16.12.14

ليه عم تعمل هيك؟

صورة في رثاء الشاور اللي مش هاخده دلوقتي



كبرنا يا أصدقائي.. مبقيناش بنعيط قبل التسليمات ولا بنحس بحاجة غريبة لما ننام 4 ساعات في اليوم عشان نلحق نخلص مذاكرة لتاني يوم، مبقيناش نقف كتير عند نقطة فين السوشال لايف بتاعتي.. واتعودنا ننام في كل وأي محاضرة نزهق منها من غير ما صوت المايك يزعجنا.

عدى عليا رسميا 3 سنين ونص ف الكلية ، هانت يعني سنة ونص...اتربيت صح وبطلت اشتكي وبقيت اتحمل ضغط مكنتش بطيقه، هندسة حلوة، والقسم بتاعي حلو وبحبه.
ماشية بنوع من الطمأنينة السنادي ان كل حاجة بتخلص ف الآخر وأنا بعمل اللي عليا ومركزة في تاسك وحيدة.
الحقيقة اني مبعملش اي حاجة غير الكلية، مشيت مـ الشغل، بطلت الترانسكريبشن وضحيت بالفلوس المحترمة اللي بتيجي من وراه، آخر مرة رحت كافيه جديد مش فاكرة كان امتى! اخر مرة لاقيت دماغ رايقة عشان أكتب فعلا فعلا -مش أدون- كان امتى؟ طب آخر مرة نزلت ألعب تنس؟ طب حتى آخر مرة نزّلت أغاني عجباني بدل البلايليست اللي حفظت ترتيب أغانيها على الموبايل امتى؟ هاه هاه؟ ما تردي يا متربية يا بنت المدارس!

بدأت أتوه مني وده بيخوفني في كل مرة، بفكر يمكن أنا كده بكبر.. يمكن إننا نبطل نمسك في التفاصيل ديه من علامات الكبر... بس برجع أحس إن لو ده الكبر فانا مش عاوزة أكبر.. مش عاوزة الحاجات الحلوة تقع مني ومش عاوزة أحتاس وأتردم وفوق مني كتلة الهدوم المرمية ع الكرسي ادامي.

حد في الكلية قال لي لو فاكرة انك مشغولة دلوقتي تبقي عبيطة! عشان أول ما تتخرجي وتشتغلي ف شركة مالتي ناشيونال .. هيبقى معاكي فلوس حلوة بس مش هتلاقي وقت تصرفيهم أصلا..

ولهذا فعليا فكرت أعمل كاريير شيفت وأشتغل مدرسة ماث او فيزيكس لأطفال ف عمر الزهور...ايمانا مني اني بعرف ابسط المعلومة واطلع بالزتونة، واهو أطلع عليهم عصبيتي برضه ، والأطفال يقولولي بحبك كتير زي ما ميرا حكت لي بدل الفراغ العاطفي اللي الواحد بيشوفه.

............


أحمد أخويا واحشني...مكنتش متخيلة انه هيفرق معايا عدم وجوده للدرجادي، أقصد انا مكنتش بشوفه غير نادرا، بس وجوده ف الأوضة بتاعته وامكانية اني اخبط عليه او يخبط عليا في أي لحظة كان فيها وَنَس... ده يفسر اني من أول الاسبوع لابسة الجاكت الرمادي بتاعه.. مع اني عارفة انه مفيهوش ريحته، واني مش هعرف اطوله عشان بيته ملهوش مواصلات وانا معييش عربية والكلية ساحلاني! هييييييح الوحدة صعبة اوي ياخوانا، مع إنها خلتني انا ومام صحاب وبنتناقش في أمور مهمة ملهاش ستين لزمة زي الريسيفر البايظ والتليفون اللاسلكي وسرعة النت وازاي بقت شاطرة وبتشير حاجات ع الفيسبوك عندها وازاي لازم أدخل كالسيوم في أكلي وآخد كاب كيك لصحابي...إلخ إلخ.


.............


كتبت جواب لبنت متعرفنيش، وأكتشفت اني كنت قايلة لهندا ع البنت دي، انا فعلا معرفهاش، وكل اللي حاساه ناحيتها اني محتاجة أحميها وآخد بالي منها، حتى لو كانت أكبر مني غالبا ومخطوبة كمان ، ده مش مبرر لإشارات الوحدة المبعوتة منها والهشاشة اللي باينة في كل مرة بتدخل السيكشن متأخر فتبص بتوجس للأماكن الفاضية وتقعد لوحدها في ركن من غير ما تكلم حد. حاولت اضحك لها كذا مرة، وقولت لها "هاي" أكتر من مرة في المعمل، بتسلم عليا وترجع تنسحب جوا نفسها...مش متأكدة حتى لو كانت فاكرة اسمي، وده ممنعنيش اعمل زي ما الولد الحلو عمل.. جبت لها جواب وكتاب واستنيت يوم واتنين وهستنى لآخر الاسبوع عشان اديهملها.. ومش مستنية أي حاجة.


............


الوضع دلوقتي كالتالي:


لابسة بيجاما خضرا لون الخيار بزعبوط، بنطلون برمودا لا يمت للبيجاما بِصِلة وفي رجليا لكلوك أخضر-وفي رواية أخرى Ugz- نفس لون البيجاما وفيه كورتين لونهم ابيض مدلدلين من الجناب. شعري ملموم بتوكة وهايش في طرف ديل الحصان في محاولة منه لتوصيل رسالة بتتجاهلها بكل الطرق بتقول"قومي اغسليني يا موكوسة".. وده مخليني شبه أطفال ابتدائي/البنات وهما راجعين من أول يوم مدرسة بشعرهم مترب وهايش.. وطبعا انا مش هقوم ألبي رغبة أخد دُش دلوقتي عشان اخطف لي كام ساعة يسمحولي منامش بكرة ف المحاضرات وأقعد بعديها أخلص الانترفيس! معروفة يعني.

وده هيوصلني لنقطة مغزاها إن وقت الكتابة خلص مع اني لسه عاوزة أحكي عن إن " البنات الكبار مبعيطوش".. وإن الناس اللي عندهم حد بيحبهم اوي مينفعش ميسيبلهمش فرصة، وإني مش هعرف آخد بالي من حد وده هيمنعني من الالتزام العاطفي فترة معقولة، وإني عقلي تحت الضغط بيشتغل بشكل محايد زي أغلب الناس، وأنا مش عاوزة أبقى زي أغلب الناس.
وإن فيه نوع معين من الولاد ممكن يبطل يكتب عشان سبب الكتابة عنده أختلف أو اختفى أو اتحول لشكل تاني. وإني نفسي أقابل ناس كتير ومحتاجة أعمل شوبينج واغير بلايليست الموبايل، واقرا شوية، واتابع المدونات اللي بحبها، واشوف صحابي،واخلص مشروع الويفز، واخلي حسام يشرح لي ويفز، واذاكر كومينيكيشن، واحل سيستمز، وانام وانام وانام وكل يوم اسمع اغنية زياد رحباني وهو بيقول " أنا عم فكر ابقى انا وياك ليك ليه عم تعمُل هيك؟ أنا عم فكر حِبك وينك ليك هيك هيك بتعمل هيك؟ يا حبيب الروح شو عم بتسوي؟" واتخيلني بقولها للكلية المخروبة... واقرا بعدها المعوذتين وانام
.