31.5.16

الذي تفعله الفتيات بعد العاشرة مساءا


كم من الوقت مضى وأنا أجلس في الوضعية ذاتها بمنتصف الغرفة؟.. أنظر لقدمي اليمنى وأتساءل ما الذي تسبب بوجود كدمتين زرقاوين فيهما هذه المرة؟ واحدة أسفل ركبتي اليمنى والأخرى على الركبة تمامًا، كلاهما سيأخذان الكثير من الوقت للتعافي...ثم أنتقل بعشوائية فأنظر ليدي اليسرى ويصيبني القليل من الإحباط حيث أن الحناء لم تختفي تماما وتسببت في وضوح شعيرات صغيرة بيدي لا أضطر لإزالتها في المعتاد لأنها أصغر من أن تراها عين الرائي وأنا الرائي هنا، علي الإقرار بأنني محظوظة فيما تضطر أغلب الفتيات في المعاناة منه...

في مستوى عيني يقع اللابتوب صريعا صامتا بعد إنتهاء الحلقة الرابعة من الموسم الخامس في مسلسل المحاماة الذي كسب تأييدي منذ فترة ظللت أبحث عما يجب عليّ فعله بعد قضاء ما يقرب من ال 7 ساعات في تركيب فيديو لأحد المشروعات المزعجة والتي أصابتني بالرغبة في تغيير الفريق الذي لم يفكر في إعطائي "فائدة الشك" وأنا لم أتوان في الشعور بالذنب لأشياء لم أرتكبها.

في هذا الوضع الرخيم تتدلى من رقبتي سلسلة فضية تنسل داخل ملابسي وتلامس قلبي بلا حائل... أهداني إياها أحدهم، ولم أفكر بارتدائها ولا أعلم لماذا فعلت ذلك اليوم حين وجدتها بالمصادفة...حنين؟ افتقاد؟ شيئا يقع في المنتصف؟ لا يُهم إطلاقا.

مر ببالي اليوم أكثر من مرة صوت موسيقى فيلم "على حلّة عيني" في المشهد الأول التي غنتها فيه فرح بارتعاشة صوتها، تمكنت مني الموسيقى رغم أن الروك ليس النوع الذي أُفضل الاستماع له، ثم فكرت بأن أكتب نقدًا ما عنه، سيخبرني ميم بأنني كنت أنشغل بالنظر في الهاتف كلما أتى مشهد كده وكده، وأنه كان يضطر لإخباري بأن أعود للمشاهدة فأتظاهر أن الأمر عادي وأنني أصلح مشكلة ما في هاتفي فيأخذه مني ليصلحها في ثوان معدودة ونعود للمتابعة بعد إنقضاء المشاهد إياها...
لم أكتب عنه رغم رغبتي، يبدو أنني في نهاية اليوم أكثر كسلا فعلا من أن أفكر بمشاعري تجاه الفيلم رغم أنني أحببته بشكل شخصي وأحببت الشخصيات وموسيقى خيام، لم أستطع عدم ملاحظة أن غالية بن علي لديها أبناء لهم نفس أسماء الأبطال "برهان" و "بيا" التي لعبت دور فرح...ربما هي محض مصادفة مع ذلك! 
أخبرني عبد الرحمن بعد الفيلم أن وصفي كان بارعا حين أخبرته بشكل مفاجيء " لو إجازتك النهارده  تيجي ننزل نشوف فيلم تونسي وفيه مزيكا حلوة دلوقتي؟" تحمس للفكرة اتصلت بهايدي ومحمود وذهبنا بالفعل..

تخبرني صديقة أن Her marriage conseiller ، يتابعني، يرغب ويخجل من أن يحدثني فيما أكتبه، فأضحك من قلبي، يصيبني الحزن هذه الأيام فأتذكر لقائي الأخير بالطبيب النفسي الذي أسفر عن فقدي الثقة في أمثاله، لأنه لم يرغب سوى بتملكي وليس بمساعدتي ولم يُدرك كم أمتلك من قوة لمواجهة ما أمر به بلا دواء يكبح جماح عقلي...أنا حزينة ومتصالحة تماما مع هذا الأمر، أضع مشهده أمامي لأذكر نفسي بأنه ابن كلب، وأنني لن أمر بالتجربة مجددا مادمت أمتلك القوة...وأنا أمتلكها.

اليوم أنا أكثر إدراكًا لذاتي ومسايرة للارتباكات الصحية المسببة للاكتئاب والعصبية وأستطيع بنجاح وبعد مرور شهر كامل - خالية من الأدوية - السيطرة على الأمر...

لن أستطيع بالطبع السيطرة على حقائق كفقد الأصدقاء ومحاولتي لعدم الاكتراث رغم حبي، وكحلمي بجدتي، وانشغالي بالقط الأسود الصغير الذي رحل، وعدم اهتمامي بالدراسة..ووقوعي في حب فريد عمارة بعد الوصول لأكونت آسك بتاعه...

وأنني رغم كل الأشياء وبعد مرور العاشرة مساءا...أجلس لتأمل كدمات جسدي الزرقاء وأفتقده كالجحيم!

.