29.4.16

Cause life sucks

سَنَد ضهره جنبي على باب الشقة من برّا ومن غير صوت فضلنا قاعدين كده، باصين للكيس الأسود من غير ما نقفله.. مستنيين حاجة تحصل، حركة مفاجأة، دحرجة ع السلم، صوت... أي حاجة، لحد ما جت لنا الشجاعة، قمنا جبنا شريط لزق عريض ولزقنا الكيس كويس... ورجعنا سندنا ضهرنا على الباب من برّه، كاتمين سؤال "ها!!! طب ايه العمل دلوقتي؟"

الصبح وقف على شباكي غراب أسود. في طريقي للمترو شوفت قطة عربية داستها ومرمية بدون دلالات، و...كلارا ماتت .

شهر 11 اللي فات جبنا كلبة عندها 3 شهور، جيرمان شيبارد، جسم كبير، عيون بني، متدربة وبتسمع الكلام . من أسبوع كان فيه افتتاح تحت البيت لمحل، كالعادة، أضواء عنيفة وأصوات مزعجة، كلارا اتجننت، خفنا عليها فدخلناها الأوضة وقفلنا الباب. بعديها كسرت الشباك ونطت من الدور السادس...

منعرفش ازاي فضلت عايشة بعدها، افتكرناها معجزة، وافتكرنا إن كل المعجزات بتكمل للآخر. لما راحت للمستشفى اتنين دكاترة قالوا نعدمها بدل ما نضيع فلوس ومجهود على الفاضي، الجواب كان قاسي ومرضيناش بيه، واحد بس قال إنه ممكن يساعد ويعمل لها عملية ويركب شرايح ومسامير، قال إنها هتقوم بعد العملية ب 3 أيام وهترجع سليمة بعد 3 شهور.

فيه تضاد كبير بين المنطق والمعجزات، هي مكانتش ناقة صالح واحنا مكناش أنبيا...بس كنا بنحبها.

عملت الفطار بتاعي ورحت أقعد جنبها في الكوريدور أناقشها في موضوعات مهمة في الحياة، لاقيتها مرمية ومطلعة لسانها بشكل غريب، كانت بتتنفس بشكل سريع، بس ده اللي الكلاب بتعمله، قلبهم بيدق أسرع مننا. ندهت لابن خالتو ييجي يديها مهديء، مسكن، أي حاجة! أول ما وصل بدأت تتشنج، كنت عارفة إنه خلاص، وهو كان بيحاول يحضنها يمكن تهدا وتبقى كويسة، لحد ما سكتت... تماما. غطيناها جوا قماشة، وحطيناها جوا الكيس...


لمّا كنت بمد إيدي ليها، بتمد إيدها اليمين عشان تسلم عليا، بنهز إيدينا 3 مرات وبتسحب إيدها جايز من الوجع لأن إيدها كانت مكسورة أو جايز عشان ديه أخلاق الكلاب!
محمود كان نفسه جدا يقابلها، وحسام كان هيحبها أكيد عشان دلوعة، وكانت واعية إني بدّلعها، فلما حد بيرميلها الكرة عشان تلعب بيها دايما كانت بتروح تلقطها وتيجي تديهالي أنا في الركن البعيد عن اللعب، وبتتجاهل الشخص اللي بتلعب معاه؛ لأسباب مقدرناش نفهمها غير لأني مبلعبش بس بطبطب عليها وأسرح لها شعرها.


اكتشفت عن نفسي إني في كل موقف في حياتي، مش شرط يكون تروما كبيرة، بحاول أشوف فين الغلط وألوم حد، ده نابع من إني مش مؤمنة بالحوادث، إننا كبشر دايما عندنا أوبشنز لو رتبنا البازلز الصورة تطلع زي ما احنا عاوزين..يعني يمكن لو كان الدكتور شاطر، يمكن لو مكناش قفلنا الأوضة، يمكن لو مكنش فيه دوشة مزعجة، يمكن لو جبنالها كلب تاني، أو رجعناها المزرعة عند مامتها.. يمكن لو أمي مدعتش عليها ربنا ياخدها، أو أو أو أو....يمكن كانت حاجة هتتغير! 

كلمت حسام ع الواتساب، قال لي متعمليش حاجة، كلمي بابا وماما هيتصرفوا، كان خايف عليا منساش اللي هيحصل، بس الحقيقة إني كنت الكبيرة في الموقف واقفة مع مراهق عنده 15 سنة فقد أقرب حيوان أليف لقلبه...كان لازم أنا اللي أتصرف وأصبره، وأستنى الدنيا تليل فاقعد أعيط لوحدي عشان أنا مش مستعدة أواجه الواقع، والحقايق لوحدي... بس مجبرة.


مفروض أتكلم عن حقايق كتير بس أنا متعاطفة مع نفسي ومش هقول أكتر من إني حزينة فعلا..
ريحة الديتول، والكوريدور هيفضلوا يفكروني، لحد ما أنسى..!