1.6.17

طز في اللمون



أيامي مش متصلة، عشان أبقى دقيقة يومي الواحد مش متصل...
لما بكون في الشغل بنسى كل حاجة تانية، بنسى الأكل اللي كان ع النار، والشبابيك المفتوحة في البيت، بابا اللي في المستشفى وعمتو اللي بتطاردني بالمكالمات عشان أروح أفطر معاها.

النهارده كنت راجعة من الشغل هفطر بره مع واحدة صاحبتي وهيجيلنا ناس بعد الفطار. في نص السكة لباص داون تاون وقفت ثانية كده، وسألت نفسي: " ليه؟" اروح افطر بره ليه وأنا عارفة إن الأكل في رمضان -لو مش حاجزة في مطعم من بدري- هيبقى وحش، قبل وبعد الأكل هنضطر نتكلم ونتواصل كبشر عادي، هكون مضطرة أجهز إجابة لسؤال "مسهمة كده ليه، مالك؟"، وأنا مسألتش نفسي من 3 أسابيع وأنا لوحدي كده مالي عشان أجاوب. هبقى مش مهتمة إني مش موجودة وأنا موجودة ومحدش هيعرف يخرجني من الحفرة اللي وقعت فيها.
 طب ليه كل ده وأنا ممكن أروّح للمكرونة البشاميل وتكييف الاوضة والشقة المتروقة، والكنافة النابلسية. أنا مش خايفة من القعدة لوحدي ولا النوم لوحدي ولا الفطار لوحدي. ومش قادرة أتكلم ولا أفكر ولا أعيط ولا أروح للكوافير. كل ده خلاني أرجع جري تاني للباص بتاعي وأشاور لعم أحمد عشان يقف لي بعد ما كان اتحرك...وروّحت البيت. ده كان أكتر قرار صح كان ممكن آخده.

فكرت أكتب الأحداث المهمة زي إني بقالي 3 شهور بشتغل، والمديرة بتاعتي قالت لي كلام حلو النهارده، ومن بكرة هسيب التيم وأروح مكان تاني هيفتح لي سكة في ال IT بعدين، وإني حوّشت وجبت العدسة ال 50 مللي اللي كنت بنام وبقوم أحلم بيها، وباخد كورس فوتوشوب عشان أتعلم صنعة لمّا اسيب الشغل الثابت في يوم...وهكذا. بس كل الأحداث دي لسبب ما كانت مش مهمة زي إني شربت عرقسوس بايظ وجع لي بطني، وعملت سحور مكلتوش عشان السحور لوحدي الفجر صعب جدا، صعب اقوم مخصوص عشان آكل! وكل الانجازات مش مهة قد شكلي التعبان المرهق من عدم تظبيط النوم، واني نسيت اشتري زبادي.

كل المش كويسين عارفين إنهم مش كويسين، أو ممكن يكونوا بيكبروا وعاوزين مساحة للتغيّر، وأنا عارفة كويس إني مش كويسة وأيامي مش موصولة، ومجبتش زبادي وغالبا هنسى أجيب بكرة، بس أنا مش مهتمة إطلاقا..إطلاقا يعني، ومش عاوزة حد يفوّقني عشان جايز يجوز ده أكبر من طاقتي المحتملة حاليا، بس أنا ببقى كويسة جدا في الشغل، تعالوا شوفوني في الشغل.