20.12.16

انكسر جوانا شيء...يا علي




في النهار أحلم...كثيرا
أفقد سيطرتي على أفكاري مجددا؛ مثلا اليوم أسير لمقابلة شخصية جديدة وأُضيع في الطريق الكثير من الجهد في تذكر ترددات الـ 2G وعرض النطاق الترددي (الباندويدث يعني)...تعريفات هندسية لا تهم بالمرة في حياتي سوى أنها أكل عيش في شركة فرفوشة مثل فودافون...تَضيع المعلومات وأندمج في خلق عالم آخر غير الذي يحتويني الآن...أتخيلني سعيدة... كيف أبدو وأنا سعيدة؟ أمتلك شعرا طويلا نسبيا مسدل في شكل منمق، ارتدي الفستان الكحلي الذي أحضرته منذ عام ولم أرتديه حتى اليوم...لدي فتى أحبه بلا شك، ينظر نحوي بود وحنان تماما كالذي أمتلكه نحوه لا أكثر ولا أقل، ولدي منزل صغير يمتليء بضوء الشمس نهارا ولا يزوره الناموس ليغتصبني ليلا...وبه جنينة محندقة بها شجر برتقال وجاردينيا...

بالأمس هاتفت صديقي، كنت أتهرب من مراجعة كتاب الموبايل باكيدج، لأتناقش معه في جملة "ماذا لو أن نباتاتك تود أن تموت، ولكنك تستمر بسقايتها؟"
أخبرني صديقي أن سقايتنا لها ملهاش معنى عشان هي ليها شخصيتها وهويتها ورغباتها  لخاصة فـ هتموت برضه! صدّقت على كلامه بزرعة الجاردينيا خاصتي التي لم تكمل عدة شهور قبل أن تموت واستمريت بسقايتها أيضا بعد الموت حتى خرج من تربتها نباتا في الأغلب طفيليا يكرهه الناس ولا أمانع وجوده مكان الجاردينيا الميتة.
بدا الأمر مضحكا كثيرا ليلة أمس، واليوم يبدو منطقيا للغاية...

فلنعد إلى الحلم... نعم، أسرح كثيرا حتى في أحلام يقظتي...اختتمت الحلم بمشهد مات فيه الفتى الذي أحب، كيف تعاملت مع مشاعري في الحلم؟ حاولت الانتحار ثم أنقذني شخص ما فذهبت إلى ريمون الكوافير كي أقص شعري تماما، وكأن العالم انتهى في أحلام اليقظة وأستيقظت على نَزلة الصحراوي بقدر كبير من الحزن والأسى على الفقيد.

بعد العودة للمنزل في المساء أُشاهد فيلم "طعام صلاة حب" على دبي وان فتظهر من وسط الاعلانات أغنيته التي أهداني إياها وأنا أعلم في أعماقي أن شخصا ما أهداه إياها أيضا...لكنها أصبحت أغنيته!

But where do you go to my lovely.
When you're alone in your bed.
Tell me the thoughts that surround you.
I want to look inside your head,
yes I do.

أدفعه بقوة في سري وأهز راسي لأخرجه منها... لأنه لن يعلم أبدا.


في الليل أستمع لنفسي بوضوح
يخبرني جسدي أن أتوقف عن النوم كثيرا...ضلوع الجانب الأيسر ترجوني لأضع مرهم المسكن مضاد للالتهاب وانا انكر ألمها بوضوح.
أول الأمس كدت أرتدي ملابسي نهارا لأخرج بلا هدف محدد وحينما تلعثم أبي في الموافقة غضبت كفتاة في الخامسة وأضربت عن الخروج... في الواقع خشيت رؤية العديد من الأشخاص ورغبت برؤية سارة.
أصابني الحزن الشديد والتغيرات الهيرمونية لسبب لا أعلمه لكن بعد أن أتت أمي ربما يتعلق الأمر بأنها لم توقظني للقيادة في الصباح ولا تثق بي لنفعلها في وقت لاحق...لا تثق بي بشكل مؤلم وقاس أكثر من ألم ضلوعي اليسرى. ثم ذهبت لجدتي وأضاعت فرصتي لتصويرها مرة اخرى، ربما لأنها في مساء الخميس كانت تضع توقيتا لرجوعي مساءا من الخارج وأناقشها بكل منطق فتختم النقاش ب "أنا واحدة مجنونة..اعتبريني مختلة عقليا متناقشينيش بالعقل ومتخرجيش بالليل"... أكتم غصة، ثم أكرهها كمراهقة في الخامسة عشر وأنام.

يومها...بكيت...من يومها وأنا أبكي
صَدر صوت سارة من الخلفية...أنا حاسة إنك بتعاندي ولو عيطتي كل غضبك هيروح وهتسامحيه وترجعوا تتكلموا.
بكيت والغضب خفت والجرح لا يزال يؤلمني في كل مرة يقول أو لا يقول بأنه يفتقدني، أشاهده وأمنع نفسي وأنا أُدرك درس جديد عن الحياة وعني: جراح الشتاء لا تلتئم بهدوء و...أنا بقيت بخاف من الشتا ومن البرد...جدا.