28.2.17

تلكيكة للكتابة

Drawing by: Marianne Engedal

لم يكن هناك أحد 
في الأيام العصيبة 
ليقلدنا وسام البطولة 
فقط لأننا نفضنا ثقل الليلة الماضية عن صدورنا 
ونهضنا من الفراش لنبدأ - مرغمين - يومًا جديدًا 
لكن كثيرين كانوا هناك ليمزحوا 
بشأن أعيننا المنتفخة ووجوهنا المرهقة  



(مش عارفة مين الكاتبة الحقيقة)

............

الخميس
23/2/2017

أنا زعلانة جدا النهارده وحاسة بإني مش قادرة.
مش قادرة أفضل أزرع ورد وآخد بالي منه، أسقيه كل يوم وأجيب له مقويات، وفي الآخر يموت! لا أنا عارفة العيب في التربة ولا في المايّه ولا في الشمس اللي بيتعرض لها كتير.

أو يمكن أنا عاوزة حاجة ثابتة..حد ثابت، أعرف إني لو متصلتش هو هيكلمني يشوفني وقعت في أنهي حفرة، لما أغضب واتعصب لأتفه الاسباب يعرف إن ديه الهيرمونات بتتكلم، لما مقدرش أمشي يوقف لي تاكسي، ولما ابطل أكتب يقول لي إني عندي كتير لسه، إني مبخلصش، وإني اختارت بنفسي مبقاش حساسة تجاه الحياة والناس لأقصى درجة عشان أقصى درجة بتضرني مهما كانت بتساعد التانيين، أنا مبدورش على حد يصلحني، أنا بدور على حد يمشي يسندني في طريقي وانا بصلح نفسي ويساعدني أكبر، محتاجة حد يقدم لي بالظبط اللي هقدمهوله، محتاجة حد يقول لي أختار نفسي وسعادتي وده موجود بس في قصص الحب الكلاسيكية...موجود في الأفلام ورواية لطيفة الزيات المرمية جنبي، ومرعوبة ميكونش موجود في الواقع.

...................


الجمعة
24/2/2017

هذه المرة لا اجلس في سكون وحسب كالأيام السابقة، أجلس في سريري وأنا أتأمل سقف الغرفة، يصيبني الملل قليلا فأغير اتجاه نظري نحو كومة الملابس الملقاة على الكرسي. أنظر نحوها بتركيز؛ ربما يتسبب ذلك في انبعاث شعاع ليزر يحرق الهدوم اللي عاوزة تتغسل، وشعاع آخر لونه أبيض لطيف يطبق الهدوم النضيفة ويحطها في الدولاب!!!
بخلاف الأيام السابقة، الليلة أضع اللابتوب فوق البطانية، أستمع لفيروز تصدح بصوت هاديء يبدو كتسجيل من حفلة أغنية "صباح ومسا"...أفكر بداخلي أنه ترك الحب، الكثير والكثير منه يا فيروز وترك الأسى أيضا...فاضع يدي فوق قلبي وأبكي كما لم أفعل منذ زمن.

في صباح اليوم التالي يسألني أسامة للمرة السابعة بعد الألف: "انا جيت لك المعرض مرتين مجيتيش ليه نادي الكتاب؟ عندك مشكلة مع حد؟"...
يستمع شامي فيجمع النقاط الغير مكتملة ويسألني:"انتوا اتخانقتوا تاني؟". اصمت، فيستمر في ابداء آراءه التي لم أود الاستماع إليها "مش قلتي لي يا بنتي انكوا اتصالحتوا...مش هتبطلوا لعب العيال ده؟"

الكلام مؤلم وكل شيء في عقلي يعيدني إليه، أرتدي السلسة المضيئة حول عنقي أغلب الوقت، اختار ملابسي كي تتناسب معاها...ارتديها في العمل، في رحلات التسوق وفي سهرات المساء، حتى في المنزل، ارتديها واعبث بها حتى تشعرني بالاختناق فاريحها قليلا بجوار سريري وأنظر تجاهها حتى يغلبني النوم.
وأردد في صدى داخل عقلي: وحشني آه، وماله! بس مش هنرجع نتكلم لأ.

