24.8.14

ليلة صيف



النهارده.. وقبل ما أي حد ياخد باله إن الكنبة اللي ع اليمين فاضية، هفتح الشباك على آخره وأقعد على التكييف من بّرا مدلدلة رجلي في الهوا وبدندن "شال الهوا بينا..حط الهوا تاني" للشيخ إمام.. مش حافظة أي حاجة من الأغنية غير الكلمة ديه وهفضل أغنيها لحد ما أزهق وعقلي يقلب البلايليست على جوليا بطرس ولّا هبة طوجي.

هغمض عينيا وأنا بتخيل الولد اللي كنت بحبه ماسك تليفونه دلوقتي وبيتكلم مع بنت تانية بيحبها، مع إني متأكدة إنه مبيفتكرنيش فانا بكل عنفوان النهارده افتكرته لمّا لاقيت ريحته موجودة على رف هايبر ماركت كبير.
اتجرأت، فتحت الإزازة.. شميت ريحته، بعدين قفلتها تاني ورجعتها على الرف..كل حاجة رِجعت ورا لثانية..
مع اللي بتحبهم الحاجات العادية بتبقى مختلفة وفجأة العروق النافرة من إيديهم بتحسسك بالحياة.. الخمسة ليتر دم بيضخهم قلبك دفعه واحدة عشان شوفتهم، و الريحة اللي بتحسسك بالأمان حتى لو نهاية العالم بتخبط على الباب.. انت مطمن مفيش حاجة وحشة.. مفيش حاجة أصلًا.
كل ده افتكرته لما فتحت الإزازة..
البنت اللي بيحبها بقى مش عارفة أتخيلها، مش قادرة أتخيل شكلها ولا صوتها ولا ضحكها، يمكن هتكون مش مكسرة في العمق ومش بيجيلها بانيك آتاكس من وقت للتاني ومبتعيطش أبدًا.. وكمان مش بتخاف.. مش زيي، أنا بخاف من حاجات كتير اوي، من القُرب والبُعد بالذات. وبحتاج طبطبة اوقات كتير، بكابر ومبقولش ده أبدًا بس ديه حقيقة واضحة.

نرجع من تاني هنا.. لشارع المدارس الدور الرابع ،للبنت اللي مدلدلة رجلها من فوق التكييف بتتفرج على الألعاب النارية اللي ع الكورنيش دلوقتي. بتبص للسما وتفتكر هوسها بالفلك.. النجوم اللي بتنور أزرق أكتر نجوم سخنة في الكون.. واللي بتنور أحمر ومتوهجة بتبقى في آخر عمرها.. ممكن تكون انطفت دلوقتي أصلاً بس احنا مش هنعرف غير متأخر على ما ضوئها ييجي أقصد يبطل ييجي..فيه أساطير كتيرة مُتعلقة بالنجوم المُشعة أحمر على الآخر ديه..
متزعليش يا رضوى.. متزعليش والله كل حاجة هتبقى كويسة :)

ميرو و سوو كانوا هنا النهارده.. لما النور قطع اترمينا ع السرير واحنا بنبص ع الفراشات ف السقف وبنحكي وجعنا ونضحك.. مقلتلهمش حاجة، كنت بحسسهم بالأمان وانا ساكتة، مروة قالت لي إن الكتابة بتصحي الوجع، يعني لما مبتكتبش بتكون كويسة، غير كده بتفتكر كل حاجة.. قلتلها شوية وقت وكل ده هيخف، سألتني قد ايه.. قلتلها يعني شوية كمان كده بس احنا هنا على كل حال.. دايمًا هنلاقي فرصة نترمي جمب بعض ونحكي حتى الخيالات الزبالة بتاعتنا.. ملناش غير بعض يا عم وجيه عزيز والله.

عندي وجع ملوش علاقة بالعيا اللي عندي، لا بإني بفتكر حاجات كنت ناسياها بقالي كتير، ولا بالحاجات البسيطة المتراكمة، وجع مُتعلق بوجع مروة ونوران وجيجي والولد اللي بهرب منه عشان طلع كتير اوي عليا والكلام وبسفر خوخة ومحاولاتي الفاشلة في النجاة وريحته اللي فاضله لحد دلوقتي، عندي وجع متعلق بإني مش هعرف افتح الشباك وأطلع رجليا ادلدلها من فوق التكيف لحد ما الهوا يداوي روحي وينيمني بسرعة عشان اعرف اقوم بدري، متعلق بإني زهقت من السمع، زهقت من حاجات كتير اوي أكبرها العفاريت اللي بتطلع لي من الدولاب بالليل.