوحة...أنا اللي خلقتها ونضّفت وراه وحطيت زرع ناحية الشمس عشان يكبر في سلام...وقفلت الباب.


*****

بدفي نفسي باللي بحبهم..
الشتا بيقوّم الوجع في الجروح المكشوفة والمتغطية...الشتا قاسي جدا.


*****



حطيت إيدك على كتفي...لو كنت متأكدة انك بتحبني كنت هلف واغرق في حضنك، بس انا متأكدة انك مش بتحبني فقررت أتخيل إن ده محصلش وأكمل مشي عادي...رقبتي وكتافي متنشنين؟..وماله! محدش بيموت من وجع رقبته.

*****


دخلنا أون ذا رن الساعة 11...كنا سقعانين وجعانين، فجبنا حاجات تتاكل، لاقيت الكوكيز اللي بجيبها كل مرة بروح فودافون مع عصير فريش، دي الحاجة الوحيدة اللي جهازي الهضمي والعصبي بيقبلوها، رُحت أحاسب لاقيتها واقفة ادام ستاند السجاير بتسأل على سجاير لايت  بصت لي وقالت لي أجيب بطعم ايه المرادي؟..بدون تفكير قلتلها كرز. صاحبتنا التالتة بصت لنا بصة الـ مفيش فايدة فيكوا يا كلاب ناويين تموتوا وتسيبوني!
سألتني لو هشرب معاها، هزيت راسي وقتلها عندي حساسية، هزت كتافها وأخدنا العلبة اللي عليها كرز وعلى جنبها كلام انجليزي عن التدخين والإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب...مبشربش سجاير بس قلبي وجعني لما أفتكرته، وكملنا مشي.

*****


لو عندك اختيارين...
1. إنك تكون مع حد مبيحبكش...نهائيا...بس بيعمل كل حاجة يحسسك بيها بالحب عشان تبقى مبسوط وكويس وراضي.
2. أو تكون مع حد مبيحبكش وبيعمل كل حاجة بتقولك فين حدودك...مبيحاولش يقرب...بيسيب مسافات عشان يمنعك عن القرب الكلي لأنك ببساطة ملكش سيطرة على مشاعرك.


بالنسبالي بدون شك هختار الاوبشن التاني...هختار الصراحه المطلقة مهما كانت مؤلمة...هختار التجاهل عشان أسيطر على نفسي...وهختار النوع ده من الوجع المؤقت الصريح عشان النوع الاول وجع مستمر في التواجد وفي عدمه.
لو ده تعبير ضمني عن الموت الرحيم للمشاعر...فانا مع الموت الرحيم عادي.

*****

اتكلمت مع يحيى...
سألني عن أخباري وقلت له إني بوظت علاقتين طوال الأمد...واحدة مؤمنة اني السبب بنسبة كبيرة، أو إحساس الذنب بيخليني أحس بكده...والتانية مُتعلقة بالشخص التاني اللي وقع قلبي ودشدشه على الأسفلت...

واحنا راجعين في المترو كنت بشتكيله من لَقطِة إن حد يبعت رسالة ويقطع وسايل الاتصال بعدها... ليه حد ممكن يعمل كده بشكل مستفز ومتكرر؟ لو مش عاوز رد ممكن تكتب في مكان تاني...مش عند الشخص اللي بتبعت له... لو خايف الشخص يقول رد جارح...متقولش الكلام وقت الغضب، لو شايف إنك بتدوّر على closure.. الكلوجر بتيجي مننا لنفسنا عمرها ما كانت هدية من العالم لينا أو من الأشخاص التانيين...لو بتفضفض ممكن تعمل ده في مدونة أو موقع أو مقال، مكان الشخص التاني مش مجبر يكون فيه ومش مجبر يعلّق على الكلام...ولو مش لأي سبب من الأسباب ف أنت أكيد بتقول كلام غلط ومشاكل الثقة بتقولك تمنع اللي قدامك عن الكلام عشان ميشوهلكش معتقدك..معتقدك بإنك مظلوم بالكامل والعالم لم يحبك.
أحمد قال لي أكيد في وسيلة تانية للوصول للشخص ده..وإني ممكن أرد عليه. قلتله لأ.. ليه؟ عشان عارفة إنه هيوجعني لو مش بكلامه فبأسلوب هجومه.

رجع قال لي إني شايلة حمل كبير وده هيستهلك طاقتي...فقلتله إني زعلانة من جوا، بس مش لدرجة وقوف حياتي...أنا عارفة إني حزينة بس مستمرة في المشي، وده عمل شجاع متعلمتوش بسهولة، قلتله كده وأنا بقرقض ضوافري وبهز رجليا بدون ما آخد بالي...

أنا زعلانة والله...زعلانة أوي.


****

مينفعش ألوم حد لاعتقادي بعدم نضجه أو لحدة مشاعره... مش عارفة ألوم حد على أفعال وظروف لو مريت بيها من 3 سنين كنت هعمل زيها بالظبط، ومش متأكدة نهائي لو أنا اللي صح دلوقتي، بس اللي واثقة منه إني بدعمني في كل الأحوال، وبحب نفسي حتى لو كل العالم كرهني...ده الشعور الوحيد اللي معلمني أفضل متزنة ضد أي حاجة خارجية، وجودي في صف نفسي مهما حصل، متهيألي ده أكتر فعل ناضج وسوي للغاية ممكن ناخده تجاه نفسنا وقت ما الأشخاص المهمين بيقللوا من إيمانهم بيها.


****


أنا مستوعبة إن فيه ناس مبتقدّرش الفن...خصوصا من المكان اللي أنا جاية منه اللي بيفهموا الأرقام والمعادلات و 1+ 1 =2... بس أي حد مبيسيبش مساحة استيعاب للفن ف المطلق في حياته عمره ما هيستوعب الطاقة والمشاعر اللي الناس بتخرّجها في صور أو كلام مكتوب...انا كمان مبفهمش الفن اوي، وعندي مشاكل مع اللوحات السريالية والدودلينج ومبعرفش أتخيل وأحس بطاقات مش مدركاها، بس عارفة كويس إن عدم الاعتراف بجمال الشيء في حد ذاته عشان مش فاهمينه اوي... ده اسمه غباء.