18.12.15

بوست الـ 1055 كلمة



مفتتح:

نفعل ما يفعل السجناء، 
وما يفعل العاطلون عن العمل: 
نسخن ساندوتشين جبنه رومي ف المايكروييف 
ونتدفس ف السرير ونشتاقلك ياعم!


......................




الجزء الأول: احسب لي سرعة الأيام بطول العمر ع المدة مع ذكر 3 حاجات لطيفة النهارده

1- لبست طقم بحبه والجو كان حلو،؛ حتى لو منقدرش نقول عليه بنفس حلاوة ودلع عايدة الأيوبي وهي بتغني "من زمان".
وأنا داخلة الكلية قابلت ولد معرفوش ولا يعرفني، كان باصص ف موبايله بيقرا حاجة، فضل كده ثانيتين وهو ماشي في اتجاهي، أول ما خلّص قراية بص للسما وهو بيضحك، نزل راسه ناحيتي وقفشني وأنا متنحاله وبضحك على ضحكته .

2- قررت محضرش المحاضرة التانية وأقعد أقرا تحت عمارة، يمكن ألاقي حاجة تربطني بالمكان ده في آخر أيامي فيه. لاقيت ولد أعرفه معايا في القسم بيصور حلو، وعارفين بعض على خفيف، الولد عدى من جنبي وقعد في مكان قريب ناحية إيدي الشمال، مش قريب كفايا إننا نسمع بعض، بس قريب كفايا إننا نلمح بعض قاعدين. بشكل هادي جدا طلّع كتاب من الشنطة بعد ما قرر زيي غالبا ميحضرش وقعد يقرا...
ببص على يميني لاقيت على آخر البينش الخشب اللي قاعدة عليه ولد تاني معرفوش نهائي مطلع كتاب وبيقرا.
قابلت عفاف وحسام وكان أول سؤال ليهم في اليوم.... "ها...أروح أقول لأنهي واحد فيهم إني بحبه؟"

3- اليومين دول حسام  بيعرض خدماته - المتمثلة في العجلة الجديدة بتاعته - على كل أصحابنا. النهارده كانت أول مرة من زمان جدا آخد العجلة وأسوقها في الكلية كلها...كنت مبسوطة وأنا بلعب ومتزنة رغم اني بقالي سنين مسوقتش عجلة. أنا بحب الصديق حسام حتى لو هو فريندزووند وبحب عجلة حسام الجديدة واللي عمرها ما هيكون لها اسم عشان حسام أنضج من كده شويتين.
(تعديل: حسام سماها سمسمة نسبة لبسمة علاء صاحبتنا).


........................................



الجزء التاني: ليه بلاش نتكلم ف الماضي؟

أنا مبخفش من المشيان ف أي طريق لوحدي بالليل..مبخفش من الضلمة ولا التوهان في الشوارع ولا الأماكن الغريبة عني. ومبعرفش أنام ف النور .من الآخر لو البيت كله فاضي ومفيش غيري..اللي هيحصل كالتالي: هطفي النور، هنسى أقفل الباب كويس، هسيب البلكونة مفتوحة، وأنام مش فارق معايا حاجة.

مكنتش كده وأنا صغيرة، كنت بخاف جدا من النوم من غير سِهراية، ولما كانوا بيغلطوا ويقفلوا النور وأصحى بالليل لسبب ما فجأة، بيجيلي قدرة خارقة في الضلمة على مزج الكوابيس مع الأراجوز اللعبة -اللي كان متعلق ع الحيطة ادام السرير واللي حجمه أد كف إيدي بالظبط - وبشوفه بيكبر وبيهجم عليا، ولما شيلنا الأراجوز كنت بتخيل إن الطيور اللي بتتمشى بالليل في السما ديه عبارة عن خفافيش هتلحقني وأنا بقفل الشباك قبل النوم وتوقعني من الدور الرابع على جدور رقبتي أو أضعف الإيمان هتتسلى فيا كسناك ع السريع.

في الحالات دي، لما كنت بصرخ وأنا عندي كابوس كنت بصدق إن بابا هينقذني، هيلحقني بالظبط في اللحظة الأخيرة وييجي يشيلني من وسط الكابوس وينيمني جنبه هو وماما...
فلما كبرت شوية خيالاتي بقت بتبكر وسائل جديدة لتخويفي، وهي إن الوحوش اللي بتطلع لي هتوزع مكعبات اللعب كلها على أرضية الأوضة بالكامل اللي كانت بتعوّر بابا طول الوقت عشان يوقفوه من إنه يلحقني ويخلصني من إيديهم.

بعديها لما كبرت كفايا على إني أبطل أصرّخ م الكوابيس، وبعد ما رمينا الأراجوز تماما الحمد لله كنت بنام وأنا ضهري للباب... وفضل عندي شرط للنوم وهو إني أحط ورايا مخدة عشان - قال ايه - تحمي ضهري لما الأشرار اللي أبويا بيقبض عليهم يهربوا من السجن وييجوا ينتقموا منه في أكتر حد بيحبه ف العالم.

