27.8.12

لا وطن لها



قال لها تُصبحين على وطن ..
فقالت أم سعد : مفيش حدا بنام .. بصحى بلاقي وطن بستناه
 
رواية أم سعد - غسان كنفاني

................

أتعلم!! لن يتطلب الأمر منها الكثير حتى تدرك المغزى من كل شيء
حتى تتعلم التوقف عن التمسك بالآخرين بصورة مبالغ فيها..وتوزيع طاقة حبها بالكامل على أشخاص
معنيين حتى يرحلوا معنوياً عنها لأنها أحبتهم أكثر مما ينبغي لهم أن ينالوا من الحب..مُخلفين وطناً مدمراً بداخلها

ربما يفهمون دون مطالبتها بالتفسير وإعادة تفسير ما تشعر به من الخوف ،والحزن ،والحنين ،
والعبث الكثير بداخلها لأنها لن تتمكن يوماً من ذلك..

لا تزال تأمل وتبحث.. 
ربما تجد يوماً..وطناً

لا تخشى السير فيه وحيدة..دون القلق لأن العيون فوق كل خطواتها

ولا تخشى أن تمتلك قططاً كثيرة -تعلم ! كالسيدات العجائز البائسات- فقط لأنها تود أقتنائهم

وطناً تعلم تماماً أنها حين تعود في نهاية اليوم سيكون بالانتظار
لا يتكلف الأسئلة واخراج تفسيرات كثيرة منها لتصرفاتها التي لا تعلم لها أسباب

وطناً..تستند فوق كتفه في ليالي الصيف تحت السماء 
لمشاهدة النجوم والاستماع لسيل من الأغاني الفيروزية.. مردد بصوت خفيض تليه تنهيدة...
"تخلص الدني وما في غيرك يا وطني.."

وطناً يخبرها أنها تنتمي إلى هنا ويقتل سؤالها الدائم عن مكانها الصحيح..
يخبرها أنها جيدة بما يكفي..أفضل من جيدة أيضاً

.......

بس معلش...ما في حدا بصحى بلاقي وطن بيستناه !!