7.10.15

وكفايا قلبي أنا مسلّم



صباح الخير...

الإجازات من أطيب الأحداث اللي بتحصل للمكافحين والمطحونين، أيام عظيمة والله، مبكونش مضطرة أدور فيها على لِبس عملي في الدولاب عشان يقَضِّي معايا طول اليوم مع مراعاة إني بحب أفرك وأمشي كتير، مبضطرش أصحى الساعة ستة ونص أو أشيل شنطة تقيلة، أو أقابل وشوش مكشرة ع الصبح، ولو فكرت أنزل أروح أي مكان الدنيا مش هتكون زحمة..كل المميزات دي نضيف عليها إن النهارده بالتحديد الجو عظيم من الفجر.

في يوم الإجازة بصحى من غير ما ألِّم شعري المفكوك، أبدأ جولة "صباح الخير يا أشيائي" فاقول لـ اللوحة بتاعتي، والمكتبة والأباجورة والهدوم المرمية، وعلبة البرينجلز الفاضية، والمكتب والستارة والهاندفري والورد، "صباح الخير يا ...(متبوعة باسم الشيء وآخره ياء الملكية)" ، وبعدين باقعد على السرير وأبص على كتفي اليمين وأقول للملاك اللي بيكتب لي الحاجات الحلوة "صباح الخير.. كل إجازة وأنت مرتاح"، وبتجاهل ملاك الكتف الشمال اللي هيوديني ف ستين داهية ولو رايقة أوي في نفسي بقوله "ناخد بالنا كده من بعض أقل ونعدي شوية حاجات مش مقصودة النهارده".
وطبعا ده روتين بحمد ربنا إن محدش بيشوفه ولا بيتخيله عني في أرض الواقع.

ثم تيجي مرحلة أنا صحيت بس مش قادرة أقوم من السرير فنبحلق في السقف ونفكر النهارده ايه وهنعمل ايه...
افتكرت فيلم "ميكروفون"...كان فيه مشهد بيتكرر بين خالد أبو النجا ومنة شلبي،
في جملة من المشاهد دي خالد كان بيكلم منة -أو هدير في الفيلم- وبيقولها إن "بعد شوية تجارب فشل الواحد بيتعود يعيش حياته بشوية زعل كده مكملين معاه على طول..."
ردت وقالت له "بيتعلم ازاي يعيش لوحده ويكمل بشوية الزعل دول.."

ما بين كل المقولات اللي بتقول لنا منندمش على الحاجات اللي عملناها والمفروض نندم أكتر على اللي معملناهوش، محدش قالنا إننا بندفع تمن أو بنشيل حبة حزن في السكة بسبب اللي عملناه... ده التُقل اللي بنسميه growing up، ومن رأيي هي الحاجة اللي بتخلينا نِركَز على وضعنا ونزهد في الحاجات شوية...فلما نيجي نقع في الحب مثلا بعدها، نقع بشياكة واحنا واقفين...
يعني الزعل مبيخلصش من الآخر، بس يمكن بيخف لدرجة إننا مبناخدش بالنا منه في اللحظة نفسها.

امبارح مثلا واحنا واقفين نتخانق ادام الكاشير على حاجة عبيطة، كان فيه واحدة ست في الأربعينات واقفة ادامنا بتدفع حسابها وسامعة بالتبعية كل اللي بيتقال ما بيننا، آخر جملة قلتها له عشان أحسم الموضوع كانت تافهة جدا وواضح كده إنها بتضَّحك، فلاقيتها بصت لنا وضحكت لي جدًا وهي بتاخد الكريدت كارد من الكاشير، فضحكتلها، مكنتش عارفة هي بتقول ايه في عقلها، بس في اللحظة دي اكتشفت إني بحبنا! أو جايز بحب علاقتنا، وإني مش زعلانة نهائيًا من حاجة ولا من حد ومش بأوفر ثينك؛ عشان واحنا مبسوطين مبنسألش نفسنا ومبنعقدش الأمور...كل الحكاية إني كنت في مكان عاوزاه مع شخص بتونس بيه وبعمل حاجة حلوة لواحدة صاحبتي في نفس الوقت. مفيش حاجة في الدنيا ممكن تمشي غلط كنت واقعة تمامًا في حب الكوكب وممتنة للصحبة. وده مهم لما بنفضل فترة طويلة مش كويسين معنويًا.

آخر حاجة جات في بالي وأنا في مرحلة البحلقة، إن النهارده 6 أكتوبر، وده مش مهم عندي غير إن من سنتين بالليل الساعة 10 هيجيلنا خبر موت عبد الرحمن، في لحظة التذكر كل الأحداث هترجع في عقلي أكني بشوف فيلم أبيض وأسود صامت، مع إني هشوف الجاكت بتاع روان بيج جدا في ذكريات يوم صلاة الجنازة..
أنا فاكرة كل حاجة بالتفصيل في عقلي، بس مش متأكدة لو ديه كانت الحقيقة، زي ما منة شلبي كانت بتقول في الفيلم برضه لما قالت لخالد ما معناه : بعد كام سنة لما تفتكر المشهد جايز متفتكرش ايه اتقال قبل ايه ومين بدأ الكلام وعقلك هيغير في المحادثة ويشيل ويزود حاجات...وده مش هيبقى مهم نهائي وقتها.

أنا ممكن جدًا أكون نسيت بس مش فاكرة نسياني فده هوّن عليا الأحداث، وبتخيل إنه يمكن التخطي ميكونش خيانة للي مشيوا في الأول والآخر...ولو إني عمري ما هعرف إن كانت دي حقيقة.

يرحم روحك يا عبد الرحمن...ويصبر حبايبك اللي لسه موجوعين.

.