6.11.15

مرسال قصير



عزيزي ميم../

أعلم أنك ستدرك تمامًا ما أقوله دون الحاجة لمرسال طويل... فالأشياء كما هي لا تفقد معانيها، أنا من أفقد معنى الأشياء - جميعها - مرة واحدة وبشكل مفاجيء.
أستعد للمقابلة الشخصية وأُجبَر على النظر تجاه ما فعلته بحياتي السابقة. أُعدد الأشياء ذات المغزى للآخرين ولا أرى أي منها جديرا بالذِكر أو التذكر على الأقل بالنسبة إليّ، أنظر نحو المستقبل فلا أجد أيضًا ما يثير شهيتي في الاستمرار وانتظار قدومه...لا شيء! أقف هنا معلقة بين الأرض والسماء على قدم واحدة أنتظر الوقوع في الهاوية أو مرور الوقت.
ربما هي حقيقة ؛ أن بعض الأشخاص لا يمتلكون موهبة الحياة على عكس بعض الآخرين، بعضهم يرون كل أعمالهم أوسمة مُعلقة على معاطفهم، رغم أنهم لم يرتكبوا نصف ما حققناه! ربما هؤلاء لا يقضوا ليالي يتساءلون عن جدوى حياتهم. ربما كانت المشكلة الحقيقة هي "نحن".

أنت الأقرب لروحي على الإطلاق يا صديقي، كنت أقرب حتى من الفتى الذي أحببته أنا وكرهته أنت حين رأيت مقدار تعاستي بسببه. كذلك الكتابة إليك بسلاسة فعل التنفس الذي لا يتطلب أي جهد...أنت الأقرب لأنك الأصدق، الصدق لا يُكتب يا ميم...مهما مرت الأيام من دون وجوده، سيظل حاضرا.
لذا يَسهُل عليّ إخبارك بأنني منذ عدة أيام وكل ما أفعله هو الاستمرار فيما يجب الاستمرار به، رغم أني لا أرغب سوى بأن أصرخ وأعتذر مرارًا عن كل الأخطاء التي تسببت بها، والأخرى التي ظن الآخرين أنني تسببت بها، والأخيرة التي لم أرتكبها أبدًا... لا أعلم عن أي ذنوب بالتحديد أرغب بالتوبة، ولكني أظل أعتذر وأعتذر دون توقف.

أعتذر لأن صديقتي يجب أن ينكسر قلبها رغم عنا..
لأنني لا أعلم كيف أهوّن مرض/ألم بسمة، أو حزنك أنت..
لأن القرب لعنة والمسافات لعنة أخرى.
لأنني كلما رأيته تظاهرت بأنه" عادي يعني"..واختلقت حديثا مع شخص آخر.
لأنني كلما رأيت شخصًا يشبهه توقفت في منتصف الجملة...
ولأن أغلب الناس يشبهونه.
لأنني لست جديرة بالمساعدة أو الحب أو القرب...
ولأنني عاجزة تماما عن السيطرة، ولا أعلم كيف ومتى أقدم قلبي قربانًا وأستهلكه بلا مقابل..

أعتذر منك ومنه ومن نفسي ومن العالم، الليلة والأمس وأوله...

تصبح على خير/ ملايكة يا ميم
راء.

...................

In my dream I apologize to everyone I meet.
Instead of introducing myself,
I apologize for not knowing why I am alive.
 I am sorry. I am sorry.
I apologize. In real life, oddly enough,
when I am fully awake and out and about,
if I catch someone’s eye,
I quickly look away.
 Perhaps this too is a form of apology.
- Claudia Rankine