23.5.15

تفريغ شحنات ف الأرض



-1-

صحيان الصبح بحلم تقيل، المكالمات الغير متوقعة بالمرة ، المقابلات المؤسفة عشان ناس عاوزين يستخدموك كـ كوبري لسد فجوة عندهم، الناس قلالات الذوق ع الصبح، اللي بيضايقوا البنات في الشارع، اللي مبيسموش الحاجات بأساميها.
انعدام فايدة نص اللي بنعمله وتضييع عمرنا في علم مش هنفيد ولا نستفيد بيه عشان مبنحبوش، الحاجات اللي بنحبها بس مش هتنفع تأكلنا عيش، الحاجات اللي محتاجين نتعلمها من الأول عشان تأكلنا عيش ونعملها بحب.
الفراغ والتوهة والناس اللي بتسابق...الكرامبات اللي بتيجي تمنعك م المشي في وسط السبق، الناس اللي بينسونا وسط الزحمة، الخوف ثم الخوف، الإدراك، الجناحات المقصوصة، المُبتذلين، اللي بيعاملوك أكنك بايت في حضنهم امبارح، اللي مبيسمعوش، وإن سمعوا مبيفهموش، اللي مبيمشوش ورا شغفهم، اللي مبيحاولوش عشان غيرهم، اللي بيعاملوا الناس كأنهم "مشاريع" ...
الحياة من غير ناس تطبطب، وناس تسمع، وناس تحس. التفكير في بكرة. التفكير في امبارح. الشاور جيل لما بيخلص، الزحمة، الغباء البشري، الخوف كمان مرة .

سارة قالت الأحبّة غير السّند .. السّند حاجة تانية - حاجة تانية خالص .
وأحمد أكد عليا قبل ما أنام إن كل حب يتعلق بسبب يزول بزوال السبب؛ لأن الحب لا ينفع بسبب.. لأنه هو نفسه سبب الوجود.
لو فيه سبب يوم من الايام هيزول ...
الحبيب حبيب حتي لو منع أو بِعِد أو غاب.

الأحبة غير السند، والسند هو اللي باقي...والحبايب بيمشوا لو وجودهم كان ليه سبب من الأول مش عشان بيحبوا فعليًا. والعالم بائس اوي عشان اللي بنحبهم مش سند، ويخربيت كده!

........................

-2-

من مدة كنت بلعب تنس مع أحمد يحيى وأوز..تالت يوم لعب تقريبا في الأسبوع، لعبنا ساعتين، أول ربع ساعة منهم كانت عظيمة جدًا والباقي كنا بنرزّع ف الكور.

اتضايقت بعد ما خلصنا وقعدت مبلمة بتفرج على الناس في الملعب التاني فيحيى جيه قعد جمبي وقال لي "مالك يا بتاعة؟" - بغض النظر عن بتاعة، دي طريقة أحمد في التعبير عن حبه واهتمامه بصحابه وهنتجاوزها-
قلتله إني متضايقة عشان مفروض نكون بنلعب حلو. أحمد بص لي وقال لي: " رضوى...متقسيش على نفسك، احنا بقالنا كام يوم بننزل نلعب بشكل متواصل، وأنتِ مش حاسة دلوقتي إن عضلاتك بتصرخ، لمّا تروّحي هتشوفي".

بعديها فضلت 4 أيام بتحرك بالعافية من الوجع اللي في جسمي وعضلاتي، وأكتشفت إننا فعلا كنا كويسين، بس جسمنا كان جايب آخره واحنا-أو أنا- مش واخدين بالنا نهائي في اللحظة نفسها.

افتكرت الموقف ده عشان النهارده جسمي هلكان، ومش عارفة أذاكر كويس ولا أنجز حلو والمسكنات بالكاد شغالة معايا، في الوقت ده بضغط على نفسي عشان المشاريع اللي لسه مخلصتش والفاينالز اللي ع الأبواب، ومش قادرة أميز حقيقي هل مفروض أتضايق وأعتبر ده دلع؟ ولا أنا فعلا محتاجة أراعيني ومهتمش باللي أي حد ممكن يقوله!

النهارده كنت محتاجة حد من أصحابي الطيبين يجيلي البيت ويقعد جمبي كده بشويش ويمسك ورقة وقلم ويعمل معايا أي حاجة من اللي ورايا، زي مثلا مشروع الكمبيوتر اللي باقي، ويبدأ معايا من الصفر: "رضوى.. دي اسمها tree بنستعملها ف الكمبيوتر والبرمجة.. زي الشجرة اللي قدام بيتك دي...لها جذر وأورق.. بسيطة دي مش كده؟!"

كنت هبتسم ابتسامة بلهاء وحتى لو دخلنا في فورير ترانسيفورم بعديها مش هحس إن الكلام صعب...
ومكنتش هقعد أسأل نفسي دلوقتي.. ليه يا فالحة مبتعرفيش تطلبي مساعدة من حد؟ ، فأرد عليا: "عشان اللي بحبهم بيخذلوني طول الوقت ومبيفهوش إني لما بطلب فعلا، بكون محتاجة".

......................

-3-

ضمن الفيديوهات اللي بحبها، لاقيت الفيديو ده هنا..

من فيلم هاري بوتر ده المشهد اللي هيرمايني كانت قاعدة فيه حزينة بعد ما رون سابهم في نص السكة ومشي... فهاري حاول يرفع معنوياتها ومد لها ايده ورقصوا.
بحب المشهد ده بكل تفاصيله، من أول عينين هيرمايني الحزينة، مرورًا بهاري لمّا  بيشيل عنها السلسة اللي بتسبب تُقل قلبها وبتضاعف الأحاسيس السيئة وتخلق أحاسيس أسوأ. بحس بهمودها وهي مش عاوزة تقوم تتحرك بس بتسمع كلام صاحبها بدون شروط..
وبعدين تبدأ تخرج من المود وتتفاعل وتضحك...
على قدر ضيقها على قدر ابتهاجها وهي بترقص معاه وابتسامتها وعبطهم ثم هدوءها ...اللحظة ديه بتيجي في النص قبل ما تفتكر سوء الوضع وتبعد عن هاري وتقعد تاني لوحدها.

.......................

-4-

خلاصة اليوم: أنا محتاجة أشوف هند بغباء، وأروح لدكتور تاني عشان يشوف مشكلتي الجديدة، ومحتاجة أقرا وأكتب عن الحاجات اللي بحبها، وأعمل حاجة جديدة، محتاجة أنشر اللي بكتبه وبكسل أنقله وأنسقه عشان أحطه هنا، ومحتاجة أعيط شوية، أو أدبدب، ومحتاجة أتعلم أتعصب بشكل أقل من الأفعال المستفزة، آفتر أوول بدّعي أني مش محتاجة ناس، محتاجة كُتب وكلام هادي وامتحانات مبتخضنيش، وأحلام مش مفزعة. بس أنا بحب الناس-آفتر آفتر اوول- فمش عارفة أنا عاوزة ايه دلوقتي.

لأ عارفة تقريبا.. أنا محتاجة آيس كوفي بالكراميل من كوستا شارع مصدق...وسيزار سالاد وحد يعمل لي حاجة حلوة من غير ما يعرف إني عاوزة حاجة حلوة.

.