17.6.14

ترهات تُدعى-جزافياً- تدوينة


لو تأملت أول حاجة موجودة جنب السرير بتاعي ،هلاقي فيه ترابيزة صغيرة، أنا وماما بنسميها -جزافياً -الكومودينو عشان فوقيها أباجورة -مش أباجورة بالظبط برضه- بس شبهها بنسبة كبيرة..كل اللي ممكن تحسه لأول وهلة، ازاي الشيء ده مستوعب كل الحاجات ديه من غير ما يشتكي.. ولو أنت موسوس ترتيب -زيي أحياناً -هتحس برغبة عارمة في ترويقه وهتفضل تأجل ده يوم والتاني والتالت..
فوق الكومود ده فيه كتاب، الكتاب لواحدة مبحبهاش، مبطيقاش الحقيقة.. كنت بفكر إنها ممكن تكون نفسنة، بس بعد تفكير بما إن انجازاتها مش أكبر إنجازاتي اوي، وسنها أكبر مني، ولأننا منعرفش بعض شخصياً.. فمقدرش أحكم لو كانت ديه نفسنة بنات ولا لأ، ده كله مش هيأثر في كون الكتاب حلو، ولمّا بتجاهل إنه بتاعها بكتشف إنه حلو اوي الحقيقة.
فوق الكتاب فيه علبة النضارة.. النضارة القديمة اللي مبحبهاش بس بتليق عليا، طبعاً مجبتش شنبر جديد عشان حوكا قال لي هيديني عنوان محل المهندسين اللي بيجيب منه النضارات بتاعته وهيرشحلي واحدة هتليق عليا، وبعدين عدى اسبوع اهو ونسيني!.. حوكا بيحب نضاراته أكتر ما بيحب بنداري.. وحوكا بيحب بنداري جداً يعني.
ورا علبة النضارة فيه مينيو بتاعت مطعم في الزمالك اسمه The Maiz..متعلم عليه أوردر مطلبناهوش، آخر مرة رحت سيلانترو أبو الفدا مع سارة وخلود كنا هناكل منه بس سار كانت مضطرة تمشي فخدنا المينيو وقلنا هناكل هناك آخر يوم امتحان (أكيد هينسوا وهيحطوا خطط تانية).
فيه جنب ده كله فرشاة أسنان صغيرة لونها شفاف.. تقريباً مبشيلهاش من الشنطة اليومين دول غير لما بفضيها عشان أبدلها بشنطة تانية..ومعاها معجون كولجيت قد عقلة الصباع.
مرمي بكل عشوائية فوق كل دول علبة كلينكس كبيرة من بتوع العربيات.. معرفش ليه بالتحديد ماما قررت تديهالي أول الأسبوع ده، ومش متأكدة لو كانت قايلالي أنزلها العربية في يوم وأنا نازلة بس أنا نسيت !
فيه في أماكن متفرقة أستيكة وماركر وتوكة لونها بينك والـ Eye Cover اللي بيتحط فوق العينين واحنا نايمين ف النور عشان تضلم الدنيا.. وعلبة مستطيلة شفافة حطيت فيها أظرف الجوابات اللي جبتها النهارده.. ميم كان معايا وانا بجيبهم ولما مسكتهم قال لي انتي مش جبتي الشكل ده قبل كده؟ حسيت بالإهانة وقلتله أنا مش بنسى أبداً النوتبوكس والجوابات والحاجات اللي بشتريها من المكتبات عموماً، وممكن أكون بفتكر أسعارهم حتى بعد ما يعدي وقت طويل عليهم.. ميم ضحك عليا ساعتها وقال لي انا مش عارف ازاي بتنسي الحاجات الحلوة والوحشة في حياتك ومبتنسيش الكتب!
جنب دول كلهم مُعطر بريحة الخوخ واخد أوسكار أطول ازازة في البيت كله، استخدامه الأساسي الرش على السجاجيد في الأوضة والصالة عشان مام وهي بتصلي بيفرق معاها جداً الروايح اللي حواليها، وده دليل إن الموضوع وراثي مليش ايد فيه..
تحت ده كله ، تحته في العُمق أوي..النوتبوك الكُحلي بتاعتي اللي عليها فراشة ونازل منها ميدالية ملونة ميم اداهالي يوم الانترفيو وكان مش مهتم - او مش متخيل اد ايه هتبسطني..النوت ديه من أكتر النوتات اللي لاقتني بكتب فيها على مدار السنتين اللي بدأت اجيب فيه نوتبوكس..بكتب فيها خطط مستقبلية وحودايت ورسايل مش هتروح لاصحابها..بكتب فيها عشان ده أكتر شيء مريح وبيقربني من نفسي حالياً.
من النوتبوك ديه، فيه قصقوصة ورق مدلدلة بشياكة لو شديتها سيكا، هلاقي فوقيها خط ولد منمق جداً بيقول" أحبي العالم.. إلى الحد الذي يجعلك لا تستطيعي أن تمشطي شعرك كما يجب في الصباح ".. مش هضحك زي اول مرى قريتها، هتنح لحظة للترابيزة اللي اسمها -جزافياً- كومودينو، هنسى قراري إني لازم أرتبه بكرة، وهبتسم لولد ساكن النص التاني من الكوكب دلوقتي وأنا بتخيله قاعد بيلعب ع الكمان بتاعه..وبعدين هنام.