12.6.19

ريمونتادا؟




خلف أفكار الصواب والخطأ، 
الخير والشر، 
هناك حقل... 
سألقاك عنده 
في العالم الكثير ليُحكى عنه 
حين تستلقي الروح على ذلك العشب.

-جلال الدين الرومي
........................................


ذهبت لطبيبي النفسي بعد مرور ثمانية أشهر من الانقطاع عنه، توقفت بعد أن طلب مني حضور جلسات العلاج الجماعي ولم تطيعه أو تطيعني قدمي على العكس تماما اختبأت أكثر... ذهبت اليوم لأتوقف عن تناول الدواء الذي يحمي عقلي من العالم ويساعده على احتمال القلق، تقلبات المزاج، صعوبات النوم، والانهيارات المتراكمة...أنا في الحقيقة أشعر بالاتزان كما لم أشعر من قبل، وامتلك جانبا كبيرا بداخلي لا يرغب بتوقف تناول السيروتنين الخارجي لأن داخل عقلي ربما مصاب بBug تسيء تأويل الواقع وتضاعف الشعور بالألم.

أخبره أنني لا أعلم هويتي الحقيقية دون الدواء، لا اعلم إن كانت نظرتي تغيرت للعالم وأصبحت أقل حساسية وأكثر مناعة أم هو مفعول الحبة البيضاء الصغيرة جدا؟

أقرر أن أعود للكتابة لأنني لم أرغب بالبوح له كالسابق، ولا أرغب بالبوح لشخص آخر...لقد توقفت تماما عن سؤال نفسي عن أحوالي الحقيقية، وأحيانا تنتصر انهزاماتي الداخلية دون أن أعي..وأشعر أنني أفضل من ذلك كثيرا، وألجأ للقليل من الشجاعة التي ستتسبب في ليالي باكية من جديد...

............................

لا اشعر باستحقاقي السعادة او في جدارتي أن يعتذر احدهم حين يخطيء...

...........................

 يقترب موعد انتقالي لبيتي الجديد، اقول بيتي على مضض بضغط من ميم رغم اختياري لكل سنتيمتر بنفسي.... بمرور الوقت أُعيد اكتشاف جسدي ككيان يجب علي تقبله، أراه للمرة الأولى بتركيز فيتضح أنني امتلك وحمة لونها هافان، ليس بني، هافان فعلا! بطول عقلتين إصبع على يمين عمودي الفقري
اكتشف أنني امتلك سترتش ماركس وكرش مؤقت ياتي ويذهب عندما اتوتر، والحياة توترني أغلب الوقت فهو موجود أغلب الوقت، أكره عنقي وظهري وأرى أنهما الأشياء الوحيدة التي أرغب بتعديلها بالإضافة لندبة أخي التي تزين جبهتي وأزيلها بالفوتوشوب في أغلب صوري دون الشعور بالتزوير لانها تزعجني لهذه الدرجة!

................................

لا اعلم اين اقع بالتحديد على سلم التدين والإيمان المطلق وإن كنت لا أزال أمتلك الأصدقاء الذين امتلكتهم يومًا بلا منازع!

...............................

أعلم أنني أحب ميم لأنه الألطف معي على الإطلاق...كنت حزينة ليلة أمس أردت أن استمع لأشياء طيبة عن العالم، طلبت منه ورغم أنه لم يمتلك ما يكفي من الحماس، قرأ لي إجابات بعض الأشخاص على موقع Reddit عن مواقف ارتكبها أشخاص غرباء لآخرين دون انتظار مقابل...لم أشعر بتحسن رغم ذلك تمنيت أن أصبح شخصا طيبا ولطيفا مثله!

.............................

لا يمكنني الجزم بالكثير من الحقائق اليوم عن نفسي التي انفصلت عنها، لكنني أعلم ذلك، أنني سأستمر بالنظر في عيون من أحببتهم يوما وهم يمسكون سهامهم موجهة نحو صدري، سأستمر بالنظر ولن أهرب،  سأصلي ألا يفعلوا وسأعطيهم حرية الاقدام أو التراجع...وقتما تنطلق الأسهم سيكون الأمر حتمي سأكون مدركة تماما لما يحدث، سأسمح بالأذى لكنها اللحظة التي ستجعلني اطردهم للأبد مما اعتقده جنتي.