11.10.15

مقصود لم يُنطق


اللي بيراقبوا كويس اللحظة والمكان عشان يحفظوه بيقعدوا ساكتين.. وأنا كنت ساكتة؛ عشان كده قدرت أشوف ذرات المايّه المتعلقة في الهوا، لما الموج في اسكندرية بيخبط بلوكات الحجارة تقوم شوية ذرات من البحر تهرب في الجو والهوا يزقها علينا واحنا قاعدين بنتفرج ع الغروب، فاحس بالنقط الخفيفة لامساني فاضحك وأطلع لساني أدوق طعم الملح على شفايفي، وأقرر بيني وبين نفسي التالي: اليوم لو مكنش فيه بس غير اللحظة دي، كان يستحق السفر 7 ساعات،لو بس هاقعد هناك ساعة مش بسمع حاجة غير صوت الموج وبشبع على أد ما أقدر من كل اللي هسيبه ورايا وأنا راجعة البيت. 

من ضمن كل صحابي في اسكندرية، كان نفسي يوميها أكلم عبد الرحمن وأقوله ييجي يقابلني، عبد الرحمن  ده تاني أكتر ولد كان نفسي يكون أخويا، أعرفه من سنة تقريبًا، أصغر مني وبيدرس نفس مجالي فبنعرف نتكلم ونقول ميتافورز ونشارك حاجات لطيفة اوي، وبدّعي إننا نعرف أجزاء شخصية مهمة عن حياة بعض..
حوارنا كان هيدور حوالين إن دي تقريبا دي أول مرة في حياتي مبقاش بسأل نفسي عن حد...أقصد مبشُكش بيني وبين روحي "هو بيحبني؟" زي ما أكون كده صحيت من النوم في يوم عارفة. جاست عارفة. وكل مساءلات صحابي -اللي ميعرفوهوش لسه- في سؤالي عن تفاصيل عنه مشككتنيش لحظة في الحقيقة دي. هو مقاليش إنه بيحبني بكلامه، ولا مرة، ومش هيقولها قريب. بس دي تقريبا أول مرة أقابل ولد بيعرف يقول إنه بيحب بالعمايل من غير ما يقولها..! يمكن ده أو أكيد ده اللي مخليني واثقة إنه بيحبني. اتس لايك هي جوت ماي باك.
شكرا إسكندرية المارية على هذا الاكتشاف السحري، الذي لا يعني أي شيء غير إني بكتشف حاجة جديدة في الحياة. وهي الناس اللي بيعرفوا يعملوا الحاجة اللي حسّوها حلو اوي.
وده اكتشاف بالنسبة لأمثالي اللي بيقيسوا الدنيا على نفسهم..
فأنا بعجز عن عمل الحاجات وأنا جوايا مشاعر متضاربة، وباخد خطوة يمين وراها خطوة شمال ترجعني لنقطة الصفر، ولأني مؤمنة بالحروف و بعرف أتكلم أحسن بكتير وأقول إني خايفة وجايز يجوز لمّا الكلام بيقصر وشي بيجيب ألوان وأحيانا بدبدب حتى عشان الدنيا مش زي ما بتخيلها، ولما بعجَز جدا جدا في أغلب الوقت بعبّر باللمس. واحتمال أعيط لما بيفيض بيا! ده اللي أنا بعمله، ده أنا بالظبط، فالمختلفين دول بيبقوا حاجة كده برنسة ف نفسها بالنسبالي.. بس هتفضل برده الكلمات واقفة في السكة بين مقصود لم ينطق، وده شيء مش هيعكنن علينا اليومين دول.

ولو وجب ذكر يوم امبارح فلازم نذكر إن فيه أيام كده لما بتخلص، بحس إحساس الهانجوفر، مش نفس الأعراض أكيد عشان مجربتش الهانجوفر الحقيقي يعني!
بس حاجة زي إن كل خلية في جسمي بتصرخ من الوجع، كل حركة تعتبر معاناة وعذاب.. مش قادرة ألِم شعري لسبب مش فاهماه، ولو هخرج -لسبب طاريء- مش هحط ذرة مكياج،وهلبس أسرع حاجة عندي، بكون رامية الموبايل، مش عاوزة أكلم حد، وجعانة طول اليوم.
ديه أعراض اليوم النهارده بالنسبالي، بالإضافة لصباعي الطويل في إيدي اليمين اللي وارم وأزرق من لعب السلة امبارح. ببص على إيدي الشمال كل شوية فالاقي الانسيال الفضة اللي دعاء جابتهولي آخر مرة اتقابلنا، والشريطة الزرقا بتاعت IEEE ،وبقرر مقلعهمش دلوقتي خالص..أنا مش متأكدة ان اليوم كان حلو، بس أثره طيب رغم االوجع الجسدي...يبقى هعوز ايه أكتر !

.