16.6.17

حاجات وحشة "اوي"، بس بتحصل


كان عندي إيمان غريب كده إن مفيش حاجة وحشة "اوي" بتحصل لي...
وده يقين ساخر وساذج ومضحك جدا الحقيقة

 يعني مثلا من فترة أول ما بدأت شغل، كنت بنزل متأخرة وعارفة إن الباص ميعاده سبعة إلا خمسة بالثانية...
في يوم وصلت بالتاكسي متأخرة دقيقتين. وعم أحمد سواق الباص كان بيلبس حزام الأمان يعني أقل من عشر ثواني وكان هيمشي، كأنه كان مستنيني! والموقف أتكرر كذا مرة. بالتبعية اتثبتت عندي القناعة دي: لو نزلت سبعة إلا ربع أو إلا تلت اتمشيت أو ركبت...كل الوسايل هتخليني أوصل قبل ما عم أحمد يمشي. وبكده مبقتش بتوتر الصبح...بوصل متأخر بس مبتوترش.

رغم يقيني كنت مستنية في يوم أروح في ميعادي بالظبط فالاقي الباص اتحرك؛ مهو لازم يعني أقابل الحكمة الكونية المنطقية، لإني بتأخر!! 
وبطريقة ساخرة  كان شرط اليوم اللي مش هلحق فيه الباص هيكون يوم رحت في معادي..ساعتها كنت هلوم ثقتي وإيماني الأهبل سابق الذكر وآخد آكشن مختلف... بس ده محصلش وأكد إحساسي الأول إن أكيد مفيش حاجة وحشة حتى هتحصل لي ومش بتكلم عن الباص بس، بتكلم عن مواقف كتير في حياتي ربنا بيلحقني فيها على آخر لحظة.

ففضلت عايشة بحالة Denial تامة، تجاه كل حاجة وحشة، أهمهم وأكثرهم سيطرة على حياتي: مرض بابا...

....

من يومين عملنا آخر scan للأورام، وكنت خلاص مجهزة بوست في دماغي هقول فيه لكل الناس اللي وقفوا معايا إن النتيجة جت و"بابا إز كانسر فري" اوفيشالي وكانت سنة سودا وباي باي! نهاية سعيدة وفرصة يارب متتكررش.
بس ماما دخلت امبارح الأوضة عليا وهي مستعجلة جدا حتى قبل ما أغير هدومي بعد الشغل بتقول لي أقرا لها التقرير، أخدت الورقة وببص بكل حيادية لاقيت مكتوب في الملخص:
"الكبد والعضم والدم كلهم طبيعيين
مع وجود أورام حية، منتشرة في الرئتين بالذات الرئة اليمين..."

ازاي ممكن حد يكتب سطر واحد في منتهى القسوة كده..!
كنا عارفين إن سرطان القاولون لما بينتشر بنسبة فوق ال 90 % بيكون في الكبد، بس الظاهر إن We won the lottery وانتشر في مكان بعيد..
نتيجة البايوبسي هتطلع كمان يومين... وانا خرجت بره ال pink bubble ومتأهبة تماما يتقال إن ده كانسر جديد. خرجت من مرحلة الانكار وان العالم أكيد مش قاسي اوي كده، لمرحلة جديدة اسمها "آه العالم بيحصل فيه حاجات مؤسفة جدا جدا ولطف ربنا موجود .. والحاجات الوحشة هتحصل لنا بكل بساطة و كل حاجة مستحيل هاتكون كويسة"...ع الأقل دلوقتي.

....

طول اليوم امبارح بحاول أستدعي قدامي  صورة نورا، نورا صاحبتي في الشغل وكانت بتتعالج من نوع سرطان من سنين، وحاليا هي أكتر واحدة مشرقة ومبهجة في دايرتي...من أسبوعين كانت قاعدة معانا في الشغل واكتشفت إن عندها ورم في العضم وهي بتعمل أشعة بالصدفة عشان عندها كسر نتيجة حركة عملتها غلط في الgym، والرعب ملاها وهي بتفتكر السرطان المرة اللي فاتت ولمدة خمس دقايق وهي مكلبشة في رجلي عينيها دمعت وهي بتقول: كانسر تاني لأ... يارب لأ.

في الآخر، لاقيتها بتاخد نفس وبتنسد نفسها وبتبص لي وانا ساكنة جوا البالونة الطساذجة وبنكر تماما ان فيه حاجة وحشة هتحصل، وبطمنها، ما هو أكيد فيه حاجة غلط، فقالت لي: إنا لله وإنا إليه راجعون...أنا راضية يارب.

فبفتكر إن عندها حق، هو اللي خلقنا واننا بتوعه في الآخر...وبهدا أنا كمان وأبطل عياط وزعل.