30.9.14

الشعراية الصغيّرة بين اليأس والتقبُّل


لستُ مُعلقة على مشانق الصباح يا درويش...
دلوقتي "آخر أيام الصيفية" شغالة على الراديو بنفس توقيت لسعة البرد بتاعت الصبح ورجليا بدأت تبرد..صوت داخلي مبتهج بيقولي إن الشتا قّرب.
قاعدة بفكر في الحكمة إن فيروز غنت لكل مواسم السنة بس مش فاكرالها أغاني للربيع! فيه شتا وصيف وخريف ..ولمحة خفيفة عن نيسان ممكن تفي بغرض ذكر الربيع .

وفقًا لدرجات الحرارة اللطيفة لازم نعمل بلايليست نسمع فيها "رجعت الشتوية".. ونحشر في النُص "بتذكرك بالخريف" ..ونفتكر مننساش إن مسك الليل بتاعت سعاد ماسي بتتكلم عن الخريف وبتفكرني بإيثار بشكل غير طبيعي.. ونقول بشكل درامي مع سعاد..
" ويبان لي طريق طويل.. بلا بيك إنتاااااا".. آه والله.

النهارده من الأيام اللي بصحى مُتقبلة شوية حقايق كده بهدوء ومن غير زعل.. احنا ناس كبار والكبار مبيهربوش وبيعرفوا امتى يحاربوا وامتى لأ.. امتى يفضلوا وامتى يمشوا.
مش شطارة اننا كل ما نحس بتُقلنا على غيرنا نمشي.. ومش ضروري اننا نفضل لو هنزود المواضيع سوء.

صاحبتي الاسكندرانية بعتت لي من شباك عربيتها اللي ورا شكل الكورنيش والدنيا بتمطر في فيديو 10 ثواني.. مليان صوت عربيات هادي وتخبيط المطر على الإزاز بتاعها .. ابتسمت جدًا وبعتلها حضن افتراضي من الأراضي القاهرة.
دخلت تويتر بعديها اقيت هاني كاتب ان زُمر هناك في اسكندرية ونفسه يروح.. قلتله يللا نطلع يوم ونرجع بالليل، افتكرت ان بكرة وبعده نازلة شغل وبعديهم العيد ومسحت الكومينت وانا كاتمة في قلبي رغبة للهروب.

افتكرت البوست ده (الحياة كما لو كانت نزهة ويك إيند) .. وتفاصيله خلتني ابتسم.

.............................


صباح الخير .. في المثلث الشمسي الممتد من الشباك إلى زاوية سريري .. أراك متمددة في الذرات الذهبية والزرقاء والبنفسجية التي لا تستقر على حال تماماً كنفسيتك ، ومع ذلك أبتسم لك وأقول صباح الخير ، أيتها المجنونة الصغيرة التي تريد أن تلفّ الدنيا على أصبعها ، والتي تمشي فوق الماء وتريد ألا تبتل قدماها الفضيتان.*




..........................




أعرف بنت قالت لولد قبل كده -كان خايف تضيع منه -عشان تطمنه 
"أنت أو الا أحد"
البنت دي طلعت بتكلم بجد.. زيادة عن اللزوم..زيادة عما كانت فاكرة وكل يوم بمُر وتجارب بتحاول تدخلها وتفشل بتثبتلها كده.

لو ده هيهوِّن عليها فانا هقولها تتقبل حقايق بسيطة، زي إن عندها كمية وفاء فاقت 10 كلاب جيرمن شيبرد مجتمعين..ومش لازم البنت تحارب تاني الحقايق دي.. 

لازم تقتنع إن هي واقعة في حب شخص ميت زي فيلم Message in a bottle..

وإنها كمان مش مضطرة تبذل مجهود أكبر ضغط على أعصابها في محاولة للتخطي.


.............................


"ضيعت عمرك في الشباك مستني اللي مش راجع.. ضيعت وقتك في الأحلام والحلم مش نافع!"**




 كنت رايحة مقسومة نصين.. نص عارف إني هرجع بخيبة تقيلة ووجع قلب.. ونص تاني نفسه كل حاجة في دماغي تطلع تهيؤات واشباح ملهاش أساس من الصحة وإني دراما كوين ومش مشبعة بلعنة الفقد والافتقاد..مفيش حاجة اسمها كده!! انا اللي اخترعتها .

