10.4.15

حكي آخر اليوم.


عشان محسش إني بفتقد أي نوع من المرح، صحيت من النوم العاشرة والنصف مساءًا، أعددت مجًا سعيدًا من النسكافيه أبو وِش المُرصع برشة قرفة من فوق، لبست الشال الأزرق فوق التيشيرت أبو نص كُم والبنطلون البرمودا، وقاعدة فوق بلاط البلكونة المتلج في هذا الجو البهيج، أقوم بإحصاء الأربع نجمات اللي في السما أوفر أند أوفر، وبدعي ربنا الجو ده يفضل له كام أسبوع قبل ما الصيف يدخل علينا.

كائني الدينا والهاني الأمين وواحد تاني مش صاحبي ومعرفوش فمش هتكلم عنه قاعدين دلوقتي في هذا الجو المجيد بيحتسوا القهوة ويتسنكحوا سويًا...آخر مرة خرجنا سوا مكنش من بعيد، وكنت في أكتر حالاتي كآبة الحقيقة، ومكنتش قادرة أشارك في أي حديث. كنت بفكر الولد اللي بيطلع من ورا الكاميرا عاوز مني ايه بالظبط، وهيرموناتي كانت قايمة عليا بشكل مخليني مستعدة أعيط من أي خبطة بالغلط، وحاسة بعدم اتساق ذاتي مع العالم، ومن الآخر كان واحد من الأيام اللي أول ما تصحى مبتقولش "صباح الخير" و بتقول بدالها "يوم تاني يارب! يوووووه". اتفقت مع نفسي إني مكنش مفروض أخرج نفسي يوميها بالعافية ، حتى لو الخروجة كان فيها لحظات سعيدة زي اللي أخدت من هاني العجلة-المرسيدس بتاعته- ولعبت بيها في جاردن سيتي، اليوم كان مُزري بكل الطرق عشان حالتي كانت مزرية رغم إن ده مأثرش في الرفاق المتفهمين تمامًا لما حدث يومها.

نرجع تاني للنهارده، بعد ما رجعت من الكلية واتغديت وشوفت فيلم حلو جيت أقرا شوية، فـ نمت على نفسي وانا حاضنة الرواية وده خلاني أحلم بحلم غريب فيه Matrix 700*500 من بتاعت مشروع الCommunications بالإضافة لفرانكشتاين اللي هو معرفش إزاي دخل مع الماتريكس المذكورة أعلاه، وحاولت مرات أربط الاتنين بس مش قادرة افتكر الحلم!
دينا اتصلت بيا في نص الحلم اللي لمّا صحيت لاقيتها فعلا متصلة عشان تستأذني تحكي الحلم اللي حلمته بهاني أمين من فترة وحكيتهولها ومرضتش أحكيهوله من باب الابتزاز وما شابه.
في الحلم هاني أمين كان واقف في نفس المكان اللي بيبيضوا فيه مبنى عمارة عندنا حاليا، كنت ماشية من تحت عمارة متضايقة كالعادة من التجديدات قام هو نده لي وقال لي راء.. ممكن تناوليني البتاعة دي؟، وشاور على حاجة في الأرض... أنا طبعًا مبصتش على اللي شاور عليه ومسكت في خناقُه، كانت خناقة مثمرة فيها تحليل غريب لشخصية هاني ولا كأني برينيه براون في عز شبابها، وفاكرة إن هاني كمان اتعصب وأنا عمري ما شوفته في الواقع عصبي حتى الآن وبدأ يواجهني في المقابل بأشياء في شخصيتي هو لا يعلمها أصلًا، أول خناقة تقنيًا ليا مع هاني كانت بتضحك فحت :D

دينا أعرفها من أسبوع بالظبط. هاني قال لي إننا شبه بعض جدًا وعرفنا في حفلة في ساقية الصاوي.
البنت إسكندرانية أصيلة متخرجة من هندسة إسكندرية، اشتغلت في شركة كبيرة جدًا... بعديها بفترة كان عندها فراشة ماتت لسبب ما فالبنت قعدت على الأرض في وسط الشركة حاطة إيديها على خدها وبعدين قررت إنها مش عاوزة تشتغل هنا تاني (مش عارفة الموضوع ليه علاقة بالفراشة ولا لأ، بس أنا ربطت الأمرين ببعض). سابت الشغل وجت في منحة تبع الجامعة الأمريكية وبتشتغل هنا في وسط البلد..
يعني خلينا نقول إني معرفش عنها كتير من مرتين قعدنا سوا، بس البنت ضحكتها حلوة برضه، وخدت بالها من بلكونتي المفضلة في وسط البلد اللي في شارع محمد محمود من غير ما أقولها، وبتكتب حلو، وبتقتبس من درويش، وعندها ستوكرز، وإحساسها بالطرق رهيب بصراحة، بتلبس سكارفات حوالين رقابتها لطيفة جدًا وعندها سلسلة فيها مفتاح، والأهم إنها بتعرف تغني بصوت عالي، وممكن تضحك مع نفسها كتير نوع الضحكة اللي بتضحك اللي حواليها وهما مش عارفين أصلا بتضحك ليه!...البنت كويسة وييجي منها يعني حتى لو فاكرة نفسها workaholic. عادي بقى بكرة تعقل :3 

المرة اللي فاتت لما اتسنكحنا سوا وقبل ما نروّح دينا طلعت من محفظتها عملتين معدن من الأردن، وقالت لنا إن الأردن أرض سلام وطمأنينة، وإن العملة دي ممكن ميكونش ليها معنى غير إنها بتحاول إهدائنا الطمأنينة دي من خلالها.

وبالنسبالي...وقعت في حب دينا تلك اللحظة.
أدام الله سكينتها وبهجتها دائمًا :)

. . . .