21.7.18

يوم عادي في يوليو




كنحلة نشيطة صحيت الساعة 6 ، لبست بسرعة ورحت الشغل.
في الشغل عندي trainee بنت جميلة جدا، بتعزف درامز وإليكتريك جيتار وبتلبس عدسات شفافة، أول حد أقابله من جامعة زويل، وغير إن التخصص بتاعها زي تخصصي فهي -وللمصادفة الجميلة- بتحب Friends وHow i met your mother ومبتبطلش تشوفهم.
النهارده قعدِت على اللابتوب بتاعي أكتر ما أنا قعدت، اتعلمت مني تعمل tracing للكود وبقت مستعدة تماماً تعوم لوحدها.
وجود شروق بيخليني أتعلم حاجات كتير عن نفسي، زي إني over protective، وإني بحب أعلم الناس المشي خطوة بخطوة لحد ما أتأكد إني أول ما أسيب هيقفوا لوحدهم بكل ثقة، تطور شخصية البنت من عدم ثباتها لثقتها بنفسها وهي بتدور على حل مشكلة كبيرة بطريقة تبدو ساذجة بس حلتها ف الآخر، وانبساطها لما أخدتها من إيديها لل business owner عرفتهم وشكرها.
كل ده بطريقة ما بيعرفني حاجات عن نفسي مع إنه كله بيدور حواليها، بس بيفرض جوانب جديدة جوايا، لأني بحكم حركتي في 4 تيمز في سنة واحدة بقيت عارفة الفرق وعارفة أساعد ازاي.
وجودها مخليني تقيلة ومش عارفة أنجز بشكل كبير، وبغير أولويات علشانها، ومع ذلك مش عارفة يوم ما تمشي هرجع تاني لأيامي العادية ازاي!

خلصت الشغل ورحت ع الجامعة، دي تالت محاضرة في الSummer، وده معناه إن المحاضره الجاية هنبقى خلصنا ربع المنهج، توقعت إني هكون مرهقة أكتر من كده، بس ستر ربنا.
في الكورس كله مفيش غير بنتين، وأنا معنديش صحاب ولا فريق!
بس الدكتور صاحبي.

كان مفروض بعد ما خلصت اليوم المرهق ده أقابله، اتفقنا إنه هيبقى سواق أوبر بتاعي كالعادة ونوفر الفلوس من التحرير للبيت عشان أجيب بيهم مستحضرات تجميل، كهواية بضيع فلوسي عليها مؤخراً.
لمّا موبايله فَصَل وأنا بتصل حسيت بإحباط غريب، وعلى عكس ما كنت هعمل ف الطبيعي، هقف ف محمد محمود وأطلب تاكسي، قررت أتمشى لحد الميدان! مش جايز الاقيه! وأنا بقرب خلاص للميدان قدام ماكدونالدز، لاقيت عربيته جاية قدامي بالظبط وبتركن..مكنش شايفني أصلا وسط الناس الكتير، بس كان بيركن عشان يطلع اللابتوب ويشحن موبايله شوية، يمكن برضه يلاقيني! ملاقاته بدون معاد ولا ترتيب زمان ومكان كانت ألطف حاجة حصلت ف اليوم على الإطلاق. وكانت الإثبات الرسمي إني عاوزة أختم بوجوده كل يوم في أيامي الطويلة المُجهدة وبنكته السخيفة اللي بتضحكني كل مرة وبلوحة دوامة فان جوخ المرسومة في دقنه من الناحية اليمين. 

في كل مرة ببقى تعبانة وببص له وهو سايق بدل ما أبص للشارع بيتخض ويسألني: مالك فيه ايه؟!
فاهز كتفي وأقوله مفيش. وأنا أقصد مفيش حاجة دلوقتي غيرك.