28.12.14

الشجرة المقلوبة والربسوس

من وسط خطاريف السخونية والعيا سمعتك قاعد جنبي بتقول لي ايه ده! انتي هتقضي الكريسماس ملفوفة بالبطاطين..! يللا قومي نروح نشوف الشجرة المقلوبة في باريس.. تخيلت اللي انت بتقوله على شكل نجفة كبيييييرة في مكان شبه هوجورتس واسع وعظيم متعلقة من جدرها في السقف العالي ونازلة مدلدل منها لعب وهدايا وكور ملونة وربسوس وجيلي كولا  ومارشميلوز وطوفي بالفراولة.
لما تخيلت الربسوس الأسود الملفوف اللي بيلمع من كتر الجيلاتين والسكر..نسيت إن النهارده أصلاً مش الكريسماس وقلتلك ما بدهاش .. إن كان كده استنى أقوم أسرح شعري والبس الساعة بتاعتي...

بعديها بالظبط جرس الباب رن.. او اتهيألي انه رن، والمنبه ضرب.. ضرب كتير بس مكنش بيزعج الهلاوس اللي فضلت موجودة.
وقمت بفتح المدونة عند روز لاقيت صورة الشجرة المقلوبة، مكنش عليها حلويات يمكن.. بس كانت فعلا في باريس.. وفعلا مقلوبة.. فسبت اللي مفروض أعمله وقعدت اكتب.


.................................

في الفترة ديه من حياتي بوجه عام أنا مستقرة نفسيًا عن قبل كده وناضجة، باستثناء لّما قلبي بيواجه عقلي هنا ببقى عيّلة غلسة ومتخلفة محتاجة تترمي في جنينة الحيوانات في قفص الأسد يومين من غير ما يدولوا أكل.

مؤخرًا-الكام يوم اللي فاتوا-بمر بحالة الـ مش متأكدة بالظبط!
وكنت بسأل نفسي بشكل متصل "هو ده اسمه ايه؟!" لمّا الواحد يحس انه عاوز يروح يشد هدوم الناس اللي بيحبهم ويقولهم يفضلوا معاه... فاكس بقى امتحان خرسانة، فاكس مشروع سيستمز، فاكس اوسيليتورز، فاكس امتحان موسيقى، وفاكس حتى مذاكرة...
مش عاوزة اعمل حاجة بالتحديد، مش شرط اروح مكان من الجداد اللي نفسي اروحهم، ومش شرط نشوف فيلم حلو او ناكل أكلة حلوة أو نجيب اي حاجة... مليش رغبة في الماديات بس رغبتي كبيرة في البني آدمين. انا محتاجة دعم رهيب عشان أكمل... أنا مش عاوزة أكمل. ومينفعش بأي صورة أقولهم هما كمان يسيبوا اللي مكملين فيه وييجوا يقعدوا جمبي او يسمحولي اتفرج عليهم او اتسحب جمبهم وهما بيعملوا اي حاجة وبعدين اقفش في رجليهم او ايديهم في حضن عميق زي مجنون أحمد شيبه كده ..
مش هزعل لو تجاهلوني والله...ومش هزهق...لحد ما ابقى كويسة والاحساس يروح ساعتها هسيبهم في سلام.

..............................


من شوية كنت بشوف محاضرات الديجيتال الكترونكس..وفجأة لاقتني بشوف the lake house ..سبحان الله يا أعزائي، الحاجات ديه بتحصل من غير مقدمات ولا تخطيط.
الفيلم ده بايظ عندي. بييجي بعد ساعة وستة وعشرين دقيقة، قبل النهاية بعشر دقايق ويبوظ ! وكل مرة بضطر أكمله أونلاين.
في الفيلم واحد وواحدة ساكنين في نفس المكان مع اختلاف الزمن... بطريقة ما بيعرفوا يراسلوا بعض..بيقعوا في حب بعض..كل محاولاته انه يوصل لها هي مكنتش بتاخد بالها منه ولا بتعرفه لأن عايش قبل زمنها وبالتالي هو يعرفها بس هي متعرفوش.. وعشان يوصل لها لازم يستنى سنتين، بمعنى إنه عشان يقابلها تاني يوم  هي هتستنى يوم وهو هيستنى سنتين ويوم... الموضوع مأساوي جدًا
المرادي وانا بشوفه اتغظت جدا... اتغظت جدا من فكرة انه عارف انها شغالة ف المستشفى! مرحلهاش ليه من الأول!
ماشي دي ممكن تبقى ملاحظة عبيطة وسط فيلم خيالي رومانسي البطل بيعيش فيه ف الآخر...
لكن اتغظت واتغظت كمان مرة من الأب اللي عرف يبني house..بس مقدرش يبني home ! يمكن لأني مبفهمش الشخصيات الباراجماتية، معرفش ازاي مبيحسوش بوجع قلب من فترة للتانية انهم ممكن يبقى عندهم 60 سنة ومعندهمش حد واقف جمبهم يسندهم...طب مبيحسوش انهم محتاجين يتدفنوا في حضن حد بالليل في السقعة والحد ده يشتمهم لما رجليهم المتلجة تلمس رجلين التانيين السخنة؟!
معرفش ازاي مستمرين في دفن نفسهم جوا حاجة زايلة... كل الحاجات زايلة، بس المجازفات ع البشر دايما تستاهل أكتر من الحاجات، أكتر من البيوت، وأكتر من الفلوس.
ايم بيينج توو ايموشونال تاني اهو!... طيب خلاص هسكت.

................................

فكرت اعمل بوست مجمع للسنة.. طلعت ال 3 نوتبوكس من أول شهر 1 وبدأت ادعبس وانقل حاجات من النوتة لهنا... مكنت متخيلة بؤس النص الأولاني من السنة! واد ايه احنا سهلين الكسر...ومهما الوقت بيمر، طول ما انت مش عارف تحكي، يبقى انت مصلحتش نفسك كفايا... نص السنة التاني بالتحديد من شهر 9 ...الأمور اتحسنت كتير، الناس ثابتين في مواقعهم، حدة المشاعر قلت، بقى سهل نزعق للأوغاد في التليفون ونقول عليهم أوغاد عادي من غير ما نبرر اننا مش وقحين، واننا مجروحين وان this is the scar talking baby ...قربنا من ربنا بشكل مُطمئن ويمكن ده اللي أدى للاستقرار النفسي، قبولي للحاجات اللي مش بإيديا وقلة خوفي من اللي هيحصل بكرة..اتعرفت على ناس كتير طيبين ومبهجين وبيحبوني بدون شروط...
صحيح لسه الوجع كامن بس ساعات، ساعات قليلة.. بيروح لدرجة اني بنسى انه كان موجود اصلا.
مش عارفة لو هتجيلي الجرأة احط البوست المجمع ده ولا لأ.. مش عارفة لو هكمله اصلا، فيه ناس كتير جوا ومش من حقنا نكشفهم على العلن عشان منوجعهمش... أو من حقنا عشان هما كانوا جزء من حياتنا وأثروا فينا بشكل أو بآخر بداية من اللي سندونا وكل حاجة حوالينا بتكسرنا ولحد الست اللي بتقعد على سلم المترو كل يوم الصبح وتدعيلي ربنا يكفيني شر ولاد الحرام.