11.2.16

بدون م أعرف سبب واضح...أنا زعلان



9/2/2016

لا أعلم من أين أبدأ هذه المرة...
ربما من الآثار المشوَّهة للكحل وأحمر الشفاة فوق وسادتي منذ الأمس... ربما من أنني لا أدر لمّا أفعل هذا، أكتب الآن علني أتوقف عن الإنصات للأصوات اللاهثة بعقلي التي تؤذيني وتطلب مني إيذاء نفسي. تردد أنني وحيدة فاستحضر صورة ميم لأوقفها ولا تتوقف مع ذلك...لعلني توقفت عن الكتابة منذ مدة فأصابتني انتكاسة نفسية فوق احتمالي في كل الأحوال حينما رآني أخي وسألني عن أخباري بعد عودتي من عند المعالج النفسي، قلت له "الدنيا غلبتني النهارده"...سألني ماذا يعني ذلك ولم أُجبه، لم يُدرك أحد ولم ينفذ رغباتي سوى الطبيب الذي لم أنظر إليه سوى مرة.

....

أفكر كثيرًا... لمّ يحكم الله على المنتحرين بالعقاب الأبدي في الآخرة؟ علمي عنه بأنه عادل، ومن العدل أن يوزع هذا العقاب على المتسببين في ضرر المتألم حد الموت، الذي فضّل ترك الحياة بأكملها "مخضرة" للملاعين الآخرين..ربما ليسوا ملاعين ولا يدركوا حجم أذاهم لكني سأسميهم هكذا اليوم.

...

كانت أمي تبكي، وأبي يصرخ، وأنا خائفة، مصابة بضيق تنفس وأركض بكامل ملابسي، حتى العقد الازرق متدلي من رقبتي، فقط نسيت الحذاء.. كنت أهرب من رغبتي في القفز من النافذة هكذا دون حذاء أو أموال أو هاتف أو مناديل لتمسح دموعي، أربعة أدوار دون أن أفكر ببرودة الرخام، أو ماذا سأفعل في الخارج الآن!... لم يمسسني أحد، ظنت أمي بأنني ممسوسة وأخذت تردد المعوذتين وتبكي، فأبك لبكائها ولأن التوقف يبدو أول المستحيلات، لم يحدث شيء لكل هذا، لكنني قررت ترك العالم وسحب يدي منه، لم أدر أنه فوق رأسي وأنه دون شك سيتهاوى فوقها ويتهشم رأسي في اللحظة التي سأسحب يدي منه...


..................................................


11/2/2016

أنا قلت الكلام في دماغي كذا مرة عشان يبقى عادي ونسيته لما حاولت أدوّنه...الأدوية والـ antidepressant بيدوخوني بالليل وبحاول أركز، يمكن أحس بالتواصل أو بأهمية وجودي في مكان متعودة أبقى فيه ومفيش غيري يملاه.

بقالي 3 أيام لوحدي تمامًا... مفيش ف حياتي غير ماما وحيطة أوضتي البينك والرسايل اللي ببعتها لميم على الموبايل كل آخر يوم، وكلارا الكلبة اللي ساكنة الروف.

مش فاهمة ايه اللي حصل من 3 أيام، الدكتور قال انهيار عصبي، وحاولت أنكر بعدها إنه اكتئاب بس وقعت ف معضلة: مش يمكن أنا بمر بحالة انكار بقالي فترة فبصمم إني كويسة وإنه كان مجرد يوم بايخ، ولّا يمكن أنا فعلا مكتئبة؟!... مش عارفة حقيقي أول مرة أوصل للمرحلة دي ومحصلش حاجة جديدة حصلت كانت تستدعي العفاريت اللي طلعت..أو كالعادة أنا مبحسش بالفراكشر بوينت بتاعتي ومبعرفش أفرمل نفسي وأقولها كفايه.

أنا مشفقة جدا على اللي حواليا واللي شافوني يوميها بالذات النهارده لما اتحسنت وبدأت أركز في التفاصيل اللي متكتبتش، فبحاول أعوضهم عن البهدلة بشويش وبضحك في وشهم أكن مفيش حاجة...وآسفة جدا لكل التزام كان مفروض اعمله وسيبته بسبب اللي حصل للسيشنز والشغل ومشروع التخرج والخروجات المتأجلة...وبحمد ربنا عشان طلعت م القرف ده بقعدات مطولة مع كلارا علمتها تنط فيها من فوق اقصر حاجز ممكن، وتقعد وتنام، وفشلت في اقناعها تبطل تجري ورايا في كل حتة وإن اللكلوك بتاعي مبيتاكلش بس فضل وعدل الحمد لله..الكلاب أحلى م البني آدمين.

وآه... النهارده واحنا راجعين من المستشفى دخلنا محل جبت مج لونه رمادي × بينك بيخليني أفرح كل ما أشوفه واقف في شموخ على المكتب...
الحمد لله يارب على النعم اللي عندي والشخص أو الاتنين اللي حسوا إني مش موجودة، وأمي اللي بتتعامل بفطرتها معايا وبتحبني بزيادة وبتدلعني.

...........

العنوان من قصيدة لمصطفى ابراهيم

.