14.10.17

خطأ فادح، وخوف واضح





مفتتح:
ارتجاج طفيف في القلب قد يُخرج منك النسخة الأكثر هشاشة ووحشة، النسخة المظلمة المنزوية في أعماقك السحيقة. ارتجاجات القلب ليست كالحزن العادي والشك والحيرة...لا تستيقظ مثلا فتجد ورقة بجانب سريرك تخبرك بأنك لست كما كنت بالأمس، لكنك تستيقظ لتجد قلبك في غير موضعه لم يحدث فقط ما يكفي لتصاب بأعراض المشاعر السابقة، لكن الأسوأ، شعورك تجاه الأشياء لن يكون كما كان بالسابق، الآن تختبر أمرا أكبر منك كليا ويصعُب معه السيطرة على خلاياك وإخضاعها للمنطق.

أسبابه: 
حدث شيء ما، لا يهم متى أو كيف...حدث ما حدث ووقفت تشاهد الأمر من بعيد كأنك لست جزءا من الموقف من الحاضر، كأن لا شيء يحدث عدا أنه كل شيء حدث...
حضرت أكبر مخاوفك؛ لأنك لم تستمع لعقلك يخبرك أن تتمهل...تركت ذراع التحكم في يد شخص آخر وخسرت كل شيء للحظات.
خسرت ثقتك بالآخر، بحكمه، بإدراكه للحقائق وربما بالحياة ككل.
عاملك الآخرون كأنك لست موجودا، أنت لا تستحق الحياة ولا حتى السؤال عما حدث؛ لأنك الطرف الأضعف الذي لا يمتلك حتى صوتا للصراخ، أو الطاقة للبكاء، أو آلة زمن لإعادة الاختيار من جديد.

أعراضه:
لا تحتلف كثيرا عن الأحزان الكبيرة، ومشاعر فقدان الثقة بالحياة، تشمل: تباطؤ ضربات القلب، ارتعاش مستمر في الأطراف، فقدان الشهية، شعور بالغثيان، مع إحتمالية إدمان العمل للهروب من الوعكة القلبية.


نتائجه:
ارتجاجات القلب تجعلك وحيدا جدا وأنت تنظر من أعلى، ترى نفسك داخل الكادر والحدث، كل الأشخاص الآخرين بأدوار ثانوية وأنت وحدك البطل والمُشاهد والقاتل والمنتصر، لا يتفهمك أقرب المقربين، ولا يتركون مساحة من الدعم الآمن، سيرغبون بالمزيد من تواجدك ولن يتفهم أحد بأنك أنت الآن لا تجد ذاتك.

ارتجاجات القلب تجعلك تؤمن بأن الحياة مكانا لا يستحق. وتجعلك أغبى من أن تنجو منه.