الولد الحلو قال لي كده من مدة وهو بيخفف عني.. إنه بيقسم دايمًا نفسه لشخصين في مواجهة أي موقف..واحد ايجابي والتاني سلبي..وبالتالي مهما كانت النتيجة هو مش هيتضايق.. بالعكس ده هينبسط عشان فيه حد انتصر من الاتنين بتوعه بقى ويعمل احتفالات وثورات ويقضي طول الليل بيشرب بيبسي ويتفرج على بريكنج باد !

التُقل اللي اترمى على كتافي مرة واحدة بعد ما رجليا خطت بره باب العمارة بيقول إن النُص بتاع الخيبة التقيلة هو اللي كسب.. وانا منبسطتش ومحستش بالانجاز او الانتصار..
من البداية مكابرتش ونزلت بكامل إرادتي لمقابلة عارفة نهايتها مسبقًا.. غيرت اللبس بتاعي حوالي 3 مرات عشان أحس اني ملائمة للموقف قبل ما انزل، ومعرفتش آخد ايه معايا غير الحاجات الحلوة ولحظات الهشاشة.. لبست النضارة عشان اتجنب اي اتصال مباشر بالعين، ومع ذلك عينيا كانت بتهرب أسرع من عيون ماد آي مودي.
-

تاني حاجة اسوأ من إن حد تعرفه كويس يدخل مكان ويعمل نفسه مشافكش ويديلك ضهره.. هي إنك تقعد مع حد تاني ومتقدرش تبص لعينيه عشان خايف ..عشان مينفعش تقول له يتحرك وياخد خطوة، يسمحلك تطلع الكهربا اللي جواك ومانعاك تبص له من غير حواجز..يصلح الشرخ اللي واقع ما بينكوا.

-

الناس بتخاف.. زي ما انا بخاف بالظبط بس مبتقُلش.. بتاخد ردود افعال جاحدة وجارحة جدًا واحنا مبنفهمش ومبنلتمسش اعذار.. ليه؟ عشان بنبقى مجروحين بالحد الكافي اللي يعمينا عن خوفهم، ومهما خرجنا للصورة اللي برا وشفناها، مش هنلاقيها من وجهة نظرهم أبدًا ولا هنفهم..

هو ليه الناس بطلوا يتكلموا مع بعض، ولما يخافوا يقولوا بكل صراحة انهم خايفين، أو لما يحسوا بكسر جواهم يقولوا انهم مش تمام، ليه مبيضيعوش شوية وقت عشان يعرفوا الل هما حاسينه ويقولوه ويدوروا عليه مخصوص لو مكنش حاضر في ذهنهم! ازاي بنعمل كل حاجة بتستهلك أرواحنا ومبنلتزمش بأبسط مباديء الترميم..ترميم النفس.

خدوا بإيدين بعض عشان خاطر ربنا..الحياة الكبيرة مليانة هراء وتعب كتير لوحدها مش ناقصة غير قسوتنا على بعض وهفوات حكمنا على اللي قدامنا.

......................................


كنت بدور في الفترة اللي فاتت على "نقطة ارتكاز" حقيقية، بوصلة بتوجهني دايمًا للشَمال وقت ما اتوه والسما تبقى مغيمة ومش قادرين نلمح النجوم اللي بتدلنا على الطريق هناك... كنت بدور على النقطة دي في هيئة ناس، وفجأة لاقيت كل الناس في حياتي مش واقفين على الأرض.. أنا معنديش أرض ولا جاذبية..جوايا مساحة واسعة من الفضاء الناس كلها بتعوم فيها، فالعلاقات الخفيفة بطبعها متأقلمة على الوضع، العلاقات الثابتة أو اللي ممكن تكون ثابتة أو حتى اللي كانت ثابتة، مبقاش فيه حاجة تثبت فيها! وكل حاجة بتعتمد على الثبات فوق الأرض ضاعت ويّا جوروج كلوني في فيلم جرافيتي حياة رضوى.

...................................


النهارده خسرت A true best friend
ومشيت بصرخ في وسط الشارع واقول "Karma is a Bitch"
وبركز كويس إن انا محاربتش، وآخر مرة حاربت بجد..اكتشفت متأخر إني اللي بقاتل وبتقتل على الفاضي.. من ساعتها وانا بطلت.


...................................

ملحوظة للناس اللي بتقرا البوستس بن تحت لفوق : البوست مكتوب على ليلة امبارح والنهارده الصبح...للدخول في المود نرجو عمل بلايليست نضيفة كده وهادية (ولو انه توو لايت يعني لو قريته من فوق لتحت! ).

*أمل دنقل
**اغنية لهاني عادل