28.4.15

ساعات اتوه مرات، ألقى القمر هدا




- أنا مطفية جدًا وعقلي هلكان من كل الحاجات...ومش قادرة أفكر ولا أشوف ولا أحس بالحاجات زي الأول...دي علامة مش مريحة في التوقيت ده، بس مُتوقعة من قلة النوم وقلة الأنشطة الحلوة والخروجات اللي بترد الروح.

-معنديش حد واحد بالتحديد بشاركه تفاصيل الرحلة، وبطلت أقول رأيي للناس غير لما يطلبوه، ومبقتش بقعد في أي مكان بحس إني مش مهتمة بوجودي فيه أو إني خلاص خلصت..مش عاوزة أكتر من كده، فبتسحب بشويش وأهرب من غير ما حد يلاحظ.

- بقى عندي هواية جديدة، إني أخرج من نص المحاضرات المملة والسكاشن وأقعد على السلم الواصل بين الدور الأول والتاني في  القسم بتاعي وأكتب..بسرق الكام لحظة اللي في الكون في المحاضرات المملة، مفيش لحظة تانية ببقى فيها لوحدي في اليوم، الصبح دراسة بعد الضهر مواصلات أو مشاوير في السريع مع حد، وبالليل أونلاين ميتنجس للمشاريع.
النهارده زوّدت هواية تانية وهي، إني أروح على ميعاد السكشن التاني فافكسله عشان أقعد أخلص الرواية اللي باقيلي فيها خمسين صفحة بس.
وأنا بقرا كنت تحت مبنى عمارة بهرب من الشمس، لاقيت دكاترة القسم بتوع الإلكترونكس كلهم واقفين مع رئيس القسم، شكلهم كان حلو جدًا، كان نفسي اقف في النص أتصنت عليهم أشوفهم بيقولوا ايه برّه نطاق قاعات المحاضرات وعايشين ازاي حياة طبيعية وفي حياتهم كَم الترانزيستورز والديريفيشنز العظيمة اللي بيدوهالنا دي!
واجهت امبارح صعوبة عشان اكتشفت إن دكتور الكمبيوتر مركب بريسيز، ده معناه إنه بيروح لدكتور الأسنان زينا!فعلا!
أنا عبيطة جدًا...خدت فترة مش صغيرة عشان أكتشف ان المعيدين أصحابنا عادي، لحد ما دفعة 14 اتخرجت ولاقيت إنهم فعلا صحابنا! ومنهم مدونين كمان بيكتبوا وشاطرين فبقوا معيدين أو بيألشوا ويفضحونا على تويتر. ولسه بعد 3 سنين في القسم بستوعب ان الدكاترة ممكن يكونوا طبيعيين زينا عادي! سبحان الله يعني.


- ساعات بحسد الناس اللي عندهم إخوات. أخويا مكنش أخويا أوي، كنت أنا اللي بشيل المسئولية رغم إني الصغيرة وأنا اللي باخد الدوافع عشان أعمل الحاجات حتى لو احنا الاتنين عاوزينها، أنا اللي بروح لعمو بتاع الآيس كريم في المصيف وأجيب لنا فريسكا أو بروح أجيب دراعات الأتاري لما القديمة تبوظ، عمري ما اتضايقت من المسئولية نهائي. 
بابا بيقول لي إن أخويا كان بيغير مني عشان أشطر منه، مع إنه كان أذكى مني وأنصح لما كبرنا. بس أنا مصدقة إننا مكناش اخوات اوي لأننا مش شبه بعض بالمرة، كنت عود الدرة الوحيد وسط غيط الكمون، محدش شبهي في العيلتين غير بنت خالي اللي في نفس عمر أخويا. قبل ما تشتغل كنا دايمًا بنبدل الكُتب ونضحك حبة ونتفرج على فيلم سوا مثلا وكل واحد بيروح بيته عشان لازم نروّح وعشان عندها شُغل الصبح بدري.
أوقات كتير ببص على خلود وياسمين، أو عفاف وإخواتها، أو رنيم وهند وآلاء... وبعدين بكتشف إن فايتني كتير في الحياة.
لما هند بتقول لي إنها رغم تعبها فضلت تعمل حاجات لآلاء وتظبط لها لبسها قبل ما تسافر، وتصور لها تشكيلات الهدوم والطُرح بتاعتها وإيه يليق على إيه لأن آلاء مش شطورة اوي في الألوان...أو إن هند لما بتكسل تنزل المكتبة تجيب حاجات للرسم بتتحايل على روني وينزلوا سوا...
كل ده بيبقى نفسي فيه، بس جايز بنسى إني نفسي فيه عشان اتعودت أبقى لوحدي...أنا مش متضايقة إني لوحدي بس كان هيبقى ألطف، وجايز أخف على قلبي لو كان عندي أخوات ما بينا نُقط وصل.

