29.9.15

عن العالم الذي لا ينتهي



- نعود ؟ 
= لا، أريد أن أمشي . وإذا استطعت أن لا أتوقف سأكون سعيدة . إذا تعبت أنت ادخل، وإذا كنت تحبني ابقَ معي قليلاً .
- أحبك ومتعب وباق معك . مليح ؟
= مليح جدا.

- واسيني الأعرج -
.......


الدنيا مقسومة عندي 3 حتت..العالم الكبير اللي بعافر فيه عشان أستقل وأعتمد على نفسي وأدرس وأبقى مهندسة كويسة وأواجه حقايق زي الزفت مش عاوزة أواجها واختلط مع العالم والناس.
والعالم المقفول بتاعي اللي مفيهوش غير مكان مريح عند ميدو أو في أوضتي أو في مكتبة في الزمالك، ومعايا حبة مزيكا حلوة، وأقلام ملونة وكُتب أو روايات في الأغلب.
وعالم الأوفسايد اللي أنا مش قادرة لا أبقى معايا كفايا ومستقرة نفسيا ومتقبلة صورتي وأنا ببص في المراية، وحاسة بعجز لغتي وأنا بعبر عن نفسي لحد، وعاوزة بس مش عارفة أطلع كمية مشاعر رهيبة كاتمة على مراوحي، والكتاب اللي بقراه بيعيش معايا بالأسابيع، والمذاكرة مش ولابد والشغل عطلان...وأغلب الوقت باخد بالي مني مرمية ع السرير على جمبي مكسلة اقوم اجيب حتى ريموت التكييف.

زي ما هو واضح أنا قاعدة ومربعة ف الأوفسايد الفترة دي ومش عارفة أزُقني سيكا يمين ولا شمال...وبحايلني أهو وأوعدني إنه كله هيعدي وأشطة وامسكي بس في الحبة اللي باقيين فيكي عشان نلم اللي وقع ومفيش فايدة. أنا بتسف خلاص .

ده كله غير إن أنا مرعوبة..مرعوبة أنطفي وأبقى زي الناس العادية اللي شايفة الدنيا من خرم إبرة، مرعوبة من الرضا بمُسلمات مش شرط إطلاقا تبقى كده، ومرعوبة من فِهمي لنفسي غلط، مرعوبة من الناس اللي بقرب منهم بغشومية من تاني ومن غير ما أدوس فرامل، مرعوبة من المشي في الشارع من غير عربية وحتى بعربية.
مرعوبة عشان بطلت أكتب تماما بقالي فترة محترمة، وبيتردد صوت هند زمان في عقلي لما قالت لي الناس بتبطل كتابة عشان حاجة بتمنعهم، حاجة بتتطفي جواهم. هند بطلت كتابة تماما وده بيكسر قلبي كل ما بفتكره.
مرعوبة أبوظ علاقات تانية في حياتي عشان مقدرتش أبقى على نفس مستوى العاطفة، فأحب حد بزيادة، بزيادة جدًا، أو أحب أقل من اللي يستحقوه.

أنا مرعوبة من الوجع والناس والكلام بصوت عالي، مرعوبة من الانكشاف في المدونة وقدام حتى الناس اللي بختارهم كأقرب ناس ليا... مرعوبة وبحاول أواجه وبفتح صدري للدنيا عشان أفهمها إني مستعدة للسحر اللي بيحصل في أوقات مش متوقعينها وهستغل كل الفرص حتى وإن كنت فاكرة إني مش قادرة...
ومش عارفة دي اسمها شجاعة ولا هبل!