12.6.15

بشكل ما..كلام مش مهم



الحكاية كلها عاملة..زي إن دماغك فيها الكلام الكتير اوي ده، وكل ما تقف ادام الصفحة البيضا تتنح..وتنسى كل حاجة.. رايترز بلوك هايلة.
يعني أنا مثلًا قبل ما آجي هنا كنت عاوزة أقول حاجات محددة، زي إني زعلانة شويتين من الدنيا اليومين دول على مضض، يعني مش بصارح نفسي بكده، وهي عمالة ترزع فيا بحاجات أقدر أتكلم عنها وحاجات لأ، خلينا نقول اللي نقدر نتكلم عنه بدأ من كام يوم من ساعة خبطي لصباعي الصغير ولحد وقوع مكتبتي كلها ع الارض وعلى مضرب التنس بالتحديد اللي مش عارفة اتكسر ولا لأ؛ لأني مش قادرة اشيل المكتبة وبالكاد خرّجت الكتب اللي فيها بعد ما اتجرحت مرتين ع الأقل ف دراعي.
وأنا بطلَّع الكتب كنت بمسك كتب قريتها من 4 سنين أو أكتر، بفتحها بشكل عشوائي وأقرا حاجة من النص واكتشف إني كنت بحب النَص ده اوي أو الكتاب ده بوجه عام، بس عمري ما رجعت أقراه.
مرجعتش اقرا تاني غير كتب معدودة زي eat pray love ، وسبتمبر لـ أمنية الخياط، وكتب المدونين بتاعت نرمين نزار وكتاب ريتا خوري ورحاب بسام وغادة محمود وحاجات تانية قليلة جدا، رغم إني طول الوقت برجع لأجزاء معينة من كتب بتنط في دماغي فجأة.
كلمت بالصدفة الولد الحلو بعد واقعة المكتبة المدشدشة وكنت بقول له إني عمري ما فكرت أقرا الكتب الحلوة تاني ومش هعمل ده حاليا عشان ببساطة بفضّل أخلص ال to read list  بدل ما أقضي الوقت ده مع كتب عدت عليا مرة زمان.
قال لي إن ده منطقي جدًا بالنسباله! احنا دلوقتي في أوائل العشرينات كل اللي مفروض نعمله إننا نشوف أكبر قدر ممكن من كل حاجة، حاجات منها هتعجبنا وحاجات لأ، بعد كده لما نكبر ونرستق نفسنا وشغفنا يقل بالجديد، على بدايات التلاتينات كده، نرجع للكتب اللي حبيناها كمان مرة، ونطَلَّع الكتب اللي قريناها ومحبينهاش عشان منضيعش وقت تاني فيها. الأمر نفسه مع الأفلام.
باختصار، احنا لازم نبدأ نعمل ليستة بالحاجات اللي هتفضل معانا للتلاتين.
....

بشكل شبهي زمان، مبقاش ليا نفس في أي حاجة، وزهدت في التواصل الاجتماعي والواقعي، غير مع 6 أشخاص بالتمام ولو استثنينا مروة وسوو وهند عشان مانعنا عن بعض الشديد القوي، هيتبقى 3 أشخاص صحابي من الكلية، مش فكرة بحبهم -لأني فعلا بحبهم- على أد ما هم بيسندوني، وموجودين الفترة دي، وأنا بحتاج وجود ناس في الأوقات العصيبة، وبحس اللي بينسحبوا بشويش وكأني مش واخدة بالي بيخونوني بشكل أو بآخر، ومبعرفش بعديها أبقى عادي معاهم أو أبص لهم في عينيهم...قريت لمايكل عادل حاجة معناها اللي يبعدك عنه خطوة أبعد قصادها خطوتين.. بصيت له كده وقلتله يمكن عندك حق أو يمكن ده اللي مفروض يتعمل مع شوية ناس واخدينا فور جرانتد ومش بيقدمولنا أي دعم.

الحقيقة إن الأشخاص الستة دول باقيين عشان لسه بيوصِلوني حتى وأنا فاقدة الرغبة في الوجود، حتى وأنا كل اللي نفسي فيه إني أقعد على الكنبة في الصالة وأقرا لهاروكي موراكامي أو واسيني الأعرج ويجوز في الحالات دي برضه بثينة العيسى.
بس. فعلًا، ده كل طموحي في الحياة اليومين دول.

....

بشكل مفرح، هبقى عمتو كمان 4 شهور. لما أخت ميم جابت بيبي من فترة قريبة كنت مذهولة من الصورة اللي ميم حطها، كنت مذهولة زيه بالظبط تقريبا مع إني مشوفتش الطفل ده! هو الولاد دول بجد يعني؟ وبييجوا بحق وحقيقي وعندهم كف ورجلين صغيرين وبشرتهم ناعمة كده؟ مش فاكرة آخر طفل صغير شوفته كان أمتى، بس من فترة طويلة جدًا لدرجة إني اتفاجئت، ومش متخيلة برضه هيكون إحساسي ايه لما ال 4 شهور يعدّوا، هبقى بضَحك أوي ساعتها ده أكيد!


....

بشكل محزن، لازم الأوقات اللي بنحبها تخلص، قبل ما أفكر أكتب كنت بتمشى ف الشقة لما اكتشفت إن أهلي مسافرين وإني لوحدي اليومين دول -  يالسعادة يعني! - وبصيت لنفسي وأنا بغسل إيدي في المراية المنغبشة في الحمام، شكل الكحل السايح كان بائس، زيادة عن اللزوم، ولاقتني بقول لنفسي وانا هفتح سارينة العياط يوه بقى! أنا مش عاوزة الحاجات تخلص. مش عاوزة التيرم ده يخلص، هل كان ممكن أتخيل من شهر ونص وأنا محشورة وسط 13 مشروع أغلبهم اتسلم آخر شهر إني كمان حبة هزعل عشان التيرم بيخلص وإني مش هقعد متأخر في الكلية، ولا هسهر أخلص مشاريع وأقوم بدري أجري ورا محاضرات؟
أنا موقنة إني بحب المخروبة، بحب مرمطتها والمذاكرة والمشاريع والعياط والدبدبة من وقت للتاني لما حاجة تبوظ وتخرج بره التايم بلان، وليلة"خمر ونساء" لما بسلم مشروع في ميعاده، وبحب الدوشة، وشامي اللي هيتخرج خلاص!، ولبنى معيدة عِمارة وكل صحابنا المعيدين في القسم..
طبيعتي لمّا بحب أشخاص بتعلق بيهم بشكل كبير وبسأل نفسي في كل مرة ليه هما مضطرين يروّحوا ويسيبوني!
طلعت برضه بتعلق بالأماكن وبالوقت حتى لو الموضوع مش متعلق بأشخاص نهائي، أو بشكل مباشر عشان نبقى واقعيين.


....


بشكل أكتر حزنًا...العشرينات أكتر فترة هنعرف فيها ناس وهيمشوا، أكتر علاقات مش ثابتة، وأكتر وقت بنخبط فيه ومبنكونش عارفين احنا مين وعاوزين ايه، وكل ده ميزعلش نهائي ! بس محتاجة أوثقه عشان ميحصلش معايا زي ما واحد ف كمبيوتر كان بيسألني سؤال الكترونكس وقلتله الصورة الكاملة للحل ولاقيتني ناسية التفاصيل.. التفاصيل ساعات بتكون أهم.

....

بشكل أكتر وأكتر حزنًا...أنا مطفية بس كويسة.

.