8.8.14

بوست نُص و نُص



 "أعرفُ بأنّ من العبثِ أن تغرسَ فسيلةً عند قيامة الساعة، ولكنّ هذا هو ما أنوي فِعله. 
سوف أستمرّ في غرس الفسائل وأؤجل نهاية العالم دقائق أخرى. نعم أعرفُ بأن هذا غير منطقيّ، ومع ذلك يبدو الجنون وكأنه الأمر الوحيد المعقول، لأنّ الجنون في عالمٍ مجنون هو عودٌ إلى العقل ".

عشان لما تسمع بثينة العيسى  بكل ثقة بتقول كده، هتصدقها وتقوم رغم كل المآسي والزعل والحرب من نومك مستعد لأي نوع من الهدنة اللي ممكن تاخدها مع الكون وتنبسط سيكا رغم كل شيء..

وبكده، كنت واثقة إني هرجع بالليل اتفرج على فيلم "بيللا" وانام عليه مبسوطة لما البنت بتقابل مامتها في الآخر..
جهزت كل حاجة وانا راجعة.. محلول عدسات جديد / علبة برينجلز الأخضر من نوع بنت خالو المفضل واللي بيفكرني بالسعودية / جيلي كولا بالفراولة/ اندومي/ كلينكس /بيبسي.. وشوية حاجاات تانية من العزيز اطال الله في عمره -مترو ماركت-..
وبما إن الواقع دايماً بيحب يطلع لسانه لخططي.. بالذات الإجازة دي وعلى قد ما انا ناقمة عليه فكان لازم اعترف إنه لما بيقرر يكون لطيف بيطبطب عليا زي ما يحيى بيطبطب على قطته المُفضلة رينا ..
النهارده الواقع جاب لي خروجة لطيفة من غير مواعيد بعد ما الميتنج اتفكس، خلتني أنسى زعل امبارح وصوت عقلي..والحاجة الوحيدة اللي فضلت معايا هي صوت من جوايا من ساعة ما صحيت بيقول لي يا رضوى أنتِ شخصية untrusted ومينفعش تتحطي في نفس خطوط الطول والعرض مع ناس ممكن توجعيهم.. ومش من حقك حتى تصحي في يوم تسألي نفسك ..where did i go wrong, i lost a friend !

انتِ اعتذرتي عشان عارفة إن فيه غلطة حصلت.. فين بالظبط؟! مش مهم تعرفي.. التفاصيل اللي الناس بتدعبس فيها مش هتغير من الحقايق حاجة..كام مليون مرة فضلتي تركزي في العوامل المحيطة والدنيا ممشيتش بمزاجك؟! *مبعدش يا جيمي*
ايه اللي هيخلي المرة دي تختلف؟ ايه اللي هيخلينا ننكش في وجع الناس او نتكلم اصلا.. انا مش هتكلم عشان مش لاقية حاجة غير مش عارفة تتقال.

دايماً كان متهيألي إن نوع من انواع الثقة بين الناس.. لما حد يثق فيك او تثق في حد وكنتوا عايشين سوا في نفس الشقة..ممكن جداً تتخانق معاه وتاخد مفتاح عربيتك وتمشي بعد ما ترزع الباب وراك من غير ما تقول رايح فين.. وتفضل غايب طول اليوم.. والحد اللي ف الشقة هيعيش حياته واثق إن ممكن يعدي يوم واتنين وتلاتة بس في الآخر الحد اللي خرج هيرجع تاني بالليل يحضنه ويبوس راسه ويحبه أكتر شوية من قبل كده..
والثقة مش بس في التصرفات.. ثقة في انه لما يقول مش عارف.. انه فعلاً مش عارف!!

المشكلة اننا بندمر نوع الثقة ده.. المشكلة اننا بنهدها بخناقنا وزعيقنا وتصيد الأخطاء والوقوف على الواحدة والتحويش والكمكمة جوا القلب.. لحد ما الثقة بتتكسر، تبقى هتتجنن مش عارف الحد التاني راجع بالليل ولا لأ.. ونوصل لمرحلة فيها الخناق والزعيق يبقوا عادي عشان بنعرف إن اللي انكسر مش هيتصلح..

