9.4.14

عشان بنسى.. بنسى اوي



أنا بنسى!!! المؤلم إني بنسى.. 
نسيت حتى أول مرة لما قابلتهم من 8 شهور بالظبط.. وأنا بحفظ أساميهم واحد واحد.. مش فاكرة غير شيماء ، كانت لابسة فستان يوميها وكانت متكدرة عشان مدخلتش هندسة القاهرة ودخلت عين شمس.. بحاول أفتكر أبعد من كده فبفتكر ميرنا كانت قاعدة جمبي وبتبرر لمؤمن إنها اتقبلت عشان كانت مقدمة السنة اللي فاتت.. الباقي بلااانك تماماً

يمكن لو كنت عارفة إن الناس ديه هتأثر فيا وهتبقى سبب في سعادتي وشعوري بالخفة كنت حفظت ملامحهم بالدور.. يمكن كنت ركزت هو طارق وشريف حضروا يوم الويلكم ولا لأ.. بدل ما انا قاعدة اسأل نفسي زي اللي عندهم زهايمر !

أنا بنسى عشان كده خايفة 
انسى أيام حلوة اوي زي ديه

يعني انا بكتب عشان النهارده لما نور قالت عليا مبحبش أطلع مشاعري.. مؤمن دافع عني وقال لها لأ.. بتطلعها بس مش إن بابليك

بكتب عشان الكتابة رزق ..السعادة رزق.. الحب رزق.. الناس اللي شبهك رزق.. المجلة رزق.. والابتسامة اللي مش عارف تسكتها لدرجة انها هتعمل تشنجات في عضلات وشك وتجاعيد مبكرة برضه رزق.

صحيت الساعة 4 على فكرة منورة في دماغي للـ script بتاع الـ closing
كتبتها بسرعة وشلت الشاحن من الموبايل، افتكرت إني امبارح خلصت الكلية الساعة 8 وإني فضلت أعمل مكالمات وأخلص حاجات لحد 11 ونص وكنت ميتة إكلينيكياً .. لدرجة إني بعدها نمت على نفسي.. في الثانية اللي افتكرت فيها قررت إني محتاجة أريحني شوية وأنام براحتي.. فكملت نوم تحت شعار هتتعبني يوم هنام 100 يوم.

الصبح بعد النسكافيه المحترم وساندوتش الجبنة الرومي، وأنا بجهز شنطتي اكتشفت إني ماشية بشنطة مفيهاش نوتبوك شخصية -دي طبعاً غير بتاعت الشغل- ومعييش كُتب ورقية ممكن آخدها في الشنطة.. حسيت إن فيه حاجة ناقصة وإن الويك إيند ده لازم آخد موقف وأنزل ديوان الزمالك والشروق في لفة محترمة ..

أول ما وصلت المنيل فيه بنت كانت راكبة ميكروباص ومكشرة..رغم إن عيني جت في عينيها مخدتش بالي منها وأنا في التاكسي.. بس للحظة أفتكرت موقف حصل في شارع القصر العيني من سنتين تقريباً فضحكت.. الميكروباص قرب فانتبهت إن البنت ضحكت عشان افتكرتني بضحك لها.. فضحكت تاني بس المرة ديه عشانها بس.

كانوا قاعدين في التكييف وديه من أقدس الحاجات في الجو العظيم الذي تمر به البلاد..  محستش الجو المأساوي بتاع آخر ميتنج خالص..ببساطة مؤمن بيعرف يـ Party hard الحقيقة ويبعت لنا إشارات وجو مختلف تماماً

ميرا جت.. جت علشاني وديه من أحلى الحاجات اللي ممكن حد يعملها عشان حد.. دون ذكر إني مرضتش أروح لها البيت يوم الحد لدواعي الأنتخة والعزا اللي كان لازم أحضره..
ميرا راجعت معايا ال script وقالت لي كام ملحوظة بعدها قالت لي إنها جايبالي هدية.. وأنا بفتحها اكتشفت إني لو عاوزة أبسط حد لازم ألف له الهدية في ورق بينك طويل واربطه كويس.. عشان كل لحظة بتمر والشخص بيفتح هجيته بيبتهج أكتر ويستوعب إن فيه حد فكر يعمل عشانه حاجة لطيفة.. أميرة حطت لي نوت بتقول" مفيش حاجة اكتر مأساوية من قراية الكتب PDF" ولما فتحت الهدية لاقيت كتاب جديد مسمعتش بيه الطبعة التالتة-وده معناه إنه حلو بنسبة كبيرة- وفيونكة بينك حميمية للغاية فضلت لابساها طول اليوم.

مش قادرة استوعب بالظبط الوقت مر ازاي واحنا بنفتكر الذكريات وردودنا ف الانترفيو... ازاي كبرنا.. وازاي عدينا بأوقات كنا مبتذلين أو بننجز شغل وخلاص.. ازاي في وقت ما كان حد بينام طاقة اللي حواليه بتفوقه..
مؤمن اداني كارت بيفكرني إني "ساعي البريد الطيب".. هبة ادتني كارت بتقول لي أكتب وأفضفض.. شمياء حضنتني اوي.. حسناء جابت شوكولاته..
ازاي الأوضة استوعبت الضحك والحب اللي طالع مننا مرة واحدة؟ مش عارفة!

البيتزا والتورتة والأنتخة والضحك.. الضحك اللي مبيخلصش والهدايا وفرحتي بالولد الوسيم -المجنون رسمي- اللي اتجوز النهارده
المشي بالليل والهوا حلو ، والمزيكا لما قلبك يرقص عليها من غير فزع ولا خوف إن الفرح ده هينتهي قريب اوي.


الخلاصة: لمّا ترجع بيتك بروايتين من ضمنهم رواية مراد الجديدة، وجوابين، وشوكولاته، وضحكة، وحوار لطيف مع ولد كل اللي فكرت فيه لما اتكلمتوا "هو انا ليه مينفعش اتبناك طيب؟ "، وأكلة بيتزا معتبرة، ومليون تفصيلة وهدية صغيرة تانية.. 
احمد ربنا اوي
لما يكون عندك ناس تكلمهم في آخر اليوم تشاركهم الوقت ده، صعبانيات اليوم ولحظات الدراما كوين وبعد ما يسمعوك يطمنوك إنهم موجودين وإنك "تصبح على خير".. متنساش تدعي ربنا يبارك لك في الرزق ده..
ولو كان نصيبك قليل منهم ممكن تصل رحمك وتوزع من رزقك زكاة على غيرك.. يمكن ساعتها يبقوا موجودين فعلاً.. وفي كل الحالات نام مبسوط.. ولو ليوم بس واكتب اوي عشان متنساش.

ربنا يكتر رزقكم من السعادة/ تصبحوا على خير..