14.10.14

أمسى المسا يا غريب..


اتفقنا إنهم بلسم.. وأنا تعويرة مزمنة..

حُسام قال لي إني محتاجة حد يحارب علشاني طول الوقت حتى لو مفيش داعي للحرب دي..
قلتله لأ.. اللي بيقرب في الاول محتاج يحارب عشان يكسر خوفي ويكسب ثقتي...بعديها مش هحتاج محاربة على اد ما هحتاجله يختارني؛ في كل مرة يجيله فرصة أحسن يختارني، وكل مرة يلاقي اولويات تانية هتاخد مكاني يختارني.. يختارني وهو بيدور على رقم حد يحكيله حاجة مهمة/انجاز عبيط/نكتة جديدة/اغنية حلوة.. يختارني ابقى موجودة حتى لو كل حاجة فيه كانت بتقول له يهرب أو يبقى أناني وميفكرش...الأمور مش هتبقى صعبة عشان كل واحد عارف مكانه..
كنت بقول ده وانا مؤمنة إن الحد ده مش مستحيل.. دايما الصورة اللي جوايا عن الناس بتبقى حلوة مهما عملوا..دايمًا!

قسّمنا جميع العلاقات الثنائية لفئتين بكل بساطة.. "البلسم" و"التعويرة"
التعويرة مصابة بعجز في روحها وتحتاج بشكل دائم "بلسم" عشان يداويها بالراحة.. والبلسم يشعر بانعدام فائدة وجوده إن لم يكن سبب في تطييب خواطر "المتعورين" وجَبرهم.
ممكن البلسم يتحول تعويرة والعكس.. والعلاقات المظبوطة بتبقى جامعة بين الفئتين.. أي علاقة تانية غالبا مش هتطول وهتنتهي نهاية دراماتيكية حادة كليشيهية نقعد نكتب عنها اساطير وملاحم.

انا تعويرة وهما بلسم عشان كده بطمن معاهم للحد اللي يخليني اسرح او اعيط او احكي بألغاز او اضحك بصوت عالي أو أحس بهشاشة وحساسية تجاه كل حاجة ومع ذلك ورغم ذلك افضل قاعدة معاهم عشان مش خايفة ابان بهشاشة وسطهم.. انا بحب اسمعهم وعند القدرة اني اعمل ده لمدة اسبوع متواصل..وأول ما اسرح وعيني تدمع وهما مش واخدين بالهم هيبدأوا يتكلموا عن المريلة الكُحلي وكوبليه يا ملاك يا جنية يا ست الحسن.. واما أنكرها كاملة هيضحكوني اوي وانسى انا كنت هعيط ليه من ثواني.

..............................


ممكن حد يقول لي مكان لما أروحه كام يوم وأرجع منه تاني ..أحس إن القاهرة حلوة؟
مش لاقية ألوان فيها.. مش عارفة استمتع بالمشيان في الجامعة وقت المغربية ولا استوعب الشوارع المحيطة ازاي بقت بالبرود وانعدام الروح كده! ليه مقومش دلوقتي ألِّم شنطتى و أسافر بره أبدأ في كتاب عظيم و أفتح محل ورد أو كافيه رايق أو حتى اشتغل في مكتبة..

معُدتش لاقية في الزحمة حاجة حلوة ولا حتى البنات الجدعة اللي بتقف عشان تقعدك ويستقوُّا على ضعفهم بقوا يدوني أمل..ولا في الدوشة وتمثيلية التعليم ووجع القلب ده كله!..

أ
نا واقعية وعارفة اني مش هعرف أسافر..فعلى الأقل عاوزة أفصِل كام يوم في مكان أكتر بشاعة من هنا.. يمكن لما أرجع اقول الحمد لله على قهر القاهرة..بس مش عارفة لو المكان ده موجود!

......................

اذكر الفرق بين حُسام وبنداري؟
حسام وهو صغير باباه إداله عِدة كهربا...وبنداري باباه جاب له قصص الأنبياء.

.......................

أنا بحب الكلية! دي حقيقة مش محتاجة اقنع أي حد بيها.. عارفة ان مستوايا متوسط وعالي ف حاجات قليلة.. في العملي بالتحديد عشان مبخفش أجرب .
بحبها كمكان واللي خلاني اتعلق بيها المرات اللي كانت فاضية فيها..

