20.2.15

عـ الماشي



عزيزي الولد الحليوة/

الرز باللبن السخن من أحلى الحاجات اللي ممكن تعملها/تاكلها في الجو ده، وأنت مشغل كولكشن أغاني أجنبية غير هادفة بالمرة، أولها أغنية بصوت كيت وينسلت اللي مكنتش تعرف إنها بتغني أصلا، ونص البلايليست أغاني بلغات متعرفش اسمها ولا تعرف حتى ضميرالمتكلم فيها بيترجم ازاي...عادي جدا المزيكا مش كلها كلام بنفهمه.

لازم نقدّر الأيام الطيبة أكتر من كده...والنهارده يوم طيب، بالبنت الجديدة صاحبتنا مها، وعفاف وهديل، والختام بحُسام وسارة وهاني أمين والشوكولاته والهولز. اليوم عظيم جدا من أول لحظة نزلت لاقيتها بتمطر، وكان هيبقى أعظم لو استثنينا أحبالي الصوتية المجروحة، واللحظات اللي حسيت فيها بحاجات معرفتش أقولها، واللحظتين اللي معرفتش أطولك فيهم، واللحظة اللي حسام جاب فيها سيرة السرطان وانا تنحت وحمدت ربنا ان محدش خد باله.

أنت كولد حلو أقدر أقولك بصدر رحب إننا كولاد بنكبر وبعد ما بندخل سنة تالتة التيرم التاني، أزمة منتصف الكلية بتتفاقم، ونفقد رغبتنا في المذاكرة وعمل المشاريع والصحصحة في المحاضرات..ويبدأ إحساس انك أكيد فيك حاجة غلط لوجودك ف كلية صعبة بتدرس مواد صعبة بترهقك نفسيا وجسديا، وبعدين تمتحن امتحانات صعبة عشان تخرج ف الآخر مش عارف هتعمل ايه ف حياتك برضه! والمكان/المجتمع اللي أنت عايش فيه بيفرض عليك روتين وسياسات وقيود بعينها، وبيحجمك من عمل اللي بتحبه ونفسك فيه مدعيا انه غلط. وترجع تسأل نفسك ثم  ايه الهدف من ده كله وتلك الفلسفات الحمقاء؟! وهلم جرا.
في وقت من الأوقات كنت بقول اني عاوزة أتخرَّج أعمل الحاجات اللي بحبها، لما جربت شغل الكتابة والترانسكريبشن.. اكتشفت إني مش هقدر أعيش بعمل اللي بحبه كحاجة بتكسبني فلوس...اللي بحبه بيسندني ومبيجبرنيش على حاجة، على الأمور أن تظل على هذا النحو، يعني هنرجع للخطة الاساسية هشتغل مهندسة ولما أزهق هشتغل مُدرسة وهكتب وهلعب تنس.

وأقدر أقولك برضه إني بطلت كتابة بقالي مدة تماما...مكنش فيه غير أفكار كتير متعددة بتدور في نفس السياق السالف ذكره...وفكرتين كمان زي إني عاوزة أنط عشان أطير وطول الوقت حد بيسرق جناحاتي زي الجنية في ماليفيسنت...وعاوزة الولد اللي عاجبني - اللي هو أنت يعني - يشوفني. وعاوزاه يسيبني أصلحه، مع إني بجيب ورا...زي كل حاجة بقول إني عاوزة اعملها بس رغبتي مبتوصلش لحد التنفيذ عشان انا لوحدي، أغلب الحاجات الحلوة محتاجة اتنين او أكتر عشان تتعمل، كل المغامرات اللي حطيتها لو لوحدي مش هعملها مهما ادّعيت العكس... ده اللي أماني قالتهولي واللي صدقتها وهي بتقوله جدا.

النهارده وانا في المحاضرة كنت بقرر هدعي ايه بمايّة زمزم اللي بسمة جابتهالي من السعودية...فمن وسط الدعوات قلت يارب عاوزة ولد حليوة بيحب السفر والسنكحة والمغامرات وصحته كويسة بحيث ممكن يسهر معايا للفجر بيمشي ويحكيلي ونتكلم... ومعندوش مشكلة كبيرة مع تقلباتي المزاجية ورغبتي في الانطواء أحيانا وبيعرف ياخد باله مني وبيعرف يلهمني بحركات مش واخد باله إنها ملهمة بس هي ملهمة جداً بالنسبالي. حد بيستوعب الكلام اللي بيتقال بشكل مباشر وعنده من الذكاء العاطفي ما يكفي عشان يلمح اللي مبيتقالش بس محتاجاه...يارب مش هطالبه بأي حاجة تاني.. غير إنه ياخدني بشنطة هدومي ونروح أي حتة بعيد عن القهر ووجع القلب...ويبقى معندوش مشكلة برضه إني أحكي عنه قبل ما يعرف إني بحكي عنه وبسرح بسببه في محاضرات الكونترول.

وأخيرًا يا عزيزي أنا ذكية كفايا إني أعرف أميز حاجات معينة : زي إني مش هقدر دلوقتي أنط بالبيجاما في عز التلج وآخد العربية وأوصل لك تحت بيتك اللي شبه بيتنا، وبالتحديد تحت شباكك دوناً عن كل الشبابيك، ثم بسذاجة مراهقة معدتش ال 18 سنة بوّجه نظرة من بتوع البوبي آيز ناحيتك، وبأدفى تردد في صوتي أسألك : ممكن تحبني؟ ممكن تحبني النهارده أرجوك؟

أنا ذكية عشان أعرف اننا كبار، أو أنت كبير جايز...وممكن أكون صغيرة بس عارفة الأمور بتمشي ازاي...فهسكت اهو...هسكت واسرّح شعري وأدفي رجليا واخلص طبق الرز باللبن واقول لأبويا وأمي إني بحبهم وأدعيلك في سري وأحمد ربنا انك موجود وكويس وإن فعلا فيه أيام طيبة خالصة بتتحكي زي الأيام الرمادي.

تصبح على خير...