8.12.15

لفي بينا يا دنيا..آي دونت جيف آ شت


أذكر وجهها، سارة، الفتاة التي أنقذتني من نوبة فزع أصابتني في إحدى محطات المترو، أذكر بكائي الهستيري وعدم قدرتي على التنفس، أذكر محاوطة يدها اليسرى لكتفي الأيسر واحتضاني وهي تُملي علي ما يجب فعله، والآخرون يحيطون بنا، أذكر هلع شاب من المشهد وأنني رغبت إخباره أنني على ما يرام، لحظتها أذكر جيدا عجز الكلمات عن الخروج لطمأنته.

أذكر الفتى الذي رآني إيثاكا خاصته، وحارب لأجلي... رآني كما لم أر نفسي حين كنت غارقة في بئر من الأسئلة، ومستنقع من الوَحشة.

أذكر السماء، النجوم، ورائحة الصمت والسكينة.

أذكر الصورة الأولى التي التقطها لي ولأصدقائي، وقراري بأنني أحبه دون كاميرته التي توترني أغلب الوقت وتشعرني بأنني مُراقبة وتحركاتي جميعها محسوبة...

أذكر حين كنت أخوض في الأشياء بقلبي، حين كان أي أمر عرضي يمس الكون يمسسني بشكلٍ شخصيّ مضحك...وبأنني لم أجد القوة التي أبتغيها في الواقع فلجأت للخيال.

أذكر المرة الأولى التي تخلصت من خوفي المباغت من الحقن بأنواعها لأن الألم كان فوق احتمالي، وأذكر حين صنف الطبيب الألم بأنه ورم وأثار فزعنا حتى قبل اكتمال التحاليل.

أذكر الفتى الذي أعجبني بشدة وأخبرته سرًا بأنني مريضة للغاية، وخاف أن يسأل ماذا بي تحديدًا حتى لا يتعلق بالزوال...ثم اختفى ولم أعد مريضة للغاية، ولم أعاود الحديث معه مجددًا.

أذكر حياتي كأنها حدث عابر، لا يحدث لي، أشاهده من الجانب وأنا ملتصقة بالحائط الأبعد للأحداث، في هذا الرُكن يسألني صديقي  لماذا أعتبر فيلم Bella المكسيكي من المفضلات على الإطلاق رغم أنه شاهده مرتين ولم يفهم! فأخبره بأنني آمنت معه -أعني الفيلم- بفكرة أن لا أكون مستعدة "لشيء" وغيري يحتاجه، فنتبادل الأدوار ويعتني هو بهذا "الشيء" حتى تعود الأمور لموقعها السليم فتنتهي حاجته واستعيد "شيئي" في سلام، كل هذا دون وجود جانب أناني في الأمر.

عدا أن هذا "الشيء" هو حياتي، وليس لدي من يعتني بها سواي.