ده كان من 10 سنين فاتوا...حاليًا كل ده بيضّحك..
بطلت أخاف من إن حد يمنع عني حد بيحميني، ومن العفاريت المستخبية في الدباديب والعرايس، ومن أفلام الرعب، وبقيت بخاف من حاجات تانية..

بخاف اللي بحبهم ميشوفونيش أو ينسوني أو يمشوا أو يتأخروا عليا، بخاف أضيعني ف السكة، أو معرفش أنا موقعي ايه ف الحياة، بخاف أوجع حد بغباء بقى ومبعرفش اصلح الأمور دي، بخاف من الواقع.. الواقع مخيف فعلا ومبحبش اتكلم فيه، بخاف من العجز، وأحيانا قليلة بخاف من الموت ومن غضب ربنا لما أمي بتزعل وتخاصمني.
بخاف أضيع السنين اللي عندي فيها صحة وملحقش أقرا الكتب اللي نفسي فيها، ولا أسافر بره وأشوف الحاجات اللي نفسي أعدي عليها وأكتب أول إحساس هحسه هناك، وبخاف أشتغل شغلانة بكرهها، أو أسَقْط الحاجات المهمة، أو مبقاش إنسانة كويسة ف الآخر وهكذا...

بعد 10 سنين كمان مش هبقى خايفة من أغلب اللي خايفة منه النهارده، جايز ساعتها هكون أيقنت بتخطيط ربنا أكتر وإيماني زاد من تجارب تاني...وجايز أو أكيد هاكتسب خوف جديد.. ومش هلاقي حد يحميني ولا مخدة تسند ضهري..

عموما بقى أنا أكتر وقت بخاف فيه.. لما بكون مش خايفة، عشان بحس وقتها إني مبقاش عندي حاجة أخسرها...وأنا عندي كتير النهارده، كتير اوي.

.................................

خارج السياق:

" لكلّ أولئِك الذين أحبّونا و لمْ نُحبَّهم كما ينبغِي : سلامًا طيبًا و وردَة"

ومساءًا خاليًا من الألم الذي لم نتعمد افتعاله لقلوبكم الطيبة.


................

الجزء قبل الأخير: للSeniors في عامهم الأخير في الدراسة، أو المهتمين بمعرفة ما يدور في رؤسهم المرهقة.

أنا رضوى.. في رابعة هندسة اتصالات.. 
بما إني سينيور، فلازم أعمل مشروع تخرج في تخصصي، مشروع تخرجي متعلق بشبكات الموبايل، ولأسباب كتير منها إننا جامدين تنين طبعا، مشروعي بقى sponsored من فودافون، وده بيتطلب العديد من الزيارات لمقر ال facilities في الSmart village .
المكان المنظم، النضيف، اللي خلود بتقول عليه "يموع النفس" عشان احنا مهرجلين بالفطرة.

بشكل عام بقابل ناس هناك أعرفهم كل مرة بروحه، وده سبب كافي عشان أحس بالقرب والارتباط بالمكان، أو يمكن عشان مشوفتش اماكن كتير لسه.
من يومين كان عندي انترفيو HR هناك للشغل بعد التخرج...
في الانترفيو لما كريسين الاتش آر -الصعبة- سألتني سؤال تعريف نفسي في البداية، بعد سرد كل الانجازات الأكاديمية اللي تُلتينها ملوش تلاتين لازمة بالنسبالي بس قالولي بيحبوها، لاقتني بدون تجهيز بقولها آه وكمان أنا عندي جانب من حياتي اسمه "أنا مهندسة بس مش مضطرة أبقى روبوت" وسكت ثانية مستغربة من اللي قولته ده. في الثانية دي كانت أول مرة كريستين تضحك وتنتبه في انترفيو على حد قول اللي عملوا الانترفيو قبلي وبعدي.

من يوميها و بفكر أد ايه بكون سعيدة جدا وأنا بنجز وموازنة بين الحاجات اللي في حياتي، إحساس إنك عايش حياة مليانة...زي ما في كتاب the perks of being a wallflower ،تلاتة أصحاب كانوا قاعدين ف العربية، والراوي/البطل قالهم في لحظة I feel infinite فالاتنين اللي جمبيه بصوله وهزوا راسهم بابتسامة خفيفة ورجعوا تاني بصوا للطريق...

I swear at this moment i am infinite.



...................


الجزء الأخير: الاعترافات

أنا خايفة من الموت، خايفة من الكوابيس اللي بتجيلي، من شكل الحياة بره الحياة اللي أعرفها، من إني أحب ولد يطفيني، والولد الوحيد اللي مستعد يعمل كل حاجة عشاني من غير ما يقصد؛ هيطفيني.



..............

شكرا. مع السلامة.