14.3.14

الصوت والرائحة والاكتئاب المتكرر


صوت الخبطات على مفاتيح الآلة الكاتبة.. الحروف المنقوشة بدقة متناهية.. الدراع اللي بينزل على الورقة يطبع الحرف بكل قوة/قرب/شغف..
صوت البيانو ومريم بتعزف بداية أغنية تنورة ماكسي لمايك ماسي.. صوابعها الطويلة والمانيكير الأزرق بتاعها مدوخ المفاتيح..
غمضة عينيك وأنت بتسمع وبتبتسم وتفتحها تاني تبصلي وابتسامتك توسع أكتر.. لازم تغمض عينيك وأنت بتسمع مزيكا.. مينفعش تشوف فيديو لThe Piano Guys  أو مروان أنور وتحسه بنفس الدرجة ..دايماً بسمع من غير صورة
زي ما أنا سامعة صوتك بيقول اسمي بالراحة دلوقتي.. حرف حرف وفي الخلفية هدوء محبب.

صوت البحر وفيروز قاعدة جمبك ، صوت المطر.. صوت السكوت بعد أذان صلاة الفجر بالظبط ، صوت المعلقة وهي بتقلب السكر، صوت قلبي وهو بيدق وعاوز يطلع من مكانه ويلحقك..
صوت كلاكسات العربيات في ميدان التحرير.. الولد اللي بيعيط "عاااااوز آآآآآآآآيس كرييييييييييم"..أزأزة اللب في شارع القصر العيني
صوت عياط كل يوم بالليل.. "بحة صوتك بتذكرني فيك".. صوت دماغك وهي بتتخانق معاك..
صوت قلبك.. 
اسمع صوت قلبك..

....................


ريحة كيكة البرتقان وهي في الفرن بتتعمل، ريحة اللافندر بتاعت جدو.. زرعة الفُل بالليل في الصيف..  الورد بتاع ماما..الريحان عند قبر جدتي.. ريحة التراب بعد المطر في الشتا.. دانلوب وأنت ..ريحة الجاكيت البُني قبل ما السجاير تمسك فيه..ريحة سجاير الروزمان اليع.. برفان روبن هود اللي معرفوش..القهوة ثم القهوة..البرفان بتاعي اللي بيخليني أعطس.. مُعطر هوا جليد في عربيتنا القديمة.. ريحة مكتبة جدو..
متنساش تحفظ روايح اللي بتحبهم..
ريحة الناس نفسها مش البرفانات بتاعتهم.. 

....................


“إنني أكبر ، وتكبر معي أشياء كثيرة أولها : الألم . كلما كبرت صار الألم أكبر ، وأبطأ رحيلاً !
ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم لم كان علي أن أكبر في ظله ،
لكنني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن ما من إنسان إلا وهو مخلوق في كبد ، وسينال حظه من الألم ،
كبر ـ ذلك النصيب ـ أم صغر ، وأن حظي ـ ياللأسى ـ سيكون دائمًا كبيرًا ; لأن قدر الواعي
أن يألم مرتين : مرة لأنه يعي ، والأخرى لأنه وحيد ! وأغرب ما أدركته أنني ـ رغم ألمي ـ
فإني لا أرغب في أن أستبدل حياةً أخرى بحياتي”.

                                                                                                                            -ليلى الجهني- 
..................