22.8.14

غلُبت أصالح في روحي

 البوست ده مكتوب لأغراض شخصية بحتة متعلقة باحتياجي للكلام والحفاظ على جزء خاص مني قبل ما أتوه أكتر في الشُغل..
محدش مطالب يقراه ،ومش هيضيف أي حاجة في حياة حد، وشكرًا :)



وفجأة بقى الحوار بياخد مني وقت كبير وإجهاد نفسي وعصر دماغ عشان أبقى نفسي وأتكلم بكل أريحية عن أفكاري وسط الناس، حتى الرغبات بالتلاقي مع حد غريب والحكي معاه بقت نادرة.. زي ما أكون محتاجة حد يعرف يقرا التُقل اللي في روحي والضلمة اللي مالية عيني من غير ما اتكلم وبعدين يعالجني بكوباية ليمون بالنعناع وبيتزا مارجريتا بان وسط ناكلها سوا وهنام بعديها نوم هادي مش مقلق ولا مؤذي بالمرة.

أول مرة كتبت كنت بحاول أعبر عن نفسي، واديني اهو بفتح الصفحة البيضا من تاني في حملة إجبار نفسي على البوح.. بدأت أجبر نفسي على حاجات من مدة وده مش مضايقني على عكس المتوقع.
الأسبوع اللي فات مثلًا لمّا صحيت معنديش رغبة أنزل الشركة،مع إن نزولي كل يوم محقق لي إتزان كافي لطرد أشباح كتير كانت ممكن تدمرني، ومكنتش أعرف إن الأيام اللي بصحى فيها بكل هشاشة وبكون مكسلة أنزل من البيت، هي الأيام اللي هتعلقني عاطفياً بالمكان..
اليوم ده كنت هشّة للغاية، مجاليش نوم ونزلت رُحت بدري جدًا قبل ميعادي بساعة، وصلت قبل حتى ما "بدر" الأوفيس بوي نفسه يوصل، سلّمت على مدير الأمن من غير ما أمنع نفسي من الابتسام ابتسامة عريضة كل امّا بفتكر أول مرة دخلت مكتبُه بالغلط ، كنت بدور على باب الخروج وقتها، فهزر معايا وعزمني على شاي يوميها وهو بيحكيلي عن ولاده والبلد وعن كام مرة طلب منهم يعملوا باب من المكتب ده لبرّه بس مرضيوش، فسألته هو فيه ناس كتير بتغلط وبتيجي هنا..ضحك و قال لي كان زمان الشاي اللي عندي خلص يابنتي.

سيبته وعديت على الريسيبشن عشان أمضي حضوري فملاقتش حد، كل اللي كان موجودين شوية شخصيات ثانوية بتنضف المكان، ولأول مرة أشوف الدور الأول والتاني المعامل فاضية الهولوايز مفيهاش غير صوت صدى رجليا ودندتي لأغنية "حاولت" بتاعت عمرو دياب.. وصلت للشباك الكبير اللي عمره ما بيدخل نسمة هوا ووقفت أركز مع المكان تحتيا وأشوف الناس بتبدأ تيجي.. كان سهل جداً في الأيام اللي بالهشاشة دي إني اتمسك بأي حاجة، فاتعلقت جداً بالشركة وحبيتها حتى لو مفيهاش مرايات في التواليت والشاور جيل دايماً خلصان فيها، والدادات كل ما تسألهم عن حاجة هيقولوا إنهم جداد هنا ومش عارفين حاجة لسه، ومدام آمال بتاعت الحضور والانصراف اللي بتحط ماسكارا بشكل غريب بيفكرني ب الست اللي كانت راسها كبيرة في أليس في بلاد العجائب وبتنطق ال "ت".."تش" .. زي "حبيبتشي" لاقيتني بكنّلها حُب عميق معرفش مغزاه ايه.

مش مهم نهائي الولد اللي قعد ادامي وانا بكتب وقطع عليا خلوتي في يوم قدام الشباك الكبير، مش مهم إنه شرب سجاير ووترني، مش مهم كمان إني كرهت المسجد بين قوسين عشة الفراخ اللي مصلتش فيها غير مرة ولاقيت نمل بيحوم حواليا في المكان ومن هنا قطعت علاقتي بيه وبقيت اصلي في المطبخ .. او الكافتيتريا بنت الناس وساندوتش البطاطس بالمايونيز والنيسكافيه ف بريك الساعة 11 

مش عارفة لو كان المكان بيكن لي نفس الدرجة من الحُب، بس التعلق بأماكن أحسن بكتير اوي من الناس، حتى لو علاقتك بالمكان هتخلص قريب اوي .. مش مهم الأماكن ريحتها بتفضل حلوة ، على عكس الناس ، الناس بيسيبوا وراهم وجع دايمًا.

احنا 4 Interns حاليًا.. ولد طويل شبه هاني صاحبي في الكلية ولو ركزت سيكا هكتشف إن مفيش أي شبه غير هدوءه وتسريحة شعره، ولد شبه حازم عينيه خضرا باخد منه حذري طول الوقت ولسه مكسرناش التلج ما بينا، ولد تالت طويل برضه مش عارفة عنه كتير لسه.. سيبنا مدينة نصر ورحنا الجيزة سوا ولحد دلوقتي مكونتش علاقة حميمية مع المكان البارد الزحمة والأرضية اللي اشتكت من كُتر الرجلين اللي بتمشي عليها.. لا بأس، للأسف كلها كام اسبوع والموضوع يخلص نهائيًا.

أنا مفتقدة حاجات كتير بس حاسة بخدر غريب في قلبي مهما وصفته مش هعرف.. ربنا يريح قلبي ويونسه..