لدي تلك اللعبة التي تساعدني على تقبل مشاعر الحزن والفقد، بعد المرور المسموح به بحالات الانكار والمساومة والغضب والاكتئاب...
أنا أتخيل موت من أحبهم. يبدو الأمر قاسيا أعلم، لكن أكثر منطقية من الاقتناع بأن الناس بتتغير لدرجة اننا منبقاش قادرين نتعرف عليهم!! وأكثر منطقية من جلوسنا ونحن نراقب كل الحب المهدر دون حساب لـ وبعدين!
في عقلي قمت بقتل أربعة أشخاص، 3 منهم بيمشوا قدامي...وواحد "بشتاقله ما بقدر شوفه ولا بقدر أحكيه" يا فيروز.

اخبر صديقي باتجاهنا للمترو: عارف ايه اكتر حاجة نفسي فيها؟ ، يردد: نفسك تتجوزي؟
فابتسم: آه يعني هيرموناتي متوترة شوية، بس بجد...أنا نفسي اشوف ميم.
صديقي يؤكد انه هينبسط لو عرف ده جدا. أتجاهل رده. آخد بعضي وأروّح من سكات لأستمع لفيروز تغني عن الحب والأسى والأشياء اللي ما بتنتسى بمنتهى الحب والقسوة الغير مقصودة.

...................

.You’re the bad guy in somebody’s life story

....................



28/2/2017

النهارده كان أول يوم شغل ليا في شغلانة فيها كوميتمنت طويل الأمد.
صحيت مأيرة؛ كنت نايمة قلقانة ومتوترة جدا، بدون أسباب منطقية، يعني ديه لا أول ولا آخر مرة هروح شغل جديد...ليلة امبارح كلمت اتنين صحابي وحكيت لهم على قلقي فطمنوني، واعتقد إني ضحكت شوية من كلامهم ونسيت نفسي ونمت. 

مكنتش مطالبة أروح بدري بما إن النهارده يوم لعب، فماما وصلتني لنص الطريق وحصلت شوية مشاكل وإصلاحات عند نزلة الصحراوي وملقتش سلم مشاة غير ف ناحية واحدة؛ ففوجئت بنفسي بنزل من الاتجاه المعاكس تماما لسكتي ناحية السمارت. فكرت اني مش هقدر اعدي الصحراوي والوضع بقى إني  متأخرة في أول يوم، وأقرب اوبر/كريم على بعد 16 دقيقة عن مكاني والدنيا مش فاضية.
قررت كأي بنت عندها 23 سنة وواعية لوضعها المأساوي إني أقف أعيط في نص الطريق بس لاقيت عامل بيعدي، فلميت برستيجي اللي اتمرمطت على تراب الصحراوي، ولزقت فيه زي العيال الصغيرة، أخد باله وبقى واخد باله مني واحنا بنعدي، أنا مشكرتوش عشان كنت لسه ناوية أعيط. معرفتش اعدي باقي الطريق ففيه راجل جيه جنبي وشافني محتاسة في نفسي وطلب م العسكري بتاع المرور يوقف الطريق عشان نعدي انا وهو واب وابنه الصغير. عديت.
كان عندي مبررات كتير للعياط، ولما خدت التاكسي وصلت للشركة وملقتش أي حد اعرفه من كل الموجودين لأن كلهم AUC و GUC...اتقوقعت جوا نفسي لحد ما بدأنا نتعرف على بعض وهووووب...فكيت :3 :3
كان لازم أنكد على نفسي باقي اليوم...فبقضيه لحد دلوقتي في التساؤل التالي:

انا من ال 16 اللي اختاروهم للشغل من ضمن 1000 حد قدم. ومش مقتنعة إني كويسة اوي للدرجادي...ولسه مش عارفة أقنع نفسي ازاي!...
بصراحة أنا كنت مقتنعة طول الفترة اللي فاتت، بس شكل الانسكيوريتيز هتفضل تطاردني لحد ما أموت.

دلوقتي أنا مضطرة آخد دش وبعديه أقف قدام الدولاب أشتكي إن معنديش لبس، وأدخل أنام وأنا مأيرة شوية وبحاول أستعيذ بالله من نفسي ومن الانسكيوريتيز. وأنا بحاول بجدية أرجع للكتابة، أو لجرأة نشر النصوص اللي هتموت ف الدرافتس مع أخواتها.