19.10.15

يوم عادي غير جدير بالذكر بس هذكره.

 هذه التدوينة على حِس رضوى داود، والحاجات اللي مبتتحكيش 

 

النهارده كدبت عليكي بجدارة ومخدتيش بالك... ساعة ما كلمتك كنت نازلة من عند عم سلامة اللي في الدور التالت في اتصالات بعيط ومش عارفة أعمل ايه دلوقتي؛ عشان عم محمد اللي كان واقف فوق ساعتها اعتذر لي عن إنه مش هيقدر يعمل لي ليمون دلوقتي حالا ولازم يوَّصل القهوة لدكتور سامح سعيد قبل ما تبرد الأول، لو كان دكتور تاني غير سامح سعيد كنت هعرض خدماتي اللي كان هيرفضها، بس كله في سبيل عصير الليمون.

قبليها بالظبط كنت رايحة متأخرة على محاضرة النيتوركس، اللي الدكتور بيشرح فيها حاجة مفهمتهاش، أنا عمري ما بفهم منه، بس بحسه راجل طيب فبحضر له ، استخسار تقريبًا. في المحاضرة بعد أول خمس دقايق محاولات للصمود قمت نايمة ع البينش وقعدت أعيط. خلود جت، كانت مبسوطة عشان هتستلم العربية من التوكيل النهارده، حاولت أبذل مجهود عشان أفرح معاها، بس مقدرتش بأي شكل، ورجعت لوضعية "الدراما كوين تحتضن البينش".
دي تاني مرة أعملها، أعيط جنبها. وتاني مرة خلود متاخدش بالها. أول مرة ده حصل عمرنا ما رجعنا صحاب زي الأول، عمرها ما رجعت أصلا زي الأول. لمّا بحس بغصة وبفتكر، براجع اللي شامي قاله في مرة عن إننا "بنحترم حدود غيرنا من غير لوم ولا محاولات كتير.."، الناس بتكبر وبتتغير.

في البدء خالص، قبل المحاضرات صحيت متكدرة، مع إني معنديش المحاضرة الأولى - تقنيًا عندي بس قررت إني كبرت على المحاضرة الأولى، لا سني ولا لياقتي يسمحولي أنزل في الزحمة والطرق مع الموظفين! - ومع إني نايمة كويس، ضغطي كان واطي جدًا وقلبي بيدق بسرعة، كنت عارفة إني زعلانة، جسمي بقي بيرد على حالتي النفسية بسرعة وده من قبل ما الاحظ إني صاحية بتُقل على قلبي غير محتمل...
تُقل العجز يا رضوى والرغبة في الهروب، عشان اللي بحبهم ميحسوش إني عاجزة ومش هعرف أساعد، تُقل الحلم الوحش، وتُقل المحادثات اللي مخوضتهاش بشكل عادل، عشان أنا ضروبش وهرزع في الحلل، والتجارب اللي فشلت في قفلها بشكل شيك...

المهم يا رضوى إني زقيت نفسي، عشان عندي حاجات مهمة لازم تتعمل..
ومكنتش قادرة أحكي وأعيد وأزيد وأفكر، أنا متضايقة تمامًا يا جماعة، وعاوزة أبقى شفافة النهارده عشان مش قادرة أرد، متضايقة تمامًا وعارفة إن ده مش فارق معاكوا، بس لازم تحترموا الوضع عشان مش هستحمل حد يهزر وهفقد أعصابي بسهولة..!

نرجع تاني يا رود، هربت من المحاضرة، مقدرتش أمسك نفسي وأتحكم في المشاعر الزيادة، خدت بعضي واتمشيت في القسم اللي كان فاضي كأن مفيهوش حد خالص! حطيت روج أحمر صارخ عشان محدش ياخد باله من السواد بتاع الماسكارا تحت عيني، وقررت آخد وضعي على سلم الدور التاني اللي محدش بيطلعه من الناحية دي غالبا، وعملت نفسي بقرا، وكلمتك.
أحمد وحسام شافوني بخرج م المحاضرة فكلموني وبعتولي رسايل..أحمد كان فاكرني مش عاوزاه، في حين إني بس مكنتش عاوزة أتناقش مع حد عارف أغلب المشكلة ولا قادرة أتكلم بالمنطق.
بعدها حسام جيه قعد جنبي ع السلم، قال لي:" أفرجك صور امبارح لما كنتي منورة؟" ومسألنيش عن حاجة بس كان عارف إني غرقانة في الزعل.
وأخيرا أحمد جاب لي عصير الليمون، وبدأت أحس قلبي هدي شوية ورجلي بقت قادرة تشيلني.

................

عارفة أسوأ لحظة في اليوم ده كله يا رود؟ بعد ما صحيت وأنا بصلي، لمّا لاقيتني مش حاسة إن ربنا هنا كفايا، وإني لوحدي، أقصد أنا مش متدينة بالقدر الكافي، بس دايما فيه لينك ثقة لمّا الأمور بتسوء بيخليني متزنة كفايا عشان عارفة إن فيه حكمة ما ومبيهمنيش إني مش شايفاها. الثقة ديه مبقتش هنا النهارده، فالشيء الثابت والمُطمئن اتسحب مرة واحدة ولاقتني بتزحلق على أرضية الواقع.

ده مش يومي المفضل من فترة، وكنت عارفة إني لو شوفتك، بنضارتك اللي نسيت أقولك إنها حلوة عليكي، وبكلماتك المحفوظة وعينيكي الطيبة، ههدا بنسبة كبيرة وهقولك إن جيس وات، أنا متحضنتش بقالي كتير وعاوزة حُضن !


...

ردّ رضوى داود