6.2.15

الطريق طويلة وكاحلي ملتوي يا الله




بيبَان جدًا.. آخر مرة حد بتحبه اوي هيكسر فيك حتة وأنت طول الفترة اللي فاتت بتقاوم الاعتراف بده؛ بتمسك ليه؟عشان عاوزتحاول لآخر نفس؟ عشان مش فاهم عملت ايه غلط؟ عشان مش مستوعب إن الناس بتتغير؟
وقتها بتعمل زي البيانيست اللي خرج بره النوتة ومستني المزيكا والأوركسترا تظبُط معاه في ثانية. بس مبتظبطش، عمرها.

أنا زعلانة يارب. وغرقانة خذلان من فوقي لتحتي. وبسأل نفسي كل يوم ازاي الناس مش شايفين اللي انا شايفاه. ازاي مش شايفين البشاعة اللي وصلنالها. حتى أنا بقيت مؤذية!
الوضع شكله مش مؤقت وشكلنا اتعودنا ع التجاهل والجفا والتعامل من ورا الشاشات وآمنا إن الحب محض رفاهية، والرفاهية محتاجة حاجة تتدفع في مقابلها، ومحدش عاوز يضحي بأي حاجة!
كان المفروض نكبر منعجزش، مفروض نسافر ونشوف الجمال ونتنفس ونواجه العالم بطريقتنا، مفروض منسمحش لأي حد يقول لنا إننا مش مميزين ويكسر قلبنا من غير ما يحس للحظة إن كلامه كله شوك وشوكه كمان مسموم. مفروض منحسش إن الحلم رفاهية.ومفروض اللي بنحبهم بجد يفضلوا. واللي بيحبونا ومبنبادلهمش الحب يسمحولنا ناخد بإيديهم الاتنين ونغمض عيننا سوا ونرجع بالزمن للحظة اللي قبل ما يحبونا، ويغيروا اتجاههم.
مفروض الكون يبقى أكثر منطقية ودفا من إننا نلقط لحظة بالعافية منه كل كام يوم، وندَّعي ببراعة إنها بتصبرنا ع الهمّ اللي بنشوفه. مفروض الشارع ميبقاش بشع ومليان اشباه حيوانات راكبين عربيات أو على رجليهم زي النهارده وزي كل يوم.
مفروض اكون قاعدة دلوقتي بعمل توفلي الشوكولاته، مش بقرا عن المآسي والرسايل المؤذية اللي بوظت يومين ع الأقل من الإجازة وبعدها أعيط وأكتب عشان مش هعرف أحكي لحد ولا أفسر الوجع من غير ما انهار ادامهم.
مفروض يارب أعرف أبقى موجودة مع اللي بيحبوني وموجودين علشاني بالطريقة اللي تضمنلهم إن الاكتئاب مش هيبعدني عنهم...مفروض القصص اللي كانت بتتحكيلنا واحنا صغيرين متتشوهش لما نكبر واللي يشوهها هما هما نفسهم اللي علموهالنا. مفروض أمي تبطل تعيط أدامي وأخويا يسأل عليا وأبويا يبطل يتعامل مع القنابل في شغله في المعادي كل يوم والتاني.
مفروض نبطل نتعايش مع القرف ده.. يارب أنا حزينة عشان بقاوم...أنا وكل اللي حاسين بالغلط بيقاوموا...وبيقعدوا نص الليل يكتبوا ويعيطوا وخلاص! خلصت.. 

وازاي يارب العالم هيسمع للي أصواتهم مبتوصلش لسواق الميكروباص وهما قاعدين حتى في الكنبة اللي ف النص!


...