8.9.14

الجمعة الحزينة


"لست أدري من كان يعبر الآخر: أنا أم الشارع في ليل هذه الجمعة الحزينة، 
الأصوات التي تملأ الذاكرة والقلب صارت لا تعد، ولم أعد أملك الطاقة لمعرفتها كل شيء اختلط مثل العجيبة.
يجب أن تعرفوا أني منهك ومنتهك وحزين ومتوحد مثل الكآبة".

..............
أودُ أن أكتبَ عن الحُب، ليس عن الحروب.
أن أتناول الباتونساليه بدلًا من حرق أعقاب السجائر.
أن أثرثر عما سأرتديه في حفلة أنغام في الأوبرا هذا العام بدلًا من البكاء فوق أزرار"الكيبورد".
أن أحتفظ بالمساحة الآمنة التي تجعل إيذائي لأي شخص أمرًا مستحيلًا.
وأتوقف عن ارتداء الوشاح الأسود كلما عانيت في اختيار ما سأرتديه.

أود ألا يتضمن الحديث عن الآخرين، لا أجرؤ أن أتحدث عن غيري.  أنا الجسد المليء بالكلمات المحمومة التي لا يتسع إليها العالم ولا يسعها أحد. أنا التي لا أشفى بمرور الوقت، ولا أدرِ أين تحملني الرياح في سفينة بلا شراع، أقفز في منتصف البحر بلا تردد أو ذرة من الخوف متناسية أن قدرتي لاحتمال التوقف عن التنفس لا تتخطى حدود الـ35 ثانية .. متناسية أنه بعد نفاذ تلك الثواني سأستسلم تمامًا للغرق.

أنا أستسلم الآن رأيت؟

لا أتحدث عن الضحك والنجاحات، وأتمعن في تذكُر الإخفاقات والوحدة وأنجذِب نحوهم كبرادة حديد وقعت سهوًا في مجال مغناطيسي عنيف يفوق قوة بأسها.
أردد بداخلي ما يعلل أنني أكره هذا العالم ثم أصمت..وأُتقن بصورة جدية فِعل التخلي عن الأشخاص لأنني لم أعد أؤمن بهم.. أردد ذلك واستقظ مبكرًا كل يوم لأندمج بينهم وأنشر ابتسامات بلهاء.
هل رأيت من هو أكثر إثارة للشفقة من هؤلاء المدعون.. يمارسون تعاملات يومية مع جميع الطبقات ومختلف الأمور التقليدية والغير تقليدية ويعودون في المساء ليلعنوا وجودهم ويرقدوا وحدهم في ما يدَّعون بأنه سلاما .. لكنه برد، بردٌ بلا سلام يا سيدي إبراهيم.
أنا عاجزة، أكثر هشاشة من ذي قبل، لا يمكنني مقاومة الألم أو تجاهله أكثر من ذلك وهو يتساقط فوق قلبي كحجارة من سجيل تلعنني ويبقى أثرها للأبد.

متى أصابتني تلك اللعنة يا الله وأصبحت أحيى في تكرار مؤلم للجمعة الحزينة؟! 
ومتى تساعدني على استيعاب الطريقة الصحيحة للاستسلام والغفران ..ثم التخطي؟!

.