12.5.16

أُفضل أن أكون طائرا على أن أكون حلزونا



- رحت أشوف بروفة المسرحية الجديدة عشان صبري كان بيصور...خرجت في النص قعدت على السلم اللي أدام الجيم...الجو كان حلو، مفيش غير صوت مزيكا تراجيدية طالعة من ورايا ومن وقت للتاني صوت ممثل بيعلى ويسكت، الشجر بيتمايل بروقان والسما كانت صافية، نوع من اللحظات اللي كان ممكن أحتفظ بتفاصيله في دماغي، عشان لما حد يسألني "ها؟ ايه اللي في الكلية هيوحشك"، أرد أقول المكان كله من غير ناس هيوحشني،واحتمال أوصف المنظر ده.

لحد ما قابلت ولد بعدها بنص ساعة من اللي بينظموا الفان داي عندنا...وبدأنا كلام عن المسموح واللي مش مسموح عند إدارة الكلية المبجلة، وكم التعسيف وقلة القيمة. فتراجعت وقررت بدون مبرر ولا تحيز ان الباستاردز اللي في حياتنا مش هيخلصوا ويبطلوا يعكروا علينا الحاجات النضيفة وتفاصيل الفرح التافهة للغاية بتاعتنا.

فقررت إني بكره الكلية دي لأسباب متعددة في الأغلب متعلقة بسبب اللي ماسكينها وبسبب قلة حيلتنا، ومن غير أسباب في المطلق مش هيوحشني ولا يوم فيها بعد كده.

- كان عندي كورس إنجلش لحد دلوقتي متكلمتش عنه، بس هو من الساعات الممتعة في الأسبوع اللي بنسمع فيها أغاني وبندردش ونحكي قصص. النهارده وسط الكورس واحنا عاملين مناظرة وبنشرشح لبعض... زياد زاف دخل بكل بَرنَسة في الدنيا وزّع على كل اللي قاعدين شوكولاته فيريرو روشيه، واداني توبليرون إضافية لمّا عرف إني بحبها... :))
زياد 1.... العالم كله 0

- أنا عاوزة أشتغل عشان يبقى معايا فلوس عشان أساعد الولد اللي عاوز يدخل عمارة ومعهوش فلوس كفايا إنه يدخل عمارة.

- أنا بدرب نفسي أبطل أهتم بصحابي اللي بحبهم ومبيحبونيش بالقدر الكافي في المقابل وبستهلك نفسي عليهم.

- اكتشفت اد ايه حريتي منتهكة لما ماهينور (انستركتور الانجلش) كانت بتحاول توصف كلمة وحبت تستخدم السلسلة اللي كنت لابساها؛ فاستأذنتني إنها تشاور على اللون اللي فيها الأول... افتكرت ساعتها الست المنقبة في المترو اللي فضلت ساندة على كتفي لحد ما سحبته منها عشان تاخد بالها بالذوق إني مبحبش حد يلمسني، ولمّا مكان قدامي فضي سمحت لها تقعد عشان كانت أكبر مني، ولما جت تنزل لقحت عليا بكلام سخيف عشان "فيه ناس بتزعل لما حد يلمسها" ومريم مسكتني عشان مردش عليها.

- أول مرة أحس إني انزعجت في مشروع من يوم ما دخلت الكلية...يوم ما كلارا ماتت وخلود بعتت تقول لي أعمل حاجة لمشروع الجرين فقلتلها بعدين ...فقالت لي لأ اعمليه عشان احنا عملنا كل حاجة وانتي معملتيش حاجة، ولما فكرت دلوقتي لاقيت ان فيه ناس كمان معملوش حاجة!

- أنا بترعب من ذاكرتي اللي بتتفنن في تذكر التفاصيل المزعجة وبتنسى للناس أغلب الحاجات الحلوة وقت الزعل...وقتها فعلا بتعمي، وده بيخوفني من نفسي جدا، ومن غضبي الغير مبرر أو المبرر، ومن الناس اللي مش هعرف أروح أراجعهم وأخليهم يفكروني بحاجات حلوة عملوهالي في المقابل ومعدتش فاكراها! يمكن أتربى وأبطل أغضب عمياني كده.


 - يعني أنا حاسة حاجات كتير محيرة أهمها إني عاوزة أعيط مع إني مش حزينة يعني للدرجادي! دي غالبا مود سوينجس وهيرمونات بنات...هحاول اتخطاها وأروح أغسل سناني وأنام.


- صورة شوكان ورا القضبان وهو ماسك الكاميرا اللي مش موجودة معاه من أحلى الصور اللي شوفتها في حدث ظالم ومؤسف. 


- في كتاب جورج اورويل (1984) ...اللي كان بيتخيل فيه عالم موازي بيتكون من نظام قاسي جدا... فيه جزء مؤلم جدا عن وزارة كل شغلتها تغيير مسار الأحداث على حسب مزاج الحزب الحاكم...فمثلا لو الحاكم (المتمثل ف الأخ الأكبر) قابل واحد وشكره في جرنال واتصور معاه عشان قدم خدمات جليلة للدولة، وبعديها نفس الشخص ده انقلب على الحزب؛ الشخص ده بيتصفى بهدوء تام، ووزارة "الحقيقة" بتتولى مسح اسمه من كل سجلات الدنيا حتى الخبر اللي كان ف الجرنال...هيتعدل وصورته هتتشال.

النهارده كنت بقرا جزء من الرواية بيقول إن المرعب فعلا مش تغيير الحقايق... المرعب إنك تتوه عنها فمتبقاش عارف حتى 2+2 بتساوي كام...
وده طبعا عشان "التاريخ ضمن الغنايم وبيكتبه الكسبان"

عشان كده الإدارة بنت الكلب مسحوا الجرافيتي اللي اترسم بعد موت زمايلنا... ومنعونا نجيب حتى بانر عليه صورة عبد الرحمن صاحبنا اللي مات لأن هيبة الكلية أهم بكتير من روح اللي ماتوا وسطنا. بس ده مش مبرر لعدم ذكر التاريخ زي ما احنا فاكرينه، حتى لو مفيش اثبات عليه، وحتى لو هتتمسح م السجلات.

- العنوان من الأغنية
-الصورة
  The opening day or “Chupinazo” of the San Fermin fiesta on July 6, 2015, in Pamplona, Spain. 

By the brilliant: David Ramos