21.8.14

الحلو اللي غَنى " يا حلوة يا أم الضفاير"


مر وقت أكثر مما ينبغي وأنا أتساءل متى تأتي اللقطة المناسبة لمواجهة العالم، مواجهة ما نشعر به، ما يجب أن يكون وما الذي يحدث في المقابل..؟

تأتي تلك اللقطة يا سادة فيما يعادل 4 ساعات يومياً في المتوسط وقت انقطاع التيار الكهربي عن البيت كالعادة، الآن هي الثانية عشر ليلاً، لن أجد تبرير لانقطاعه في هذه الساعة ولكن سأحمد الله  لحضور تلك "اللقطة" وتحسن الجو اليوم ،سأحاول ممارسة هواية البوح  في حجرة يلازم سقفها فراشات مضيئة وخلفي شباك متسع لمشاهدة العالم الخارجي على مسافة آمنة.

توقفت عن الحديث منذ مدة ولدي الكثير من الكلمات الراغبة بالانفلات والركض حتى تصل لحائط مقابل يبعد بمسافة بُعدي عن البحر وهي -لو لا تعلمون- مسافة كبيرة لفتاة تسكن في القاهرة التي تقهرنا في اليوم عدة مرات لتُرضي غرورها..

أصفف شعري على هيئة ضفيرتين وانا استمع لمنير يغني "طريقي داير دواير يا حلوة يا ام الضفاير".. لم يخبرني أحد بأنني "الحلوة ام الضفاير" سوى شخص واحد. ورُغم أنني لا اصنع الضفائر وهو لم يرَ شعري ولو لمرة.. لكن في الواقع لا أستطيع إيجاد شخص أكثر حلاوة من هذا الفتى ولن أجد إن عبرت الأربع محيطات، الفتى الحلو الذي يقترب كثيراً من الفتى الحُلم، ويجعل الحلوة أم الضفاير أقل حلاوة بكثير أمام الحلو الذي غناها.. لم اخبره يوماً بأنني اعشق مشاهدته يتحدث، ينسج المحادثات الطويلة والقصيرة ليُشعرك بالأمان، بأمان الهروب من الألم. لديه ما يكفي من السحر لصُنع السُحب من الهواء المجرد، والكثير من تلك الطاقة النابعة من مكان داخلي والتي تشبه اللجوء لبيت دافيء في ليالي الشتاء المكشوفة فتجد بطاطا سُخنة وتبتسم.. 

يتحدث بتلقائية وبشكل جاد للغاية فلا يسعك سوى الضحك، حتى ألمه يتحول لأسطورة خالدة من الحلاوة فيمكن أن تغار منه لأن قلبك لم تكسره فتاة كالجبل، أو لأن منير لا يحادثك بالأريحية التي يقص عليه أغانيه.

ربما لو عَلقت فوق جزيرة مهجورة يوماً ما.. لن أرغب بصحبة شخص آخر ليملأ الصمت بنظريات وفلسفات وحكايا ..
سيقرأ الليلة لإيمان مرسال تتحدث عنهم -الآخرين- عن الأمان والموت وأشياء أخرى، ربما لن يتذكر كم تشبهني، وإن تذكر سيبتسم ويرسل مقطع لفيروز من أغنية "يا شقيق الروح من جسدي" ويخبرني كم أنها تذكره بي ،وأن "اللي انكتب مفروض" مهما حاولنا التظاهر بأشياء أخرى..وليس هناك من بد أو طريق للهرب من أقدارنا الجميلة، لن يقول المأساوية، هو لا ينتمي لعالم التراجيديا الكليشيهي المتكرر.
ربما أذكر حينها أن أخبره بأنني أحضرت أصيص صغير ووضعت به زهور بنفسج، لكنه لم ينبُت بعد ليُبهج الآخرين لأنه لا يستطيع ان يصلب طوله لسه، وحينما يتمكن من ذلك سيبدأ بارسال أزهاره في مواجهة العالم.

وسأحاول اخباره أيضاً في يومٍ ما بأنني الفتاة الأكثر حظاً في العالم وأنه أحد تلك الأسباب لوجوده في حياتي وإنه ليس أندريستيميتد يعني نهائيا.


قد تبدو مقدمة ضعيفة للبوح والحديث عن الأشياء/الأشخاص الحلوة.. أوقن ذلك تمامًا لأن الكلمات لم تنبعث من قلبي بلا قيود ولن أشعر بالرضا الكافي الليلة، لكن -زي ما قال إسلام طيار النهارده- العك أحسن بكتير من عمل خطط ومناوشات متتنفذش في الآخر..
مش متأكدة هو كان بيكلمني عن السوشال ميديا ستراتيجي ولّا عن الحياة عموماً!