وقت ما بابا وماما وعمتو سافروا السنادي وسابوني أنا ونور-بنت عمتي الصغيرة- لوحدنا أسبوعين عرفت اللي بيحصل بين الأخوات، بين إني ببذل كل جهدي عشان آخد بالي منها ومزعلهاش، ومع ذلك بنتخانق ولمّا بنتخانق عشان خرجت بدون ما تبلغني وتيجي بالليل تلاقيني مرمية ع الكنبة م التعب فاتحة اللابتوب غضبانة منها وبشوف فيلم أو فاتحة التليفزيون بتفرج على ناشيونال جيوجرافيك، فتقولي "اتاخري كده" وتتحشر جمبي على الكنبة الضيقة، وبعدين تضحك وتقول لي" يللا بقى يا ستي أنا هعشيكي النهارده بدل ما أنتي هفتانة ورفيعة كده...أنا هعملك إندومي"
ونموت من الضحك في اللحظة دي لأن نور بتعمل اندومي ربنا ما يكتبها على عدو ولا حبيب والله...

- أوقات تانية بيبقى نفسي يكون عندي بنت صغيرة أو ولد صغير...
لو بنت كنت قايلة إني هسميها إسكندرية وهحكيلها عن ميم وميرا أوي...وبعدين قلت في تدوينة قديمة إني عاوزة أسميها إسكندرية عشان أقول للناس "أنا هروح اودي اسكندرية المدرسة"، أو "أنا نيمت اسكندرية من المغرب النهارده" أو "أنا عملت تسريحة جديدة لإسكندرية"..وهكذا بقى.
وبعدين فكرت إني عاوزة أتبنى ولد صغير، بشرط يكون شبه بنداري، وهسميه "بيندي الصغير"...لعله يبقى تلقائي وطيب ويتحط ع الجرح يطيب وبيضحكني من غير مجهود، وبيقعد معايا حتى لو عقولنا خاوية ومفيهاش كلام... زي بنداري الكبير بالظبط.

- قال عُمر:" لـ أقولنّ شيئاً يُضحك النبي"
علق ابن حجر :"المرء اذا رأى صاحبه مهموما، استحب له أن يُحدثه بما يزيل همه ويطيب نفسه" .

- مبقاش عندي طاقة أسمع ناس وأنا مش قادرة آخد نَفسي، I can't handle complicated relationships at this part of my life ,وحقي تمامًا أقول لأ وأسد وداني ومردش على المكالمات اللي مش عاوزة أرد عليها، معنديش وقت أفكر أو أقف أو أنهار أو أحس بالذنب أو أعالج بيوت أساسها شبعان رطوبة.

- لمّا شخص ما أعرفه كلمني امبارح بعد تسليم المشروع وقال لي يللا نتكلم كلام كبار، وسألني بعديها : تفتكري أنتِ ممكن تكوني عارفة عني حاجات كتير عشان تكتبي عني؟
سؤاله كان منطقي لأننا منعرفش بعض في العُمق، وأنا دايمًا بكتب لما بوصل لعمق معين، ولأني خدت قرار إني مقربش من حد بالدرجة اللي تئذيه، فردي المنطقي كان إنه مش عارف أنا بكتب إزاي أو عن ايه...
بس فعلًا لو في يوم كتبت عنه، هكتب أول حاجة عن البيرفيوم بتاعه اللي معرفش حد غيره بيستخدمه. حبيته جدًا من أول مرة حضرت قريب منه محاضرة الإلكترونكس...مش عارفة ممكن أكتب ايه عنه تاني...بس لو فكرت هلاقي كتير. الناس حلوين والله، بس لو شافوا اللي بشوفه.

- كنت فاكرة إن هاني أمين هيوحشني أكتر من كده، بس حاساه موجود لسه، مراحش الجيش ولا بيقف طوابير أد كده ولا بيسخف ع الناس ويعلي صوته وهو بيحاول يثبت وجهة نظره ولا بيضحك ولا وشه بيحمر مش الشمس، ولا شيء...كأنه قاعد في بيتهم وبكرة هيكلمني ع العصرية كده نتفاوض ياترى هاخد لقب أخته خلاص ويعرفني على باباه وجده اللي بيكتبوا ولا لسه مصمم إني بنته ومعنديش بريفيليدج إني أقعد معاهم؟!

