23.3.15

حاجات منتوّرة



بحاول أربط حاجات مش مرتبطة ببعض بس بتـ make sense جدا بالنسبالي..

كنت قاعدة مع هاني أمين لما سارة أخدت العجلة وقعدت تلعب بيها في الكلية بعد ما خلصنا محاضرات.
هاني أمين شبهي ف حاجات متعددة، من أول مرة وقفنا مع بعض وأنا عارفة...ولأنه كائن غير مؤذي بتاتًا فهو مش مُرعب بالنسبالي. هاني أمين مبيتقالش اسمه غير ثنائي؛ عشان هو ميديش هاني بس بالنسبالي...جايز هو مميز أكتر من إنه يبقى هاني وبس كده. هو كبير من صحابنا بتوع الدفعة المتخرجة جديد. وبما إنه مبيقراش هنا فانا ممكن أتكلم عنه من وراه عادي، وادّعي إن بنطلون بيجامتي الأزرق اللي بيليق على كل حاجة عندي ومكتوب عليه 54 وبقاوم النزول بيه من البيت كل يوم الصبح، أحلى بكتير من بنطلونه الرمادي اللي مش مكتوب عليه حاجة وبييجي بيه وهو مكسل الكلية. 

لمّا تنحت فجأة وسألني مالك؟.. قلتله إني بأوفر ثينك أوي، ومحتاجة أنام.
قال لي إن الأوفر ثينكينج مش شرط دايمًا يبقى حاجة وحشة.
قلتله بس لو بتفكر ف حاجات وحشة ساعتها هيكون كده.
اتكلمنا سيكا وجبنا سيرة الثيرابي، وأزمتي مع إني بكره أي محلل نفسي. قلنا إنه جايز يكون العلاج النفسي مش مهم لأمثالنا بس مهم للناس اللي الدنيا بتضلم معاها تمامًا. إنما لوعندك شوية نور وموارب لهم الباب سهل أو صعب تخرج، لكن تقدر.

اتفقنا بعديها إننا بكل اللي مرينا بيه، مفيش أي حاجة تانية ممكن نشوفها في الدنيا تخلينا مش شايفين النور الجاي من ورا الباب الموارب. احنا كبار كفايا عشان نقوّم نفسنا. أو نقنعها بالصمود لفترة كافية إن الأحداث السيئة تخلص... ونتخطى.

قبليها بيوم كنا برضه بنتكلم عن التجاوز...
كنت غضبانة من سواق التاكسي اللي طلب فلوس ضعفين حقه...وإني اديتله الفلوس ودعيت عليه وقلت إني مش هسامحه.. وحطيته في قائمة الناس اللي مش هسامحهم (واللي هي مفيهاش غير شخص واحد).
صحيت الصبح النهارده مش غضبانة، لمّا هديت من ناحية الموقف اكتشفت إن خلاص اشطة.. أنا سامحت سواق التاكسي بس هو مش عارف إني سامحته...وجايز ده يأثر فيه أو ميأثرش. مش مشكلتي. أنا مسامحاه ومش مستنية منه عذر عن وقاحته وحقارته اللامتناهية.
ثم فكرت في باقي الليستة...أنا ليه مش عارفة أتجاوز؟ أو الغضب ليه مش بيروح مهما حصلت تغيرات في حياتي! مهما كبرت! حقيقي لا أعلم... ومش عارفة هلحق اتسامح قبل ما أموت ولا لأ.
يمكن الأمر نابع من كل سيناروهات الغضب اللي ابتكرتها في عقلي ومخرجتهاش على حد! وربما كل ده هيزول في لحظة فجأة زي ما صحيت النهارده كده متخففة من الزعل والغضب...في كل الأحوال هنرفع شعار الهاني الأمين ونقول "هونًا هونًا"...كل شيء بأوان.

كنت ماشية مع مريم - البنت الحلوة اللي في تانية اتصالات اللي قررت اتبناها من ساعة ما اتعرفت عليها ونمنا على كتف بعض واحنا راجعين البيت في ال CTA -والبنت كانت عاوزة تقول لي حاجة، معرفش بدأنا الكلام ازاي بس فجأة لاقيتا بنحكي عن الصراع دايمًا بين إننا بنكبر فبنتخلى عن حاجات، وبين إننا بنسمح للحياة تغيّر ال core بتاعنا... ديه مشكلتنا الأزلية.
احنا لازم نتغير ونتخطى ونكبر. بس مش صح نسيب حتت مننا تقع...والحاجات اللي بتقع ديه بنقيس ازاي إنها مش مننا؟! هنا يكمن الconflict. 

وده هيربط كلامي المنتور مع كل من المريم والهاني الأمين بكلامي مع هندا الليلة اللي قبليها لما كنا بنأكد إننا محتاجين إنجاز في حياتنا، محتاجين نحس إننا مش بنحلم، وإن مفيش حاجة مأثرة فينا فعليًا عشان ننبسط أو نزعل، محتاجين نعالج حاجات كتير بس احنا مشغولين أكتر في مواكبة الواقع واقتناص أي لحظة فرحة... مش يمكن نفرح فعلًا!

وفي آخر البوست اللي ملوش تلاتين لازمة ده أحب أضيف عدة أشياء:

* أنا بحب هندا.. اوي جدًا ونفسي نقدر نقضي وقت أكتر وجهًا لوجه ونتكلم عن حاجات مفيهاش صعبانيات وكلها بهجة وألوان وضحك.

* بحب صحابي الكبار بتوع دفعة 14، ومحبش الخناق مع شامي عشان صوته عالي وطويل وأنا بتخض وبكش فيبص لي ويقول لي "سو كيوت والله" فيستفزني ووشي يحمر.

* اللهم أرزقنا بباشون مشابه لباشون هاني أمين وهو بيحكي عن الدوناتس اللي أكلها في الـ GUC الإيفنت اللي فات...(سمعت القصة منه 3 مرات في خلال يومين ومفيش مرة قالها بشكل عادي كده!)

* بفتكر جدًا السنة اللي فاتت، في توقيت مشابه من سنة ياسمين اتصابت وناس ماتوا.. واحنا لسه عايشين وبنكتب ونضحك ونحضر حفلات! ومؤخرًا بكتب جدًا عن السنة اللي فاتت، بس مش هاين عليا أنكُش في وجع الناس، فمبنشرش.

* أنا على المَحك في المذاكرة التيرم ده، بكل ما تحتويه الكلمة من معنى ومآسي وده هيبوظ تقدير التيرم الأولاني اللي احنا عاوزين ع الأقل نحافظ عليه.

* دراسة الفقه الإسلامي من الحاجات العظيمة اللي كان لازم أعملها من زمان وتستحق الحكي عنها لفترة أطول والبحث فيها.

* أنا لسه بحب هند حتى لو مش هعرف أكلمها النهارده!

* بتعلم أبقى أقل اهتمامًا بالناس... عشان كتر الاهتمام بيخنق وبيمنع الناس إنهم يكبروا.

* معدتش متأكدة من نوعية الصداقات اللي حواليا ومعايا... بس مش مرتاحة، ومش حاسة إني نفسي زي زمان وعندي غُصة بتطاردني كل يوم باللليل من إن كالعادة لوحدي مع دماغي اللي ربنا مسلطها عليا. وكل ده بيروح لما هندا تتصل عشان نحكي.

*تصبحي على طمأنينة يا هندا < 3