2.11.16

"العودة للتقارير" أو "التعوير في الوش مفيهوش معلش"


الليلة...
شعري ساكن...يلمع في هدوء 
ناعم...ينتظر أصابعك كي تتخلله حين تراني 
فتحتضنني
لأقص عليك بهدوء ما حدث.

أنا نزلت من البيت الساعة 5 المغرب، رحت جبت لبابا نضارته الجديدة من شارع شبرا، وركبت المترو من محطة روض الفرج. حسام كلمني لمدة 4 محطات، كان بقالنا كتير محكيناش، ومكنش يعرف عن انترفيو بكرة اللي هتكون جنب شغله هو وعفاف فاتفقت معاه اقابله زي ما اتفقت مع عفاف امبارح. 
أما خرجت من المترو جالي تليفون من ليديا...بتكلمني من بريطانيا بخصوص المنحة اللي مقدمة فيها...دي أول مرة نتكلم في التليفون وشوارع وسط البلد مكانتش حنينة على الاطلاق، ومحاولات ليديا -بنت الفالحة- إنها تتكلم عربي وسط الانجليزي البريطاني السخيف، كانت هتبقى مضحكة لو كنت فايقة لها شوية.
رُحت الورشة...ورشة غادة وهبة خليفة...أو ورشة الكتابة والتصوير...أو الورشة اللي اتقبلت فيها وبقيت من 10 أشخاص بيكتبوا ويصوروا واختاروهم ع الفرازة عشان بايني كده بعرف اكتب واصور!
الورشة 3 ساعات...بنعمل فيها تمرينات كتابية. أول تمرين أخد ساعتين، قرينا وكتبنا...وعيطت.
طول أول تمرين وأنا بفتكر في حاجات مؤلمة وبكتبها، وأنا متأكدة إن كل الحاضرين هيكتبوا حاجات مؤلمة.
الكتابة المؤلمة أو تحت مسمى تاني الكتابات الغير لائقة مش هي نوعية الكتابة اللي بتحتوي مواضيع عيب او حرام، مش الكلام عن البيريود وشعر الحواجب والشتايم الروشة الجديدة أوالقديمة، دي حاجات مبتوجعش...الغير لائق هي المواضيع اللي بنتكسف نحكيها وكاتمينها.
كتبت عن أبويا النهارده..لأول مرة في حياتي...ولحد دلوقتي بعيّط. غادة طبطبت على كتفي وانا ماشية وقالت لي شكرا عشان اللي كتبتيه جميل وصعب.
لمّا خلصت الورشة. سلمت على لمياء وآية وكل واحد فينا راح في حتة. رحت جبت أكل، بدون أي رغبة فيه، بس ده اللي صحابي بيعملوه لما بيزعلوا...حاولت أعمله، فقابلت ولد اعرفه عند ماكدونالدز شارع شريف. كلمني شوية عن ان حياته مهببة..وعينيا كانت سخنة من العياط كل ده وخط الايلاينر سايح من عيني اليمين فمسمعتلوش. جبت الأكل وروّحت تاني بالمترو وانا حاسة اني عاوزة اقف واقول اني تعبت اوي النهارده... بس مش عارفة تعبت من ايه؟

دلوقتي محتاجة بس حد يمشّي صوابعه في شعري بالراحة ويقول لي إني غزلت من وجع بسيط النهارده جمال خالص...حتى لو مكنش أكبر وجع عندي...حتى لو الكتابة المؤلمة والصريحة والمنكشفة بتقتل صاحبها مع كل حرف حتى لو قعدت نص الورشة بعيط من تحت لتحت أو من تحت لفوق، وكلام الناس بيتخلل قلبي بشكل مباشر واحنا كلنا -اللي في الورشة- بنتعرى من كل حاجة: القوانين، الحكمة، الأسوار اللي بنبنيها.
 النهارده كنا 9 حاضرين...5 مننا عيطوا، منهم اتنين مقدروش يقروا اللي كتبوه فغادة قامت بالمهمة دي بدالنا.
النهارده وأنا خارجة وبعدي الشارع، كنت بفكر اتصل بمين أحكيله عن اللي حصل وأوصف له ان افعال الكتابة اللي كانت بتعيطنا كل يوم بالليل واحنا بنحاول نرتكبها، فضحتنا قدام بعض...ولما ملقتش حد في خيالي قريب، أقدر أحكيله ويفهم... حسيت وقتها بوحدة بنيتها لما دفعت كل الناس بعيد.

يعني أقدر أقول إن أكتر حاجة مُحزنة النهارده، إني حتى لو غزلت من كل الوجع..أجمل نص في الكون. فانا لوحدي.