زي الشتا الصبح بدري وانا جاية من البيت في اللحظات الهبلة اللي وانا ماشية فيها بعمل (هححححح) واطلع دخان من بوقي عشان احس ان الشتا جيه ، وفي اكتشافي اليومي إني جاية بلبس خفيف نسبيا لأن الجيزة ابرد بكتير من شمال القاهرة واني محتاجة سويتر وحاجات دافية طول الوقت عشان اطرافي متزرقش..

وزي الأيام اللي بنزل متأخر من مبنى اعدادي بالليل لما الناس تمشي والاصوات تهدا وميتبقاش غير ناس تتعد على صوابع الإيد وابص للسما من وسط المباني الضيقة والشجر الواقف في النص واحس اني بقع لفوق وإن ديه لقطة مناسبة جدا لعمل pause للكون وسرقة شوية peace of mind ..

بحبها لما بنسى صوت السرينة وريحة الغاز وكل صور اللي اتأذوا من دماغي.
وانا مضطرة انسى عشان قلبي مش مستحمل.

.........................


لو كُنت ولد..كان زماني سافرت كل الحتت اللي نفسي فيها مرة واحدة.. أو رحت بالليل المرصد الفلكي مع روبن عشان نتفرج على تشكيلات النجوم قرب الفجر..وكنت قضيت طول اليوم النهارده بمشي لوحدي في الشوارع ومروحتش.

......................... 

أكتر حاجة أنت بتحبها فعلًا هي الحاجة اللي محدش علّق لك عليها بس انت بتحبها ومتعلق بيها لدرجة ان لو حد قال عنها اي حاجة بعد كده مش هتفرق معاك عشان انت مقتنع بحبك ده..

زي ساعة إيدي، بدأت ألبس ساعات من عيد ميلادي اللي فات ، نوران جابت لي أول ساعة حبيتها ومن ساعتها وانا مش عارفة أقلعها من ايدي.. وأول مرة قبضت من الشغل نزلت جبت هدايا لصحابي وجبت لي ساعة فضة عليها برج إيفل.. الساعة مش بتتشال من ايديا ولو قلعتها بحس بالغربة..

وبحب البرفيوم بتاعي جدا بقى وريحة زيت الجوجوبا الأصلي لوحده كده من غير اضافات وأي حاجة منقوشة وعليها ورد والشوزات القماش الخفيفة وبحب الكعب بس مش من مناصريه.. والفساتين والألوان والشعر القُصيّر..

من كام يوم فيه حد سألني سؤال الانترفيوهات السخيف..والاجابة كانت حاضرة في دماغي كالتالي" بعد خمس سنين من دلوقتي.. هبقى شبهي أكتر".. مش فارق معايا ابقى فاوندر ف 10 ستارت آبس أو مهندسة عظيمة ف شركة انترناشيونال..اللي فارق معايا شوية التفاصيل الأصغر اللي هتخليني متسقة اكتر وبحبني..جايز وقتها أمشي بغني لهبة طوجي بصوت عالي في الشارع ولا أعطي تبا عادي يعني!

..........................


انا نفسي اعمل كل حاجة صح.. وبحاول اقنع نفسي اني مش مطلوب مني حاجات كتير.. يعني شويتين مذاكرة مع مشاريع مع الشغل وحبتين الفوتوشوب وساعة وقت مع نفسي وساعة للناس اللي حواليا كل يوم وكل حاجة هتبقى تمام.. انا متأكدة .. الموضوع عاوز تايم مانجمنت مش أكتر .

حاولت انظم نفسي قدر الامكان ..روّقت الديسكتوب عملت فولدر للكلية فولدر للشغل جواه كذا فولدر تاني.. بقيت أعمل ديزاينات الشغل بأسماء بتوضح المحتوى ونوتبادز فيها لينكات مهمة..
كده ناقص اروق الاستيكي نوتس واتعلم اعمل البلانز بتاعتي في إكسل شيت زي الناس المحترمة وبعدين اروق المكتب وارمي الورق بتاع السنة اللي فاتت واعيش في سعادة للأبد < 3

........................

عزيزي ربنا.. والله العظيم انا ممتنة أكتر من أي إحساس تاني طافِ على سطح روحي المليانة كدمات.