2.12.15

عشان الحياة بقت صعبة...بنكتب.


الكاتالوج بتاعي مفيهوش شتايم عربي غير "ابن الكلب" و"يلعن أبوكو"، دلوقتي بقيت أمشي ف الشارع ألعن الناس اللي بيضايقوني. ألعنهم ف سري وبعدها أستعيذ بالله بصوت عالي - لمّا بفتكر حديث ليس المؤمن بلعّان- عشان احنا غلابة وإن كنا مش مؤمنين بتعريف الإيمان بس برضه مش عاوزين نخلل ف النار مع تريبل إتش وأمثاله...
كده حياتي بقت عبار عن اتنين سيناريو، السيناريو اللي بعيشه في دماغي بعد الحدث بثانيتين -  زي سيناريو شتمت فيه سواق التاكسي ونزلت مسكت طوبة من الأرض خبطت له بيها إزاز العربية اللي اتدشدش كله في ساعتها وأنا بصرخ وراه وبقوله "يا ابن الكلب يا حرامي"، والسيناريو التاني اللي حصل بجد وخرجت من التاكسي في امتعاض شديد متجاهلة ردوده كأنها مش موجهة ليا... من الآخر، الحياة هنا بقت صعبة اوي...

أول ما بدأت كتابة كنت بميل جدًا للكتابة الموزونة، المحطوطة ف قالب محدد، ده موضوع تصنيفه اجتماعي، ده أدب ساخر، ده شعر، دي قصة قصيرة، دي مذكرات...
لحد ما الدنيا جت عليا بالأوي يعني وبدأت أسجل هنا الحاجات المفزعة اللي مبقدرش أصرح بيها في يومي، عشان أفرغ خوف أو حزن وأوثق التفاصيل اللي بشوفها وبنساها، عشان أكتب عن الناس اللي مبقوش أشخاص في حياتي بس مرورهم نوّر حتة جوايا في يوم كنت فيه ف الدرك الأسفل من الكآبة...

الناس اللي عارفيني بدأوا يقروا أكتر فبقيت متحفظة أكتر، عشان عارفة اني لو كتبت عن فلان، هيشوف...هيزعل، هيتغير لما اقابله... مش هعرف اشرح له إن وجهة نظري عن الناس مش دايما صح ومش من العدل إنهم يثقوا ف كلامي ووجهة نظري كأنه قرآن، عادي يعني طلعوني غلطانة وهبقى سعيدة جدًا وانا غلطانة...اخذلوا توقعاتي بيكوا، وبناءا عليه هبطل أحس ناحيتكوا باللي حسيته وكتبته/فكرت أكتبه.

مع الوقت الكتابة اتحولت ومبقتش عاوزة أكتب غير عن حياتي؛ فيه مليون مكان بيكتب مقالات موزونة بس هنا المكان الوحيد اللي بيكتبني... أنا مؤمنة إننا مش صغيرين ف الكون، ومؤمنة إن كل حد يستحق حد يشوف تفاصيله ويحكيله عنها، محدش بيشوف نفسه... واحد صاحبي قال لي من فترة قريبة: أنت محتاجة تخرجي من نفسك ف يوم وتتفرجي عليها هتنبسطي وتضحكي وتكتبي عنك حلو اوي..

حتى حاليا في قراياتي بدأت أميل بشكل منحاز لكل الكتابات اللي عن أشخاص أو بتوَصّفهم كويس زي كتاب عبلة الرويني عن أمل دنقل أو رسايل غسان لغادة السمان، أو رسايل مي وجبران...كم الصدق والتأريخ والحقيقة والمشاعر الموجودة بتحسسك بالحياة...

بندو من يومين كان بيستفسر عن مشاريع الكتب المركونة ومش كاملة، وقلتله إني مبسوطة كده، بالكتابة عن الحاجات الصغيرة، مش عاوزة كتابة أدبية غزيرة أجمعها ف كتاب، أنا بس عاوزة أكتب كل يوم أو يومين لحد ما أموت بس... عشان الحياة هنا بقت صعبة، صعبة جدا.