- عاوزة أقول لنداء البنت اللي بقينا صحاب على الفيسبوك وبقيت أقرالها كتير، ولجيلان البنت بتاعت تمبلر إنهم حلوين بزيادة، وإني بحبهم...

-أنا برغي في كل حتة دلوقتي عشان مش قادرة أقول السطرين أوالعشرة الجايين...
شوفت حُسام النهارده وكان شايل هم الدنيا عشان التخصص والتخرج والمشروع...ونسيت إني كنت في نفس الهم الأسابيع اللي فاتت ..أنا لسه مش متأكدة أنا عاوزة أبقى ايه وقلبي مقبوض من القرارات الغلط، بس النهارده في لحظة وأنا ماشية كان فيه سِلمة مشوفتهاش والسيراميك كان براح ادامي وللحظة كنت هقع وعلى أقل تقدير هتكِسر..بس اتسندت على آخر ثانية وفكرت.. لو ربنا بقاله 22 سنة بيحميني من السلالم اللي مبشوفهاش وفيش الكهربا الملمسة والعربيات اللي بتكسر عليا فجأة، والانهيار المفاجيء في الضغط، والأمراض الكبيرة، والأحزان المبهوقة، والأحلام المُهلكة...فانا معنديش أي سبب يخليني أقلق للحظة من اللي هختاره. مش نهاية العالم ، خصوصا إني عارفة إني لو عاوزة أشتغل وأكسب فلوس هعرف أعمل ده زي ما عملته ومن قبل ما أتخرج حتى، دلوقتي مفروض أدور على اللي بحبه وده مش مفروض يبقى مُخيف أوي كده...
المهم مبقاش مهتمة أحط حياتي في قالب تاني عشان غيري يفرح وأموت بحسرتي. المهم مديش وداني لحد وأقرر بكامل وعيي عشان دي الحالة الوحيدة اللي هندم فيها.

- أنا جبت زرعة صغيّرة لونها بنفسجي، عشان فكرتني بتساؤل "ليه يا بنفسج؟" والكارت اللي اتسرق مع المحفظة القديمة. وجبت جزمة عليها ورد حلوة، ومعرفتش أروح حفلة سعاد ماسي في إسكندرية عشان التذاكر كانت خلصانة بعد م الإيفنت نزل بيومين أو 3 بالكتير. وبدل ما أروح الجمعة إسكندرية غيرت خطتي ووقعت في حب الإسماعيلية، المدينة الهادية المحندقة اللي فيها صناديق للزبالة في الشوارع عادي يعني! والناس فيها روحهم هادية وبيحبوا الأغراب، وهنا اتأكدت إن الأماكن بتفرق في روح ناسها، القاهرة هتفضل رغم مركزيتها المكان الأسوأ في مصر بتأثيره على أرواح اللي عايشين فيها. بس ولو..القاهرة حلوة جدا وهي فاضية الصبح اوي أو بالليل.

- مكنتش متخيلة إن اللي بعرفهم لسه بيقروا هنا، لحد ما خلود بعتت امبارح تقول لي أنتِ مبتكتبيش ليه؟ كل يوم أدخل المدونة عشان ألاقي حاجة جديدة، فمش بلاقي ، وبعدين بشتمك في سري وأدخل انام. وعفاف في مرة كنت قاعدة على لابتوبها بنشتغل على مشروع وفتحت البراوزر فلاقيت عندها فولدر اسمه"مدونات جميلة".. فضولي جابني افتحه فلاقيت بلوج وحيدة عندها في الفولدر ألا وهي بتاعتي. هبة ومنار، قالولي إنهم عاملين سابسكرايب ع الميل ولما بكتب حاجة جديدة بتتبعت لهم اتوماتيك..فابتسمت جدا. 

زمان كنت بتضايق لما حد أعرفه بيسأل ع البلوج أو بيدور عليها، بل ووصلت بيا البجاحة اني عملت بلوك لواحد شاف البلوج غصب عني وجيه كلمني في حاجات فيها وأنا في إعدادي ولحد دلوقتي علاقتنا متوترة، دلوقتي بقى الموضوع مش فارق اوي، لأني مش ببتذل ومش بناقض نفسي، أنا في الواقع هي انا اللي هنا، الفرق الوحيد إن هنا الدوافع والأعماق والمخاوف واضحة وصريحة، وفي الواقع بداري ده.
انا مبسوطة إن خلود لسه بتهتم وبتقرا هنا ..وعشان كده سيبتها تختار عنوان البوست الملائم تمامًا، ووعدتها ببوست حلو قريب :)
طاب مساءك أيتها الخوخة الصغيرة.