15.12.17

عربون محبة



أحيانا أتمنى بداخلي أن تحبني أقل، أن تتركني أعود للمنزل وحدي كفتاة كبيرة، لا أن تحملني حتى باب المنزل كفتاتك المدللة، أن تتركني للحزن دون أن تلّح لمعرفة أسبابه، أن نتوقف عن الصراخ لأجل أسباب تافهة في عقلي وكبيرة الأهمية في قلبك، أن نحتفل بالأعياد حتى منتصف الليل دون أن أخشى العودة متأخرة للبيت الفارغ، وتتوقف القيود التي زرعوها عن منعي من القفز بين يديك دون التفكير مئة مرة، أن نرتدي ملابس منمقة ونذهب لمطعم هاديء به موسيقى ونرقص، طبعاً ينبغي أن نذهب لدروس رقص أولًا، ربما أنا كلاسيكية كما كنت أُنكر وكما تؤكد كل يوم...وربما أنا فقط أتمنى كثيرًا أن أحبك بالطريقة التي تستحق، أن تنتصر على الحياة، على أفكاري السوداء، وسرحان عقلي الغير مبرر وتقف بكأس الانتصار على قمة أولوياتي، وأن تحبني كما ينبغي لحمقاء صعبة المراس تحتفي بمساحتها الشخصية وتفضّل الغياب وترفض الدلال والعتاب بعنجهية كاذبة.

ربما لست أدري الكثير عن الحب بمعناه الحقيقي، لكن يمكنني تلخيصه بالكامل في الليلة التي لم أستطع التنفس وأنفجر صدري بالبكاء فبقيت معي على الهاتف، دون أن تفزع، تمنعني من إيقاظ أمي حتى لا أصيبها بالأسى، وبكل حنان تربت على جسدي من بعيد، تعلمني كيفية إدخال الهواء بطريقة سليمة، وتعيد تشغيل موسيقى -أخبرتك أنني أحببتها في ذلك اليوم- بشكل متتالي لتساعدني على الهدوء والنوم، فنمت بعد الساعة والنصف واستيقظت اليوم التالي بمفاصل جسدي جميعها تؤلمني من التشنج غير المقصود، وبالقليل من النوم وبالكثير من السلام الذي اكتسبته من وجودك الليلة السابقة.

استيقظت وأنا أدرك أنني تورطت في حبك وأنك لست في ورطة أقل مما أنا فيه، وأنك بكل تأكيد مش أحسن حاجة حصلت لي في حياتي، ولكنك اللي بتخلي لكل الحاجات الحلوة اللي حصلت في حياتي...معنى.

أدام الله حبك وأهداك المزيد من الصبر في احتواء حزني واضطراباتي الغير مقصودة بالكامل.