ميلان كونديرا كان بيقول إننا معندناش أوبشنز لتجارب تانية.. معندناش "إمكانية إدانة ما هو زائل" .. عمري ما هرجع بالعود الأبدي أعيش تاني حياة تانية وأجرب اختيارات غير اللي أخدتها.. مش دايماً الاختيارات الصح بتكون صح.. ومش هنلوم على اختياراتنا الغلط او تصرفاتنا عشان مفيش مقياس. والتجربة على البني آدمين لو كررناها مليون مرة تحت نفس الظروف ممكن تطلع مليون نتيجة مختلفة.. احنا كائنات ملهاش أمان ولا قواعد.

أنا كمان طلعت بعرف أمشي.. زي ما عرفت أسامح اللي مشيوا.. انا كمان بقالي 3 أيام بسأل نفسي اسئلة مش هلاقيلها إجابة مُرضية.. ومش هجيب حُسام يحكيلي عن أهمية ووجوب المشيان لما تكون هتئذي حد بتحبه.. وإن الحب مش شرط معاه البقاء.. وإن الحقايق ديه على قد ما هي حقيرة وبتهز مبادئي ومعتقداتي، على أد ما هي مُبررة لأفعال ناس كتير.
انا مش صاحبة ملايكة يا صديقي.. انا عندي اخطاء أكتر مما تتخيل ومضطرة اتعايش معاها.. ومش معنى مسامحتك لأخطاء غيرك إنهم مسموحلهم يرجعوا.. الكارت الأحمر لما الحَكم بيطلعه مبيبقاش فيه رجوع.

..........................

نعيد من الأول.. كنت هشوف فيلم لحد ما لاقتني عاوزة أكتب وأحكي عن اليوم..قبل ما أقوم أعمل بانكيكس عشان معندناش أكل وده ضد خطتي في زيادة الخمسة كيلو الصيف ده..
كنت خايفة الأسبوع الجاي ييجي ونعيد مرمطة مدينة نصر من غير عربية ومن غير ما أشحن نفساويتي المنقرفة.. لازم أحمِد ربنا عشان ساكنة قريب من مدينة نصر بس الموضوع بيبقى قاسي لو السواق قرر يرجع من رمسيس مش من روكسي خصوصاً وقت رجوع الموظفين ومشوار التِلت ساعة اللي بيتحول لساعة أو أكتر.. فرهدة العالم والعوالم الموازية في نفس اللحظة بتقطن في الساعة دي.

كل اللي كنت محتاجاه للشحن هي سعادة خروجة مش متوقعة مع خلود وياسمين وأحمد..
they are fun makers .. وانا مش بعرف احتفل ادام ناس غريبة أول مرة أشوفها زي أحمد
أول ما شوفته قُلت في سري ياريتني كان عندي حد - بالتحديد أخ- قريب مني بنفس الدرجة بيحب عدوية، ومنير، حتى لو كان بينفعل مع أغنية شجر اللمون وبيدوس بنزين ويخبط في حاجات غريبة، وهيبقى لطيف كمان لو كان بيحب على رمش عيونها.. وبيستنى معايا كوبليه "خدني شوقي لقتني بروح عندها/حد تاني سبقني وخد يدها/كان حبيبها وغايب بقى له سنة/والنهارده وصل على بختي أنا"
كم الأسى والبهجة اللي في صوت وديع الصافي بيقتل -مش عارفة أكتر من الشيخ إمام ولا لأ- الحقيقة.

الهدنة النهارده هي مشروع الكتاب بتاع ياسمين وأحمد، أو ضحكة خلود، أو باشمهندس رامي اللي فاتح صيدلية وبيبع نضارات بالتجربة من غير كشف.. أو بنطلون بيجامة ياسمين اللي عاوزة أجيب زيه، أو إنك متحبش تدخل حفلة دينا الوديدي.. فتعمل حفلة على كوبري قصر النيل في عربية أحمد..
السعادة في الحُب اللي كان مالي العربية النهارده وقعدة الأوبرا والجو والسما والنجوم القليلين وقدرتي انا وخلود لتحليل أي لمبات بتنور لـ ليدات معمولة بمايكروكونترولر كبيرة سيكا أوتخيُّل برج القاهرة بريد بورد كبيرة .. وده بيأكد إننا مش هنموت موتة طبيعية لو فضلنا نفكر كده.

سبق وقلت ان الحياة كانت طيبة النهارده.. طيبة للغاية الحمد لله.

حكمة اليوم: متكسروش قلوب الناس عشان ميخبطوش عربياتهم..
لو معرفتش تفرح من برا كفايا.. اكتب.
اسمعوا وديع الصافي وعدوية ومنير مع بعض..هتنبسطوا، واحمدوا ربنا لو في حياتكم ناس زي خوخة وكل اللي بييجوا من طرفها :)